الحصر العددي لانتخابات الإعادة في الدائرة الثالثة بأسيوط    مسيرات مجهولة تثير الرعب قرب طائرة زيلينسكي أثناء زيارته أيرلندا (فيديو)    ميتا تخفض ميزانية "الميتافيرس" وتدرس تسريح عمال    الأنبا رافائيل يدشن مذبح «أبي سيفين» بكنيسة «العذراء» بالفجالة    فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة قبيا غرب رام الله بالضفة الغربية    وزير الأوقاف ينعي شقيق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم    خاطر يهنئ المحافظ بانضمام المنصورة للشبكة العالمية لمدن التعلّم باليونسكو    الحصر العددي لانتخابات النواب في إطسا.. مصطفى البنا يتصدر يليه حسام خليل    عصام عطية يكتب: الأ سطورة    الأزهر للفتوي: اللجوء إلى «البَشِعَة» لإثبات الاتهام أو نفيه.. جريمة دينية    الصحة: الإسعاف كانت حاضرة في موقع الحادث الذي شهد وفاة يوسف بطل السباحة    صحة الغربية: افتتاح وحدة مناظير الجهاز الهضمي والكبد بمستشفى حميات طنطا    عاجل- أكسيوس: ترامب يعتزم إعلان الدخول في المرحلة الثانية من اتفاق غزة قبل أعياد الميلاد    وست هام يفرض التعادل على مانشستر يونايتد في البريميرليج    دعاء صلاة الفجر اليوم الجمعة وأعظم الأدعية المستحبة لنيل البركة وتفريج الكرب وبداية يوم مليئة بالخير    "الأوقاف" تكشف تفاصيل إعادة النظر في عدالة القيم الإيجارية للممتلكات التابعة لها    الجيش الأمريكي يعلن "ضربة دقيقة" ضد سفينة مخدرات    رئيس هيئة الدواء يختتم برنامج "Future Fighters" ويشيد بدور الطلاب في مكافحة مقاومة المضادات الحيوية وتعزيز الأمن الدوائي    نجوم العالم يتألقون في افتتاح مهرجان البحر الأحمر.. ومايكل كين يخطف القلوب على السجادة الحمراء    دنيا سمير غانم تتصدر تريند جوجل بعد نفيها القاطع لشائعة انفصالها... وتعليق منة شلبي يشعل الجدل    فضل صلاة القيام وأهميتها في حياة المسلم وأثرها العظيم في تهذيب النفس وتقوية الإيمان    مصادرة كميات من اللحوم غير الصالحة للاستهلاك الآدمي بحي الطالبية    نتائج االلجنة الفرعية رقم 1 في إمبابة بانتخابات مجلس النواب 2025    البابا تواضروس الثاني يشهد تخريج دفعة جديدة من معهد المشورة بالمعادي    قفزة عشرينية ل الحضري، منتخب مصر يخوض مرانه الأساسي استعدادا لمواجهة الإمارات في كأس العرب (صور)    كأس العرب - يوسف أيمن: كان يمكننا لوم أنفسنا في مباراة فلسطين    صاحبة فيديو «البشعة» تكشف تفاصيل لجوئها للنار لإثبات براءتها: "كنت مظلومة ومش قادرة أمشي في الشارع"    د.حماد عبدالله يكتب: لماذا سميت "مصر" بالمحروسة !!    محطة شرق قنا تدخل الخدمة بجهد 500 ك.ف    وزير الكهرباء: رفع كفاءة الطاقة مفتاح تسريع مسار الاستدامة ودعم الاقتصاد الوطني    إعلان القاهرة الوزاري 2025.. خريطة طريق متوسطية لحماية البيئة وتعزيز الاقتصاد الأزرق    ضبط شخص هدد مرشحين زاعما وعده بمبالغ مالية وعدم الوفاء بها    سبحان الله.. عدسة تليفزيون اليوم السابع ترصد القمر العملاق فى سماء القاهرة.. فيديو    غرفة التطوير العقاري: الملكية الجزئية استثمار جديد يخدم محدودي ومتوسطي الدخل    ضبط شخص أثناء محاولة شراء أصوات الناخبين بسوهاج    أخبار × 24 ساعة.. وزارة العمل تعلن عن 360 فرصة عمل جديدة فى