«منصور».. أول رئيس مصرى ينتخب خليفته

«انزلوا للمشاركة فى بناء مستقبل وطنكم.. لنتوقف عن الكلام، ولنبدأ العمل».. هكذا وجه الرئيس عدلى منصور دعوته للشعب المصرى، الاثنين ، للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية التى حرص على المشاركة فيها، ليدخل التاريخ بكونه أول رئيس مصرى ينتخب خليفته، بنفس راضية.
وأدلى «منصور»، بصوته، الاثنين، فى لجنة المدرسة النموذجية «بنات»، بمصر الجديدة، دون أن يفصح إلى أين ذهب صوته ل«السيسى»، أم ل«صباحى»، إيمانا منه بحق كل مواطن على مؤسسات الدولة، بالتزام الحياد تجاه المرشحين.
ويعد «منصور» هو الحاكم الثامن عشر فى تاريخ مصر الحديثة، منذ تولى محمد على، زمام مُلك مصر من 9 يوليو 1805، حتى 1 سبتمبر 1848، وهو الوحيد من بين رؤساء مصر الذين حكموا منذ ثورة يوليو 52، الذى ينتهى حكمه ب«نفس راضية»، متمنيا لخليفته سواء كان عبدالفتاح السيسى، أو حمدين صباحى، التوفيق فى معركة بناء مصر من جديد، بعد أن أصيبت بسبب سياسات حُكم مبارك والإخوان بالوهن والضعف والتردى الأمنى والاقتصادى.
وتأتى فترة حكم «منصور»، بعد حكمين هما الأسوأ فى تاريخ مصر، الأول للرئيس المخلوع حسنى مبارك، واستمر ل30 عاما، حيث تولى المنصب فى 14 أكتوبر 1981، حتى تنحى فى 11 فبراير 2011، وتعتبر فترة حكمه رابع أطول فترة حكم فى المنطقة العربية، والأطول بين ملوك ورؤساء مصر منذ محمد على باشا.
والثانى للرئيس المعزول، محمد مرسى، الذى تولى المنصب فى 30 يونيو 2012، بعد أداء اليمين الدستورية، حتى تم عزله فى 2013، بعد خروج المصريين ضده فى 30 يونيو، فى أكبر حشد جماهيرى فى التاريخ، حينما شعروا أن جماعة الإخوان تسعى إلى التنازل عن الوطن فى صفقات مشبوهة، وأن هوية الدولة تتبدل، وأنهم على أعتاب مصير مجهول، لا يعلم منتهاه إلا الله.
كما يعد «منصور» هو الرئيس الوحيد الذى يسلم رئاسة مصر إلى رئيس آخر فى احتفال رسمى، خلال 10 أيام، بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، الفائز رسميا.
ويحظى الرئيس المؤقت باحترام شديد من جانب المصريين، حيث يعتبرونه تحمل أمانة الوطن فى أخطر اللحظات التى تمر بها مصر، وأبلى بلاء حسن، خلال تلك الفترة، وكان خير ممثل له، وأعاد لمنصب الرئيس هيبته، بعدما أضاعها الرئيس المعزول محمد مرسى.