مقار شرطة تواجه الإرهاب دون أبواب أو حراسة

عبّر أفراد شرطة بنقاط المنيرة الغربية والمنيرة الشرقية ومدينة العمال في منطقة إمبابة، عن استيائهم البالغ من عدم وجود خدمات أمنية للحراسة بتلك النقاط، وأكدوا ل«المصري اليوم» أنهم معرضون في أي وقت للموت على مكاتبهم داخل تلك النقاط، إذا تعرضوا ل«أبسط هجوم إرهابى»، على حد وصفهم.
جاء ذلك عقب استهداف الجماعات الإرهابية نقاط الشرطة الثلاث بمنطقة إمبابة، فجر الخميس، بعدما ألقى 6 متهمين 3 عبوات على النقاط في أذان الفجر.
«المصري اليوم» زارت النقاط الثلاث للوقوف على ملابسات الوقائع والاستماع إلى شهود العيان.
في نقطة شرطة مدينة العمال، أفادت تحريات النقيب عبدالرحمن الصوفي، رئيس النقطة، بأن 3 مجهولين استقلوا دراجة بخارية وألقوا قنبلة بدائية الصنع أمام مدخل القسم وفروا هاربين، وأسفر التفجير عن تحطم زجاج سيارة لواء شرطة، دون وقوع إصابات في صفوف الخدمات الأمنية بالنقطة.
وقال «الصوفي» إن الطريق أمام نقطة الشرطة مغلق بالحواجز الحديدية منذ فض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول بميداني «نهضة مصر ورابعة العدوية»، في أغسطس الماضى، وإن المتهمين استغلوا خلو الشوارع من المارة قبل أذان الفجر بدقائق، أثناء وقت السحور، ونفذوا عمليتهم وفروا هاربين، مضيفا أن مباحث الجيزة بإشراف اللواء محمود فاروق تكثف جهودها لتحديد المتهمين وضبطهم.
في نفس التوقيت، هاجمت دراجة بخارية نقطة شرطة المنيرة الغربية بشارع المطار، حيث استقلها مجهولان وألقيا عليها قنبلة بدائية الصنع أمام مدخلها، ما تسبب في حالة من الفزع بين «نوبتجية» النقطة والأهالى، وفرا هاربين، فيما لم تتسبب في وقوع تلفيات أو إصابات.
وشكا أفراد بالنقطة، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، من عدم وجود خدمات أمنية للحراسة في نقطة الشرطة، وقالوا: «قبل الثورة وقتما كانت الشرطة قوية وليس هناك أعمال إرهابية، كانت هناك حراسة على النقطة، وفى ظل تلك الأوضاع الحالية التي تملؤها حوادث الإرهاب واستهداف رجال الشرطة لا توجد خدمات للحراسة، ولا حتى أبواب للنقطة، وإذا هاجمنا أحد بسلاح بسيط ونحن على مكاتبنا في الداخل سيقضى علينا».
وأضاف أحد أفراد نقطة شرطة المنيرة الغربية، أحد شهود عيان واقعة التفجير: «ربنا سترها معانا في الفجر، حيث إن القنبلة كانت بدائية الصنع وألقاها الجناة وفروا هاربين».
وتابع: «حاولت الخروج لأتفحص الأمر إلا أنى لم أستطع من شدة الدخان والغبار الذي تصاعد في مدخل باب النقطة، وحضرت قوات الأمن والمفرقعات عقب التفجير، وأغلقنا الشارع أمام النقطة بالحواجز المرورية».
وفى نقطة شرطة المنيرة الشرقية، تسبب حادث التفجير الذي وقع بنفس الطريقة وفى نفس التوقيت، في تحطم زجاج عدد من العقارات المجاورة للنقطة، وكذلك تحطم «لمبات» كهربائية، فيما سادت حالة من الذعر والهلع بالمنطقة نتيجة دوى الانفجار.
وطالبت الخدمات الأمنية بالنقطة أجهزة الأمن بتوفير خدمات إضافية للحراسة، فيما استقبلت الخدمات عشرات من جيران النقطة لمواساتهم والشد من أزرهم، واستنكر الأهالى العمل الإرهابى، وترويع المواطنين والموظفين.
وفى نفس السياق، وقف «أحمد» في شرفة منزله المقابلة لنقطة شرطة المنيرة الشرقية، ليعلق على جدرانها علم مصر وصور رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى مرتديًا زيه العسكرى وقت قيادته القوات المسلحة، وهو يشير إلى آثار التفجير التي أسفرت عن إغلاق مقر النقطة الشرطية المجاورة لأحد البنوك.
وتبين أن بنك مصر الملاصق لنقطة المنيرة مثبتة أعلى جدرانه كاميرا، حراسها المواطنون وسكان المنطقة، الذين أكدوا ل«المصرى اليوم» أنها تعد الدليل القاطع للكشف عن هوية الجناة، ولابد من تفريغ محتوياتها من قبل رجال النيابة العامة خلال معاينتهم موقع الانفجار، مشيرين إلى أنهم سمعوا أصوات الانفجارات في وقت واحد، وهرع جناة يستقلون دراجات بخارية مسرعين، بينما كانت حركة المارة شبه منعدمة وقت صلاة الفجر.
وقال إسماعيل عتمان، عامل بمقهى ملاصق لمنطقة مدينة العمال الكائنة بمنطقة شارع المدارس، إنه رأى شخصين يزرعان قنبلة، تبين أنها انفجرت بعد هرولتهما مسرعين بدارجة بخارية في اتجاه شارع المنيرة الرئيسى القريب من نقطة المنيرة الشرقية، مشيرًا إلى أن القنابل أحدثت دويًا هائلا هرع منه سكان المنطقة.
وأضاف «إسماعيل»: «يبدو أنهم استهدفوا سيارة ضابط الشرطة التي كانت تركن إلى جوار النقطة، وعرفوا بها من خلال شارة الشرطة المعلقة بها، وكان أفراد الأمن والحراسات يؤدون صلاة الفجر خلال توقيت الحادث». وتساءل عم «جابر»، في حنق شديد: «ما ذنبنا لنفزع وتحرق شرفات شقتنا؟! القنبلة التي انفجرت أسفل منزلى وجرى زراعتها وتفجيرها عن بعد بجوار النقطة تطايرت شظاياها حتى وصلت إلى شقتى بالطابق الثانى.