بنور وجهك إني عائد وجل, ومن يعز بك لن يشقي الي الابد, مهما لقيت من الدنيا وعارضها, فانت لي شغل عما يري جسدي, تحلو مراغرة عيش في رضاك, وماأطيق سخطا علي عيش من الرغد من منا لم يسمع قبل الإفطار في شهر رمضان ابتهال يامولاي للشيخ سيد النقشبندي, أستاذ المداحين وصاحب مدرسة متميزة في الابتهالات أحد أشهر المنشدين والمبتهلين في تاريخ الإنشاد الديني, يتمتع بصوت يراه الموسيقيون أحد أقوي وأوسع الأصوات مساحة في تاريخ التسجيلات. كان صوته الأخاذ القوي المتميز طالما هز المشاعر والوجدان وكان أحد أهم ملامح شهر رمضان المعظم خلال فترة الإفطار, بأجل الابتهالات, فهو واحد من أبرز من ابتهلوا ورتلوا وأنشدوا التواشيح الدينية وكان ذا قدرة فائقة في الابتهالات والمدائح حتي صار صاحب مدرسة, ولقب بالصوت الخاشع, والكروان. ولد في قرية دميرة بجوار المسجد الكبير إحدي قري محافظة الدقهلية, في مصر عام1920 م, وانتقلت أسرته إلي مدينة طهطا في جنوب الصعيد ولم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره, في طهطا حفظ القرآن الكريم علي يد الشيخ أحمد خليل قبل أن يستكمل عامه الثامن وتعلم الإنشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية, جد الشيخ سيد هو محمد بهاء الدين النقشبندي الذي قد نزح من بخاري بولاية أذربيجان إلي مصر للالتحاق بالأزهر الشريف, ووالده أحد علماء الدين ومشايخ الطريقة النقشبندية الصوفية, كان يتردد علي مولد أبو الحجاج الاقصري وعبد الرحيم القناوي وجلال الدين السيوطي, وحفظ أشعار البوصيري وابن الفارض. ووفق أرشيف إذاعة القرآن الكريم أنه في عام195 استقر في مدينة طنطا وذاعت شهرته في محافظات مصر والدول العربية, وسافر الي حلب وحماة ودمشق لإحياء الليالي الدينية بدعوة من الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد, كما زار أبو ظبي والاردن وايران واليمن واندونسيا والمغرب العربي ودول الخليج ومعظم الدول الأفريقية والاسيوية, وأدي فريضة الحج خمس مرات. في عام1966 كان الشيخ سيد النقشبندي بمسجد الإمام الحسين بالقاهرة والتقي مصادفة بالاذاعي أحمد فراج فسجل معه بعض التسجيلات لبرنامج في رحاب الله ثم سجل العديد من الادعية الدينية لبرنامج دعاء الذي كان يذاع يوميا عقب أذان المغرب, كما اشترك في حلقات البرنامج التليفزيوني في نور الأسماء الحسني وسجل برنامج الباحث عن الحقيقة والذي يحكي قصة الصحابي الجليل سلمان الفارسي, هذا بالإضافة الي مجموعة من الابتهالات الدينية التي لحنها محمود الشريف وسيد مكاوي وبليغ حمدي وأحمد صدقي وحلمي أمين. وصف الدكتور مصطفي محمود في برنامج العلم والايمان الشيخ سيد النقشبندي بقوله انه مثل النور الكريم الفريد الذي لم يصل اليه أحد وأجمع خبراء الأصوات علي أن صوت الشيخ الجليل من أعذب الأصوات التي قدمت الدعاء الديني دخل الشيخ الإذاعة عام1967 م, وترك ثروة من الابتهالات, إلي جانب بعض التلاوات القرآنية. توفي إثر نوبة قلبية في4 فبراير1976 م كرمه رئيس مصر الواحل محمد أنور السادات عام1979 م بمنحه وسام الدولة من الدرجة الأولي, بعد وفاته, كما كرمه الرئيس السابق حسني مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام1989 بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولي, كما كرمته محافظة الغربية التي عاش فيها ودفن بها حيث أطلقت اسمه علي أكبر شوارع طنطا والممتد من ميدان المحطة حتي ميدان الساعة.