الجيزة    "لا أمان لخائن" .. احتفاءفلسطيني بمقتل عميل الصهاينة "أبو شباب"    الأمن يكشف ملابسات فيديو تهديد مرشحى الانتخابات لتهربهم من دفع رشاوى للناخبين    بعد إحالته للمحاكمة.. القصة الكاملة لقضية التيك توكر شاكر محظور دلوقتي    كاميرات المراقبة كلمة السر في إنقاذ فتاة من الخطف بالجيزة وفريق بحث يلاحق المتهم الرئيسي    ترامب يعلن التوصل لاتفاقيات جديدة بين الكونغو ورواندا للتعاون الاقتصادي وإنهاء الصراع    العزبي: حقول النفط السورية وراء إصرار إسرائيل على إقامة منطقة عازلة    رئيس مصلحة الجمارك: ننفذ أكبر عملية تطوير شاملة للجمارك المصرية    انقطاع المياه عن مركز ومدينة فوه اليوم لمدة 12 ساعة    فرز الأصوات في سيلا وسط تشديدات أمنية مكثفة بالفيوم.. صور    ميلان يودع كأس إيطاليا على يد لاتسيو    مراسل اكسترا نيوز بالفيوم: هناك اهتمام كبيرة بالمشاركة في هذه الجولة من الانتخابات    مراسل "اكسترا": الأجهزة الأمنية تعاملت بحسم وسرعة مع بعض الخروقات الانتخابية    محمد موسى يكشف أخطر تداعيات أزمة فسخ عقد صلاح مصدق داخل الزمالك    محمد إبراهيم: مشوفتش لاعيبة بتشرب شيشة فى الزمالك.. والمحترفون دون المستوى    مصدر بمجلس الزمالك: لا نية للاستقالة ومن يستطيع تحمل المسئولية يتفضل    دار الإفتاء تحذر من البشعة: ممارسة محرمة شرعا وتعرض الإنسان للأذى    كرة سلة - سيدات الأهلي في المجموعة الأولى بقرعة بطولة إفريقيا للاندية    اختتام البرنامج التدريبي الوطني لإعداد الدليل الرقابي لتقرير تحليل الأمان بالمنشآت الإشعاعية    كيف يقانل حزب النور لاستعادة حضوره على خريطة البرلمان المقبل؟    "المصل واللقاح" يكشف حقائق صادمة حول سوء استخدام المضادات الحيوية    سلطات للتخسيس غنية بالبروتين، وصفات مشبعة لخسارة الوزن    الأزهر للفتوى يوضح: اللجوء إلى البشعة لإثبات الاتهام أو نفيه ممارسة جاهلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يسري فودة.. «العميل والوطني»
نشر في المصري اليوم يوم 24 - 06 - 2014

تاركًا بلدته منشية جنزور في طنطا الواقعة بمحافظة الغربية، نازلًا إلى القاهرة للانضمام إلى زملائه من طلاب جامعة العاصمة ليلتحق بكلية الإعلام، وهو يضع نصب عينيه شعار: «من ولد صحفيًا يموت صحفيًا».
يجتاز الطالب يسري فودة فصول دراسته سنة تلو الأخرى بتفوق يمنحه لقب «الأول على دفعته» في قسم الإذاعة والتليفزيون، دفعة 1986، فيصبح معيدًا ثم يحصل على درجة الماجستير في الصحافة التليفزيونية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ويستأنف عمله كمدرس مساعد في كلية الإعلام، بالإضافة إلى التدريس في الجامعة الأمريكية.
«هناك وجدت الفرصة العادلة».. يحكي «فودة» عن نفسه، بعدما سافر، عام 1992، إلى بريطانيا لإعداد رسالة الدكتوراه، في إشارة منه لصعوبة العمل في التليفزيون المصري.
وتلخصت «الفرصة العادلة» في هيئة الإذاعة البريطانية، التي فتحت أبوابها له ليكون أول مراسل عربي متجول، واصفًا المشهد في صحيفة «اليوم السابع»، آنذاك، ب«لحظة فارقة على طريق صحافة تليفزيونية عربية»، مضيفًا: «حتى أنه بوصولي أول مرة إلى منطقة الحرب في سراييفو فتح زملاؤنا الإنجليز بغرفة الأخبار في لندن زجاجات الشمبانيا، احتفالًا بالحدث».
