بالصور.. تفاصيل «حادث الفرافرة» وتدمير الكمين وضبط علم القاعدة

في الساعة السادسة والنصف، مساء السبت، وأثناء استعداد المصريين للإفطار، بدأت وسائل التواصل الاجتماعي تتحدث عن استشهاد 15 جنديا من قوات حرس الحدود بمحافظة الوادي الجديد، ومرت ساعات حتى أعلن المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة عن استشهاد 21 جنديا.
«المصري اليوم» توجهت إلى موقع الكمين في الكيلو 100، الذي يبعد عن الواحات البحرية بمسافة 100 كم، ووجدت اللواء سيد عبدالكريم، رئيس أركان المنطقة الجنوبية العسكرية، جالسا على الأرض على جانب الطريق، وبجواره عدد من الضباط برتب مختلفة، بينهم ضباط بالمخابرات الحربية ومخابرات حرس الحدود.
الاشتباكات بدأت في الثالثة عصرا وانتحاري فجَّر نفسه
وروى أحد الضباط الكبار بالمكان لنا تفاصيل الحادث الإرهابي، رافضا نشر اسمه، وقال: «جاءت سيارة دفع رباعي سوداء اللون رقمها (م ج ر 294) باتجاه الكمين، في الثالثة عصرا، قادمة من ناحية الفرافرة، الاتجاه الجنوبي للكمين، ونزل منها أحد الملثمين ودخل مسرعا إلى الوحدة وفجَّر نفسه، فيما أطلق آخر النيران على قوة الكمين».
إطلاق قذائف آر بي جي من جبل خلف الكمين
وأوضح: «أثناء تعامل الجنود مع المهاجمين، انطلقت قذائف آر.بي.جي ونيران من أسلحة متعددة، على الكمين، من سيارة أخرى بيضاء لاند كروزر تابعة للمسلحين، وترتكز على قمة جبل خلف الكمين مباشرة».
وأضاف: «تمكن الجنود من قتل اثنين من المهاجمين مع بداية الاشتباك، أحدهما كان يرتدي حزاما ناسفا ويحمل مجموعة من القنابل اليدوية، ونزلت السيارة اللاند كروزر من قمة الجبل باتجاه الكمين، وبدأ عدد من الأشخاص في النزول منها، وهاجموا الجنود بالأسلحة الآلية، فبادلوهم النيران وقتلوا واحدا منهم».
قائد الكمين يستغيث ويطلب المساعدة
وتابع: «في هذه الأثناء بدأ الجنود يتساقطون، وهنا استغاث قائد الكمين، النقيب الشهيد محمد درويش، بقوات احتياطي وصلته من مكان يبعد 60 كم، واستمرت الاشتباكات نحو ساعة تقريبا، قبل وصول قوات الاحتياطي بقيادة ضابط برتبة رائد، والذي استهدفه المسلحون بقذيفة آر.بي.جي أصابته بإصابات خطيرة، نُقل على إثرها إلى مستشفى الواحات البحرية».
هروب المسلحين والاستيلاء على سيارتين إحداهما مفخخة
واستطرد قائلا: «تعاملت قوات الاحتياطي مع المسلحين، وقتلوا اثنين منهم، ومع عودة الدفة لقوات الجيش في الاشتباكات، سارع من تبقوا أحياء من المسلحين في لملمة الجثث التابعة لهم والهروب بها، إلا أن قوات الجيش تعاملت معهم، واستولوا على سيارتين، وفرت سيارة واحدة للدروب الجبلية، وتبين أن إحدى السيارتين سرقها المسلحون عندما هاجموا نفس الكمين في 5 يونيو الماضي، وقتلوا 4 جنود وضابطا، ما يعني أنهم سرقوها وعادوا لمهاجمة الكمين بها مرة أخرى».
وبعد انتهاء الضابط الكبير من رواية تفاصيل الحادث، توجهنا بصحبة ضابط آخر لأخذ جولة بكاميراتنا في المكان، وتفحصنا السيارة اللاند كروزر البيضاء، ووجدنا بها براميل زرقاء اللون مليئة بمادة بيضاء شبيهة بالبودرة، وقال الضابط إن هذه السيارة كانت مفخخة للانفجار بالمكان، وأن المادة هي نترات الأمونيا وموصلة بدائرة كهربائية، كما وجدنا على السيارة علم تنظيم القاعدة، وبعض الأدوات الأخرى، فضلا عن وجود دماء كثيرة تغطي أجزاء من السيارة، فيما وجدت بعض القنابل اليدوية وعلم تنظيم القاعدة على السيارة السوداء.
ورصدت «المصري اليوم» تدمير الكمين بشكل كامل، وتأكدت من صدق رواية المتحدث العسكري بأن انفجار مخزن الذخيرة هو الذي أدى لاستشهاد الجنود، لأن كل صناديق الذخيرة محترقة وبها أشرطة الفوارغ كما هي، والكمين عبارة عن سرية كاملة تابعة لأحد الكتائب التابعة للقوات المسلحة.
[image:12:center]