«فورين بوليسي»: «القاعدة» أخطر تنظيم إرهابي رغم صعود «داعش» السريع

رأت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، أنه رغم صعود تنظيم «داعش» وتوسعه في عدة دول عربية، يبقى تنظيم «القاعدة» أخطر تنظيم إرهابي على وجه الأرض.
وقالت المجلة إن «داعش» يحاول أن يضع نفسه كقائد للتنظيمات الجهادية في العالم. فبعد طرد التنظيم من شبكة «القاعدة» في فبراير، أصدر «داعش» العديد من الانتقادات اللاذعة لقيادة أيمن الظواهري «للقاعدة»، ثم شن هجوما ضد الحكومة العراقية، وأعلن بعدها إعادة تأسيس الخلافة، ثم واصل تصدر عناوين الصحف بعد المكاسب الإقليمية الأولى التي حققها، خاصة توسيع حصته في كل من العراق وسوريا.
وأدى نجاح «داعش» بهذا الشكل مؤخرا إلى اعتقاد المراقبين الغربيين أن التنظيم قد يغطي على تنظيم «القاعدة»، ولكن قالت المجلة إن هذا الاعتقاد ما هو إلا مبالغة في تقدير القوة الحقيقي ل«داعش»، والتقليل من قوة «القاعدة»، لأن التنظيم الذي وصفته المجلة ب«تنظيم الظواهري»، يشكل التهديد الأكبر على الولايات المتحدة والدول الغربية.
ورغم مكاسب «داعش» السريعة، إلا أنه أظهر نقاط ضعفه، وفقا للمجلة، خاصة بعد فشله في جذب شبكة «القاعدة» خارج العراق وسوريا، ونزعته القتالية التي تؤدي إلى نفور الشركاء المحتملين، بالإضافة إلى رفض تقديمه لأي تنازلات.
ومن أسباب خطورة «القاعدة» كذلك، بحسب المجلة، أنه لا يزال متماسكا، حيث أنها ليست المرة الأولى التي يحدث بها انشقاقات في التنظيم، كانت آخرها مبايعة بعض فروع «القاعدة» الإقليمية لأبوبكر البغدادي للخلافة، ولكن جميعها باءت بالفشل.
وأضافت المجلة أن إعلان «داعش» في يونيو الماضي «الخلافة»، هو التحدي الأكثر وضوحا «للقاعدة» حتى الآن، حيث أن إحياء الخلافة هو الهدف المشترك لمعظم التنظيمات الجهادية، ورغم ذلك لا يزال «القاعدة»، الذي لم يعلن الخلافة مباشرة إلى الآن، هو الأخطر.
ورأت أن الدليل على ذلك، أنه رغم وجود أنصار ل«داعش» في جميع فروع «القاعدة»، خاصة في صفوف عناصر المعارضين لسياسة الظواهري، لم تترجم هذه المعارضة إلى تحول الولاءات أو الانشقاق من التنظيم على مستوى واسع.
ويحافظ على «القاعدة» بشكل عام على كونه التنظيم العالمي الأعمق والأكثر قدرة، وهو الأول في قائمة الجهاد في العالم، وبالتالي فإن «داعش» فشل في الاستيلاء على مقاليد الجهاد العالمي، خاصة بعد تكرار الأخطاء الاستراتيجية من قبل الجهاديين العراقيين.
واعتبرت المجلة أن حاضر «داعش» قد يكون مشرقا، ولكن مستقبله يبدو «قاتما».
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة