لم يخف عدد من اللاجئين السوريين في الأردن وهم يحيون ذكرى «اليوم العالمي للاجئين» الذي يصادف، الجمعة، تخوفهم من طول فترة بقائهم خارج بلادهم، مع عدم وجود بوادر لإيجاد حل للأزمة المندلعة فيها منذ أكثر من 3 أعوام. إلا أن هؤلاء اللاجئين لم يفقدوا الأمل بعد بالعودة إلى ديارهم، بعد عودة الأمن والسلم إلى بلادهم، على الرغم من عدم وجود بوادر لحل الأزمة على المدى المنظور. وعبر اللاجئون عن أسفهم وخيبة أملهم لما قالوا إنه «تجاهل المجتمع الدولي للجرائم التي يقترفها النظام السوري بحق المدنيين الأبرياء، والتي اضطرت الملايين من السوريين للفرار خارج البلاد وتشردهم في دول الجوار وعلى رأسها الأردن». وقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ديسمبرعام 2000 أن يتم الاحتفال باليوم العالمي للاجئين في 20 يونيو من كل عام ابتداءً من عام 2001، كنوع من الدعم المعنوي للاجئين والتذكير بمعاناتهم. وقال لاجئ أطلق على نفسه اسماً مستعاراً «أبو أحمد»، إن «آماله مازالت معقودة على العودة إلى سوريا، وإعادة بناء منزله الذي دمرته قذائف النظام في ريف دمشق»، مشيراً إلى أن أمله ما يزال موجوداً على الرغم من عدم مؤشرات ملموسة تدل على تحقيقه. وأوضح «أبو أحمد»، الذي يعيش منذ أكثر من عام هو وأسرته في قرية حاتم، شمالي البلاد، أن ما يزيد من مرارة اللجوء عليه هو أطفاله الاثنين اللذين ولدا في الأردن و«حملا صفة لاجئين قبل أن يتمكنا من حمل ألعابهما». من جهته، اتهم اللاجئ، محمد عبد الرحيم، الذي نزح عن محافظة درعا جنوبيسوريا منذ عامين ويسكن مدينة «إربد» شمال الأردن، دولاً غربية، لم يسمّها، بمساعدة النظام على البقاء وتقويته على حساب معارضيه والساعين لإسقاطه. وأشار عبد الرحيم، في تصريحه ل «الأناضول»، إلى أن «اليوم العالمي للاجئين»، يعد ذكرى أليمة لكل من شرد عن دياره وأصبح ضيفاً «ثقيل الظل» على بلد موارده محدودة كالأردن. بدورها رأت «أم حسن»، حسبما عرفّت عن نفسها، أن «العودة لسوريا أو البقاء كلاجئة في الأردن أصبحت سيان لديها، بعد أن فقدت زوجها وابنيها، منذ عامين، في قصف للنظام على قرى درعا جنوبسوريا»، وقالت إنها «لم تعد تشعر أن لحياتها طعم سواء في سوريا أو الأردن»، في سياق متصل، واصل اللاجئون السوريين دخولهم للأردن، حيث استقبلت قوات حرس الحدود الأردنية خلال ال 48 ساعة الماضية 516 لاجئا سوريا جديداً، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ عبروا إلى المملكة من عدة نقاط حدودية، حسب ما أورد الموقع الالكتروني للقوات المسلحة الأردنية على الانترنت، الجمعة. وجدد الأردن دعواته مؤخراً للمجتمع الدولي للقيام بواجبه تجاه تقديم المساعدات الكافية ليتمكن من سد احتياجات آلاف اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيه ويشكلون ضغطا كبيرا على موارد البلاد والبنى التحتية فيها، ويربط الأردنبسوريا حدود يبلغ طولها 375 كم، ويوجد في المملكة أكثر من مليون و300 ألف سوري نحو نصفهم مسجلين كلاجئين لدى المفوضية العامة للاجئين التابعة للأمم المتحدة.