تدرج «فودة» في عمله إلى أن حطت أقدامه في قناة «الجزيرة»، مقدمًا على شاشتها برنامج «سري للغاية» لمدة 10 سنوات، وبعدها قرر العودة لمصر ل«رغبتي في أن أكون جزءًا من البوتقة، التي كانت تتفاعل داخل مصر، ولم أكن أعلم نهايتها، ولكنني أردت أن أكون جزءًا منها».
يعود إلى مصر مشاركًا بقلمه في مقالات تنشر على صفحات «اليوم السابع والمصري اليوم»، فضلًا عن تقديم برنامج تليفزيوني بعنوان: «آخر كلام»، وهو يسير بخطوات هادئة دون أن يحظى بنفس قدر المتابعة، التي قدمها في برنامجه «سري للغاية» إلى أن ينذر المصريون نظام الرئيس، آنذاك، محمد حسني مبارك، داعين إياه إلى الرحيل يوم «جمعة الغضب»، 28 يناير 2011.
وقتها، نطق «فودة»: «إلى غير رجعة، حاجز الخوف انكسر ونحن لانزال في المنتصف، هذه أيام مجيدة من أيام مصر والعرب، هذه أيام الغضب، طيّب الله أوقاتكم، إذا سقط النظام في مصر فاقرأ الفاتحة على بقية الأنظمة العربية».
احتفى «ثوار يناير» بكلمات «فودة»، الذي يهوى كتابة الشعر، بينما رأى البعض أنه «متحول»، بعد خروجه للتعليق على خطاب مبارك الثاني، الذي أعلن خلاله أنه لم يكن ينتوي الترشح لرئاسة الجمهورية.
تحدث «فودة» على ضرورة عدم نسيان دور مبارك في حرب أكتوبر 1973، معتبرًا عدم ترشح مبارك «مكسبًا»، كما أبدى اطمئنانه لوجود عمر سليمان، نائب مبارك، آنذاك، ورئيس الوزراء، الفريق أحمد شفيق، حيث وصفهما ب«الوطنيين».
دافع «فودة» عن الثورة ب«وطنية» وكان من بينها مواجهة «الفساد» داخل مصلحة الطب الشرعي، ووقتها أصدر رئيس مجلس الوزراء، آنذاك، عصام شرف، قرارًا بفتح التحقيق مع كبير الأطباء الشرعيين.
لكن مهنيته الإعلامية لم تشفع له، وجعلته ينشر أول بيان صحفي في حياته، لمن يهمه الأمر، بعد مسيرة صحفية تقترب من نحو عشرين عامًا، أوضح خلاله: «ليس سرًا أن جانبًا كبيرًا من عقلية ما قبل الثورة لا يزال مفروضًا علينا بصورته، التي كانت، إن لم يكن بصورة أسوأ، ولأنه ليس من أجل هذا يقدم الناس أرواحهم وأعينهم وأطرافهم فداءً لحرية الوطن، وكرامة العيش، فلابد لكل شريف من وقفة».
ومضى كاتبًا: «وقفتي كمواطن يخشى على وطنه لا حدود لها، لكن وقفتي اليوم كإعلامي تدعوني إلى رصد تدهور ملحوظ في حرية الإعلام المهني، في مقابل تهاون ملحوظ مع الإسفاف الإعلامي، هذا التدهور وذلك التهاون نابعان من اعتقاد من بيده الأمر أن الإعلام يمكن أن ينفي واقعًا موجودًا أو أن يخلق واقعًا لا وجود له».
وقال: «تلك هي المشكلة الرئيسية، وذلك هو السياق الأوسع الذي لا أريد أن أكون جزءًا منه»، ليكمل: «رغم إدراكي لحقيقة أن جميع الأطراف في مصر الثورة كانت، ولا تزال، تمر بمرحلة ثرية من التعلم تغمرنا بالتفاؤل، في أحيان، و تصيبنا بالإحباط، في أحيان أخرى، فإن حقيقة أخرى ازداد وضوحها تدريجيًا على مدى الشهور القليلة الماضية، تجعلنا نشعر بأن ثمة محاولات حثيثة للإبقاء على جوهر النظام، الذي خرج الناس لإسقاطه».
