النقشبندي.. إمام المنشدين

«مولاى إنى ببابك» أحد أهم ملامح شهر رمضان المعظم وأشهر التواشيح، صوت «نقشبندى» مستغيث بالمولى، تجمع بين التضرع والثقة في المولى، وأجاد بليغ حمدى القبض على مواطن الفتوة والعذوبة والدفء في صوته، فكانت موسيقاه كاشفة لكل طاقاته، «بليغ» لحن له ثمانية ألحان، وكذلك فعل عمار الشريعى، ليحفظا لنا أروع كنوز الإنشاد الدينى المعاصر، هو الشيخ سيد النقشبندى أحد أشهر المنشدين والمبتهلين في تاريخ الإنشاد الدينى، حيث يعتبر أول من أنشد التواشيح الدينية والابتهالات والمدائح معاً حتى لُقِّب ب «الصوت الخاشع» وب «لحن ملائكى».
ولد الشيخ سيد محمد النقشبندى، في 1920 بقرية دميرة بالدقهلية، ثم انتقلت أسرته لمدينة طهطا بالصعيد، ولم يكن بلغ العاشرة وفيها حفظ القرآن وتعلم الإنشاد الدينى في حلقات الذكر بين مريدى الطريقة النقشبندية.
وكلمة النقشبندى نسبة إلى فرقة من الصوفية يعرفون بالنقشبندية نسبة إلى شيخهم بهاء الدين نقشبند، ولقد كان ومازال صوت «النقشبندى» أحد أهم ملامح شهر رمضان المعظم.
وذاعت شهرته في محافظات مصر والدول العربية، وسافر لسوريا لإحياء الليالى الدينية في مدنها بدعوة من الرئيس الراحل حافظ الأسد، وزار أبوظبى والأردن وإيران واليمن وإندونيسيا والمغرب العربى ودول الخليج ومعظم الدول الأفريقية والآسيوية، حتى أصبح ملمحاً مميزاً، مصاحباً للاحتفالات الدينية، ليرتبط رمضان في الذاكرة الجمعية للمصريين، والعرب، بصوتين، الشيخ رفعت والنقشبندى.
وفى 1966 كان «النقشبندى» بمسجد الحسين بالقاهرة والتقى بالإذاعى أحمد فراج، فسجل معه بعض التسجيلات لبرنامج «فى رحاب الله»، ثم سجل العديد من الأدعية الدينية لبرنامج «دعاء» الذي كان يذاع يوميًا عقب أذان المغرب.
اشترك في حلقات البرنامج التليفزيوني في «نور الأسماء الحسنى»، وسجل برنامج «الباحث عن الحقيقة»، عن سلمان الفارسى، وقد لحن له مجموعة من الابتهالات ملحنون معروفون منهم محمود الشريف، وأحمد صدقى، وسيد مكاوى، وبليغ حمدى، وحلمى أمين. وأصبح صاحب مدرسة متميزة في الابتهالات، أبرز مُجددى الإنشاد الدينى، يتمتع بصوت، يراه الموسيقيون، أحد أقوى وأوسع الأصوات مساحة في تاريخ التسجيلات.
وقد ترك للإذاعة تراثًا غنيًا من الابتهالات إلى رحل إثر نوبة قلبية مفاجئة، في 14 فبراير 1976، عن 56 عاماً، كآخر زُهاد فن الإنشاد.
وكَرَّمه الرئيس الراحل أنور السادات عام 1979، بوسام الدولة من الدرجة الأولى، والرئيس الأسبق مبارك بوسام الجمهورية من الدرجة الأولى، ومحافظة الغربية بإطلاق اسمه على أحد أكبر شوارع طنطا