أهالي أسيوط يكتشفون وصول جثمان شهيد خطأ.. والأمن يخطر الجهات العسكرية

اكتشف أهالي الشهيد إسلام عبدالمنعم، الذي استشهد في الهجوم الإرهابي على كمين الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، أن الجثمان الذي تسلمته الأسرة في أسيوط، ليس هو، بعد أن كشف أهله عن وجهه داخل سيارة الإسعاف لتوديعه، وقاموا بتسليمه وقامت أجهزة الأمن بنقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى الإيمان وإخطار الجهات العسكرية.
فيما قام الأهالي بنصب السرادق واستقبال العزاء عقب وصول الجثمان إلى قرية بني محمد بمركز أبنوب التي تنتظر جثة ابنها بعد أن كانت تعده ليعمل في مجلس الدولة.
«عدنان» 23 عامًا، أصغر أخوته الذكور، كان من أوائل الثانوية العامة، حصل على تقدير جيد جدًا بكلية الحقوق جامعة أسيوط، أنهى امتحاناته في الدراسات العليا قبل وفاته بأيام، كان حالمًا بالمستقبل، إيجابيًا، طموحه أن يلتحق بمجلس الدولة ويحصل على الدكتوراه ليحقق أمل والده الذي تمنى أن يتوّجه عريسًا فينتظر الآن جثمانه ليدفنه بيده في قبره بعد أن قتله الإرهاب الغاشم وهو صائم.
وقالت والدة «عدنان»، وسط بكاء وعويل شديدين «كان قلبي حاسس من آخر مكالمة إنه بيودعني وقالّي خدي بالك من اخواتي وسلميلي على كل قرايبنا اللي مبعرفش أشوفهم عشان الإجازة قصيرة والامتحانات»، بتلك الكلمات بدأت الأم المكلومة حديثها.. وأكملت: «كان طيب القلب حنون وعنده أمل في بكرة وفي المستقبل.. وكان مؤثرًا في كل المحيطين».
وأضافت إحدى شقيقاته وهي في حالة بكاء شديد إحنا ناس بنعرف ربنا وبنصلي وبنصوم وبنحب الخير للناس وأخويا كان دائماً بيتبرع للفقراء وكان بيتبرع لصالح مستشفي الأورام وكان يحب قراءة الكتب والقصص، وكان نفسه يطلع دكتور في الجامعة علشان كده كان بيحضر ماجستير لكن دلوقتي خلاص الله يرحمه.
أما والد الحاج خلاف الذي يقف في نهاية السرادق بجوار أفراد عائلته كان حاداً في الحديث وإنتقد بشدة تأخر الإجراءات لوصول جثمان نجله وقال حسبي الله ونعم الوكيل إبني كان بيستعد لإمتحانات مجلس الدولة وكان نفسي أشوفه ابني قاضي يا ناس، إبني كان خجول ومهذب ومتدين وكانوا أصحابه بيحبوه.
وقال خلاف مفيش حاجة في الدنيا ممكن تعوضني عن إبني وإنخرط في بكاء شديد حاول المشيعين تهدئته.
وقال مروان أحد أبناء عمومة الشهيد لازم القوات المسلحة الفترة إلى جاية تحمي ولادها وتاخد بثأرهم من الناس إلى متعرفش ربنا ومعندهاش دين وإحنا كلنا مع الجيش وخدمنا في الجيش في 73.
بينما قال سعيد بدر عم الشهيد إسلام عبدالمنعم بدر من أبناء غرب البلد بمدينة أسيوط أحد شهداء محافظة أسيوط الذي استشهد في أحداث الوادي الجديد أنا حاسس إني هموت وأيامي معدودة والدور عليا لأن الوحدة ديا انا متشائم من الأيام هنا.
وأضاف «سعيد» أنهم استقبلوا خبر استشهاد «إسلام» فجر يوم الحادث وأصيب والده بحالة بكاء وصراخ هستيري لأن الشهيد من أحب أبنائه إليه وأصيبت والدته بإغماء من شدة المصيبة والأسرة كلها حزينة عليه خاصة شقيقه صغير السن حزين عليه لأنه كان ينتظر لحظة وصوله في إجازة العيد لأنه كان دائمًا يأتي له بالهدايا ومتعلق به بشكل كبير.
وقال وجيه حبيب أبن عم الشهيد إلهامي عياد من العقال القبلي بمركز البداري أحد شهداء حادث «الفرافرة» بالوادي الجديد أمام كنيسة القداسة الإنجيلية بعد الصلاة على جثمان الشهيد وطالب السيسي بالقصاص من الإرهاب وإعلان نتائج التحقيقات أمام الرأي العام.