بعد أيام كتب «فودة» في «المصري اليوم» مقالًا، بعنوان: «قبل أن يكون حقًا.. آخر كلام»، تحدث فيه عن أسباب بيانه الأول، والذي تعلق بتغطيته لأحداث ماسبيرو، وذلك بعد حديث هاتفي للواء إسماعيل عتمان، عضو المجلس العسكري، آنذاك، والذي قال له بعتاب: «إحنا زعّلناك فى حاجة يا راجل؟».
وكشف كواليس ما دار بالمكالمة، بقوله: «كان من الواضح أن الحديث وصل بنا بعد جدال طويل إلى طريق مسدود، فهو يحيي تغطية تليفزيون الدولة بلا تحفظ، وأنا أنتقدها بلا تحفظ».
ويحكي «فودة»: «هو يرى أن التليفزيون فعل شيئًا لم يفعله قبل ذلك عندما تقرر له أن يبث ما كان يحدث على الهواء مباشرة، وأنا أرى -رغم أن هذا صحيحًا، على الأقل في جانب من جوانب الصورة- أن ما صاحب الصورة من تعليقات، شفوية ومكتوبة، كان العنصر الحاسم، وإلا لماذا اقتحمت الشرطة العسكرية برشاشاتها في مشهد درامي استوديوهات قناتين أخريين، لا تخضعان لسيطرة ماسبيرو، لمنعهما من بث المشهد نفسه على الهواء؟».
ثم ختم حديثه، قائلًا: «هناك مبدأ صغير في صناعتنا، يقول: «إن كنت تخشى من الكاميرا فلابد أن لديك ما تخشاه».
يعود البرنامج دون أن يترك «فودة» المجلس العسكري يهنأ بسياساته، بعد أحداث مجلس الوزارء، متحدثًا عن واقعة «ست البنات»، قائلًا: «أوسعونا حديثاً عن كرامة الإنسان المصري وعن عرض المرأة المصرية، لكن هذه المرأة حين عراها هؤلاء سحلًا وضربًا، كانت هي قد التحفت علم مصر وطهر الإنسانية، وكانوا هم قد تعروا أمامنا».
كان «فودة» شاهدًا على كتابة «الفصل الأخير» في حياة «شفيق» السياسية، الذي غادر رئاسة مجلس الوزراء بعد استضافته في حضور الكاتب والروائي، علاء الأسواني.
وبدت الحلقة وكأنها آخر 3 ساعات لرئيس الحكومة في منصبه، بعدما هاجمه «الأسواني» بضراوة أكثر من مرة، فقال «شفيق»: «متلبسش الوطنية أكتر مني.. أنا وطني أكتر منك.. أنا حاربت وقتلت واتقتلت، وليا خلفية وطنية»، ورد الأسواني: «مينفعش تقولي ألبس دور الوطنية.. أنا مواطن مصري ومن حقي أسألك».
خسارة «شفيق» منصب رئيس الحكومة تبعها بعد أشهر هزيمته في انتخابات الرئاسة أمام مرشح جماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي، الذي استضافه «فودة»، إبان السباق، دون أن يستضيف «الفريق»، في خطوة لاقت استحسان من نالوا لقب «عاصري الليمون»، بينما رفضها أنصار آخر رئيس وزراء في عهد مبارك.
لكن بعد مرور نحو 6 أشهر من حكم مرسي، راجع «فودة» موقفه، إبان أحداث فصر الاتحادية، وخرج معتذرًا لشعب مصر، وقال: «اليوم أعلن استقالتي من حبك يا سيادة الرئيس، فبدون ذلك لن أستطيع أن أحتفظ باحترامي لنفسي».
وقبل خروج المصريين في 30 يونيو 2013، علق «فودة» على حكم مرسي، وهو يرفع شعار «طول ما الدم المصري رخيص.. يسقط يسقط أي رئيس»، بقوله: «أصبحنا أضحوكة على موائد الأمم ولعبة بين أصابع الإرهابيين وممسحة تحت أقدام كل من هب ودب، العد التنازلي نحو عام كامل من دولة فاشلة سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا، وبين أيدينا 100 شهيد وآلاف المصابين والمحبوسين والمكتئبين والمهدرة حقوقهم».
يتولى عدلي منصور رئاسة مصر مؤقتًا، في وقت يشيد خلاله «فودة» ب«الشعب مصدر السلطات»، محذرًا في مقدمة برنامجه أي حاكم يأتي على رأس السُلطة: «إن حاول أحد أن يلعب في عداد عمره سينضم فورًا إلى المخلوع والمعزول».
