استجواب عشرات العاملين بسنترال أكتوبر.. وخبير جنائى يحدد ملامح المتهمين

كلفت نيابة أكتوبر أول، بإشراف المستشار عمرو مخلوف، قوة مباحث قسم أول أكتوبر، بمعاونة إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة، بفحص جميع العاملين المترددين على مبنى سنترال أكتوبر بالمنطقة السياحية الثالثة، بجوار نادي الصيد، الذي شهد تفجير عبوتين ناسفتين، السبت، ما أسفر عن مصرع ربة منزل وابنتها كانتا تحرسان السنترال برفقة الأب ونجله، اللذين نجيا من الموت، عند خروجهما لإحضار وجبة الإفطار.
واستجوب رجال المباحث العامة عشرات العاملين في السنترال، وتحفظوا على عدد منهم لمناقشتهم حول تفاصيل الحادث، وطبيعة أعمالهم، ومكان تواجدهم أثناء التفجير وقبله بيوم واحد، لبيان وجود صلة لأي منهم بالتفجير الإرهابى من عدمها.
واستدعت النيابة خالد أحمد، خفير السنترال، ونجله وليد (13 سنة)، للتعرف على هوية اثنين من العاملين، الذين يجري فحصهم من قبل رجال المباحث، بعدما أكدا أن في ليلة التفجير صعد إلى السنترال شخصان ادعيا أنهما تابعان للشركة المصرية للاتصالات وأجريا إصلاحات في بعض الكابلات بالطابق الثاني من السنترال، وانتهيا من أعمالهما في الساعة 4 فجرًا، ولم يستدل على هوية الشخصين المحددين من قبل البواب، بينما رسم ملامحهما خبير جنائي للتوصل إلى هويتهما، وتمت نشر صورهما بجميع الأقسام الشرطية.
واتضحت ملامح المشتبه في تدبيرهما الحادث، أنهما شابان في العقد الثالث من العمر، وقامة أحدهما قصيرة، وبشرتهما «قمحية»، وكانا يرتديان ملابس جينز وقمصانًا «كروهات»، وحضرا إلى مقر السنترال يستقلان دارجة نارية، وتمكنا من دخول المبنى يوم الجمعة في تمام الساعة الواحدة صباحًا.
وعرض رجال المباحث صور المشتبه بهم في ارتكاب جريمة التفجير على عدد من العاملين بمبنى السنترال، وأفادوا بأنهم لا يعرفون هوية الشخصين المطلوب ضبطهما للاشتباه بهما، حيث لا صلة للعاملين والموظفين بعمال الصيانة التابعة للشركة المصرية للاتصالات، التي يمكن من خلالها الاستعلام عن هويتهما، والتعرف عليهما من خلال أوراق العاملين بها.
واستدل رجال المباحث من خلال تحقيقاتهم على أن مدبري الحادث، يرجح أنهم ضمن خلية إرهابية، وغافلوا خفير السنترال وأولاده وزرعوا القنابل في يوم عطلة السنترال، المقررة يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، ويرجح كون هذه الخلية على علاقة بخلية الإرهاب التي حاولت تفجير محولات الكهرباء بمنطقة شارع الهرم منذ قرابة 3 أشهر.
وأوضح مصدر قضائي، رفض ذكر اسمه، أن رجال الأمن الوطني سيعاودون استجواب عدد من أعضاء الخلايا الإرهابية التي ضبطت مؤخرًا منها «أجناد مصر»، وعناصر محاولة تفجير محولات الكهرباء بالهرم، بعدما تبين من خلال اعترافاتهم أنهم كونوا تشكليهم الإرهابي وفق خطة موضوعة بتفجير أهداف حيوية تشل حياة المواطنين، بما يشكل رأيًا عامًا مضادًا للنظام الحاكم، على اعتبار أن تفجير المرافق العامة سينشر حالة من السخط العام لدى قطاعات عريضة على الحكومة ونظامها.
وتبين من خلال التحقيقات أنه بسؤال سكان المنطقة المحيطة بالسنترال بجوار نادي الصيد الرياضي لم يشاهدوا ثمة حركة غريبة طوال اليومين الماضيين، وأنهم استيقظوا على دوي الانفجار الذي خلّف عاصفة ترابية شديدة، خلعت قلوبهم، بعد أن تهشم زجاج شرفات منازلهم بالطوابق المرتفعة حتى الدورين الثامن والتاسع، واتضح أن المناطق السكنية تبعد عن موقع تفجير السنترال بمسافة 200 إلى 300 متر.
ومن ناحيتها داهمت عناصر الأمن، وفق المصدر القضائي، عددًا من الشقق السكنية المحيطة بمكان السنترال بالمنطقة السياحية الثالثة، وأحياء الحادي عشر والثاني عشر، التي يقطنها الغرباء وطلاب المعاهد والجامعات، لفحص المترددين عليها، مؤكدًا أن معظم خلايا الإرهاب جرى ضبطها بذات المناطق، وعلى رأسهم مدبري حادث تصوير منزل الرئيس المؤقت السابق المستشار عدلي منصور، واعترفوا على أنفسهم بعد ضبطهم بأنهم كانوا ينوون تفجيره عن بُعد.