مسجد السيدة حورية.. ملجأ الفقراء في بني سويف

تشتهر مدينة بني سويف بمسجد السيدة حورية ملجأ الفقراء بسبب مائدة الرحمن التي تقام أمامه كل عام طوال شهر رمضان من أهل الخير ويشرف عليها المستشار مجدى البتيتي، محافظ بني سويف، ورئيس مجلس إدارة مسجد السيدة حورية.
وتعتبر مائدة الفقراء أطول مائدة في محافظة بني سويف وتبرع الدكتور على جمعة، مفتي الديار المصرية السابق وهو من أبناء محافظة بني سويف من قرية طنسا من خلال مؤسسة مصر الخير العام الماضي، لاستمرار مائدة الرحمن في مسجد السيدة حورية بمدينة بنى سويف ب15 ألف جنيه العام الماضي، و300 شنطة رمضانية لفقراء المسجد، كما تقوم مؤسسة حورية الخيرية بإجراء المسابقة القرآنية الكبرى ويشترك فيها 800 من حفظة القرآن الكريم ويتم اختيار 20 فائزا للسفر لأداء العمرة بالإضافة لتقديم 2000 شنطة رمضانية و250 وجبة رمضانية توزع على منازل الفقراء، كما قام المستشار ماهر بيبرس، المحافظ السابق، بإعادة فرش المسجد الأثري في عهده وشراء نجف جديد للمسجد.
وقال المستشار أحمد عباس، نائب رئيس مجلس إدارة مسجد السيدة حورية ببنى سويف، إن المائدة تستوعب 250 شخصا من فقراء المسلمين.
وأوضح «عباس» أن فقراء بنى سويف يأتون في شهر رمضان يفطرون على المائدة طوال الشهر ويسهرون لإحياء ليالى الشهر الكريم.
ويقع المسجد في شارع السيدة حورية المتفرع من شارع أحمد عرابى بندر بنى سويف، اسمها الحقيقى زينب الحسينية ولقبت بالسيدة حورية لشدة جمالها وروعها، وكانت السيدة حورية رحالة كبيرة واستقر ركبها في هذا المكان إلى أن توفيت ومكث الصالحون والأتباع عند مقامها.
والسيدة حورية جاءت في رؤية منامية إلى عثمان بك وأخبرته بإنشاء مسجد في هذا المكان وشرع على الفور في بنائه ووافته المنية وأكمل البناء ابنه محمد إسلام باشا وهو من أعيان بنى سويف، وأنشئ المسجد عام 1323ه، وإنشاء ساحة كبرى محاطة بسور بتكلفة تزيد على ربع مليون جنية لإقامة المولد فيها والاحتفال بذكراها ويوجد بجوار المسجد ضريح ومقام كل من الشيخ سعد ويوسف وهما من رفقائها أثناء ترحالها.
ويقول الشيخ أبوالخير محمد، إمام مسجد السيدة حورية السابق، على جدار المسجد تشاهد السيرة الذكية في تاريخ السيدة حوريةو رضى الله عنهاو فهى شمس لا تحتاج إلى تعريف فكل مؤمن يدخل روضتها الشريفة يرى العجب العجاب والنور الوضاء، موضحا أن أسمها الحقيقى زينب الحسينية نسبة إلى مولانا الإمام الحسين بن على رضى الله عنهما وسميت زينب نسبة إلى عمتها السيدة زينب الكبرى بنت على ولقبت بزينب الصغرى كما لقبت بالسيدة حورية لجمالها وورعها وتقاها وتوفيت وهى بكر لم تتزوج ونسبها من جهة الأب فهى زينب بنت أبى عبدالله شرف الدين بن الإمام الحسين بن على كرم الله وجهه، ونسبها من جهة الأم فأمها بنت كسرى ملك الفرس.
وقال الدكتور عادل غنيمة، مدير عام الآثار الإسلامية ببنى سويف، إن السيدة حورية اشتهرت بين العامة أنها كانت تطبب المرضى في كل زمان ومكان فقد كانت في معركة كربلاء المشهودة قائدة للمستشفى الميدانى وهى بنت السبعة عشر عاما أو الثامنة عشر، وجاءت إلى مصر حيث كانت محبة للترحال والسفر فكثيرا ما كانت تتنقل بين قرى مصر وزائرة مستديمة لمقابر الصحابة والتابعين فكانت رحلتها الأخيرة إلى أرض البهنسا ببنى مزار بمحافظة المنيا وما يحويه من مقامات أكثر من خمسة آلاف صحابى وتابع لرسول الله وأثناء عودتها أصيبت بحمى شديدة توفت على أثرها ببنى سويف وتم تشييد مقامها هناك وظلت معروفة لأهالى بنى سويف، وقد ذكرها على مبارك في خططه التوفيقية وكتب في الجزء التاسع ص 92، 93 (بنى سويف) هي مدينة كبيرة بالصعيد الأدنى واقعة قبلى بنحو ساعة ونصف على الشاطئ الغربى من النيل بها مساجد عامرة ومنها مسجد (الشيخة حورية) ويعمل لها ليلة كل سنة.