ينتقل الصراع بين السُلطة وأنصار مرسي في الشوارع، فيتحدث «فودة» عما دار بينهما، فجر 28 يوليو 2013، أمام النصب التذكاري بمدينة نصر، عبر صفحته على «فيس بوك»، رافعًا شعار «طول ما الدم المصري رخيص، يسقط يسقط أي رئيس».
وكتب: «أولًا، (إنا لله و إنا إليه راجعون)، نحسبهم جميعاً شهداء والله حسيبهم، ثانيًا، من لا ينتصر لحرمة الدم إلا فيما حدده الله فهو قاتل أو شريك في القتل ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، ولا مقام هنا لأن يزايد بعضنا على البعض الآخر».
ربما يدفعك التساؤل لمعرفة سبب التزام «فودة» التعليق عبر «فيس بوك» بعيدًا عن شاشة «ontv»، فيجيبك: «كنت أود لو أنني لم أضطر إلى السفر لاستكمال العلاج كي أرفعها مرة أخرى من المنبر نفسه: (طول ما الدم المصري رخيص، يسقط يسقط أي رئيس)، لكنني أقولها وسأبقى أقولها دائماً من أي منبر في أي مكان في أي زمان».
تمر الفترة الانتقالية بعد ثورة 30 يونيو، ويتسلم عبدالفتاح السيسي، رئاسة مصر، وسط أحكام سجن صادرة بحق نشطاء سياسيين بتهمة «خرق قانون التظاهر»، بالإضافة لملاحقة «متحرشين» عددًا من نساء مصر في ميدان التحرير، عقب انتهاء السباق الرئاسي، في وقت شن خلاله مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، هجومًا على «فودة»، مقدم برنامج «آخر كلام»، قائلًا: «أحب أقول ليسري فودة والأخ اللي مشغله صاحب القناة (احترموا نفسكوا)».
ورفض «منصور» في حديثه لمقدم برنامج «حقائق وأسرار»، مصطفى بكري على قناة «صدى البلد»، عرض الكاريكاتير، الذي قدمه «فودة» عن سيدات مصر، اللاتي عبرن عن فرحتهن بالرقص في الانتخابات، داعيًا إياه إلى مغادرة البلاد، بقوله: «امشي».
نفس القناة شهدت هجومًا على «فودة» من أحمد موسى، مقدم برنامج «على مسؤوليتي»، الذي ضمه إلى فريق المرشح الرئاسي اخاسر، حمدين صباحي، و«الأسواني»، منفعلًا بقوله: «كانوا فين؟».
كما طالب «بكري» على شاشة «صدى البلد» ب«محاكمة يسري فودة والناس اللي بتتكلم وبتطلع لسانها»، حسب تعبيره، بعدما اتهمهم وفقًا لقوله: «أنتم شاركتم في المؤامرة وكنتم طرفًا في المؤامرة، ومفروض يتحقق معاكم وكنتم من اللي بيولعوا البلد».
وشدد «بكري» على أن «حق البلد وحق مصر مش هيتساب، والشعب المصري مش هيسكت وهيحاسب كل مجرم».
ومن ساحة الشاشات إلى ميدان الصحف أخرج محمود الكردوسي قلمه في صحيفة «الوطن»، مهاجمًا «فودة» في مقال تحت عنوان «قل: (لا مؤاخذة).. ولا تقل: (يسرى فودة)».
وكتب «الكردوسي»: «لست متأكدًا مما إذا كان (يسرى فودة) عميلًا بحكم جينات كامنة في طبيعته، أم لأن مهنة (الإعلام) يمكن أن تكون بابًا ل(العمالة) لدى ضعاف النفوس!.. ألا يشاهد نجيب ساويرس فضائيته ليتأكد أن هذا ال(يسري) وجه إعلامى يخفى (عميلًا) نموذجيًا، وأن هذا ال(يسري) يتقلب بين المواقف والولاءات مثل لاعب سيرك فاشل ومفضوح؟».
وتحدث عن برنامج «سري للغاية»، الذي قدمه «فودة» خلال عمله في قناة «الجزيرة» القطرية، بقوله «فإن كثيرين لا يعرفون أن (سرى للغاية) لم يكن مجرد (برنامج تليفزيوني) ناجح، بل كان إحدى أدوات حكام قطر -ومن ثم المخابرات المركزية الأمريكية- في اختراق تنظيم (القاعدة) والإبلاغ عن رموزه وقياداته المؤثرة، وعلى رأسهم رمزى بن الشيبة، الذي تم القبض عليه في سبتمبر 2002 في باكستان».
ثم عاد «الكردوسي» وناقض حديثه قائلًا: «وكانت مصادر دبلوماسية عربية فى لندن قد كشفت عما وصفته بالدور الكبير والمهم الذى قامت به قطر فى اختراق «القاعدة»، وقالت المصادر إن المخابرات الأمريكية اتصلت ب«حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى» وزير خارجية قطر والمشرف على «الجزيرة» فور بث القناة حديث «ابن الشيبة» فى برنامج «سرى للغاية»، وطلبت منه إقناع مقدم البرنامج يسرى فودة بالتعاون مع الأجهزة الأمريكية لمعرفة مكان (ابن الشيبة) والوسيط الذى رتب اللقاء، لكن فودة رفض. فما كان من المخابرات الأمريكية إلا أن راقبت تليفون الوسيط الباكستانى وحددت مكانه وتم اعتقاله»
وأبدى «فودة» وقتها تحفظه على اتهامه ب«تسليم أحد رموز القاعدة للمخابرات الأمريكية»، قبل أن تبرأه «القاعدة»، عام 2002، كاتبة في بيان لها: «حرصا على إظهار الحقيقة وقطع الأقاويل والاشاعات فإننا نود التأكيد للجميع أن قناة (الجزيرة)، ويسري فودة، مقدم برنامج (سري للغاية) ليس لهما علاقة بالأحداث التي حدثت في كراتشي في الأيام الماضية وأن ما حدث إنما هو بقدر الله وحكمته».
نفس الاتهامات طالت «فودة» من خلال ما كتبته مديحة عمارة على موقع «البوابة نيوز» بعنوان: «امنعوا هذا ال(يسري فودة) .. فهو سم قاتل».
وأضافت «مديحة»: «كنت أتابع ما يقدمه في برنامجه (سري للغاية) وعقلي وقلبي يحدثانني أنه مذيع يقوم بدور محدد، وأن هذه الحرفية المميزة لا يجب أن أخدع بها.. ومنذ عام 2002 وأنا أكتب في محاولة للتنبيه عن الدور (المشبوه) - آنذاك - الذي يقوم به يسري فودة من خلال قناة الجزيرة.. وكان أغلب أصدقائي يختلفون معى فى رأيي فيه، وكنت أقول فى نفسي: سوف يأتى عليهم اليوم ليعرفوا حقيقة هذا (اليسري) ومدى خطورة الدور الذي يلعبه.. والآن أعتقد أن الكثير منهم قد اكتشفوا بالفعل حقيقة هذا الشخص الخطير، الذي صنعته المخابرات الأمريكية وأحسنت صنعه تمامًا كعميل متمرس من الدرجة الأولى».
ومضت كاتبة: «كفانا يسري فودة.. وكفانا ليليان هذه التي كان لها علاقة وثيقة بالكتائب في لبنان والخائن سمير جعجع، وأتت إلى القاهرة حاملة أمنيات الخراب.. وكفانا محمود سعد و(عويله) السطحي فوق (مصطبته) اليومية.. وكفانا منى الشاذلي هذه الخلية النائمة، التي أتت بوائل غنيم يذرف الدمع وتكذب به على الناس كذبتها وكذبته الكبرى.. وغيرهم على الشاشات كثيرون سوف أتناولهم يومًا بعد يوم وحتى تتطهر مصر منهم».
ولم تكتف بذلك، بل أضافت: «أرجوكم ارحمونا وخلصونا من هذا (العفن) الكريه الرائحة لشخصيات صنعتهم وزرعتهم وضخمتهم المخابرات الأجنبية، من أصحاب الأقلام المغموسة في وعاء العمالة للدولار الأمريكي.. ولا مانع لديهم أن يكون الوعاء للشيكل الصهيوني».
تتوالى الهجمات بينما يلتزم «فودة» الصمت، مكتفيًا بشعاره، الذي يقول: «3 أشياء أحاول دائمًا أن تبقى نصب عيني: ضميري أمام الله وواجبي تجاه الوطن وحرصي على قيم المهنة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.