«خليلودزيتش».. أول أجنبي يقود الجزائر في المونديال

يمثل البوسني وحيد خليلودزيتش، المدير الفني للمنتخب الجزائري لكرة القدم علامة فارقة في مشاركة محاربي الصحراء، ببطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، لكونه المدرب الأجنبي الأول الذي يشرف على الفريق في نهائيات كأس العالم علمًا بأنها المشاركة الأولى لهذا المدرب في بطولات كأس العالم على مدار مسيرته التدريبية.
وشاركت الجزائر ثلاث مرات سابقة في بطولة كأس العالم وذلك في أعوام 1982 و1986 و2010 ، وفي كل مرة من هذه المشاركات الثلاث السابقة كانت القيادة الفنية في يد مدرب وطني حيث أقصي الروسي الراحل روجوف من تدريب الفريق قبل شهور من مونديال 1982 بإسبانيا ليحل مكانه محيي الدين خالف الذي تمتع بصلة قرابة مع أحد أقوى رجال الحكم آنذاك.
وكاد السيناريو الذي عاشه خليلودزيتش، مع الاتحاد الإيفواري للعبة قبل أربع سنوات، عندما أزيح من منصبه قبل شهور من انطلاق مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، أن يتكرر مع الاتحاد الجزائري بسبب رفضه تحديد مستقبله مع الفريق في المهلة التي حددها محمد روراوة، رئيس الاتحاد الجزائري، مما جعل روراوة، يفكر في إقالته قبل أن يتراجع بعد تدخل السلطة السياسية ودعوتها لالتزام الهدوء.
المزاج المتقلب والصعب لخليلودزيتش، أدخله في صراعات كان يمكن له تجنبها ليس فقط مع بعض اللاعبين الغاضبين من خياراته وإنما أيضًا مع وسائل الإعلام المحلية التي لم تتقبل طريقته في التعامل معها.
ولكن المهاجم السابق لفريق نانت الفرنسي يعي جيدًا أن كسب قلوب الجزائريين للأبد يمر حتما عبر النجاح في الوصول للدور الثاني في المونديال البرازيلي وهو الهدف الذي عجزت الكرة الجزائرية عن تحقيقه حتى الآن حتى في عهد جيلها الكروي الذهبي في ثمانينيات القرن الماضي.
ويؤكد خليلودزيتش أن المجموعة الثامنة التي تلعب فيها الجزائر بالمونديال البرازيلي، إلى جانب منتخبات بلجيكا وروسيا وكوريا الجنوبية، صعبة كباقي المجموعات، مفضلا اعتماد لغة الواقعية والتواضع في حديثه عن فرص الخضر، في البرازيل.
ويرى خليلودزيتش أن إيدن هازارد نجم نادي تشيلسي الإنجليزي ليس هو منتخب بلجيكا، لأن هذا الفريق يضم برأيه لاعبين ممتازين آخرين على أعلى مستوى بوسعهم التقدم للأدوار النهائية في هذه البطولة.
ويخشى خليلودزيتش، من الدهاء الخططي للإيطالي فابيو كابيللو مدرب المنتخب الروسي ومن السرعة والانضباط الخططي للاعبي كوريا الجنوبية.
وأوضح خليلودزيتش: «أعرف أسرار لعب بلجيكا وروسيا وكوريا الجنوبية لكنني أفضل الاحتفاظ بها لنفسي مثلما يفعل الجميع».
ويؤكد خليلودزيتش، أن الإعداد البدني للاعبين هو ما سيحدد فرص الجزائر في المونديال البرازيلي تاركا الانطباع بأنه سيركز على هذا الجانب كثيرًا خلال اكتمال صفوف الفريق قبل نحو شهر من المباراة الأولى أمام بلجيكا والمقررة في 17يونيو بمدينة بيلو هوريزونتي.
وقال المدرب البوسني: المشاركة في بطولة بحجم المونديال تتطلب استعدادات جيدة خاصة على الجانب البدني ، وأؤكد أنه إذا كنا مستعدين جيدا من الناحية البدنية فإنه بإمكاننا أن نتطلع لإحراز أفضل النتائج.
وأضاف «أنظروا إلى عبدالمؤمن جابو (لاعب وسط الأفريقي التونسي)، إنه جوهرة بالنظر لإمكانياته الفنية لكنه يعاني من الناحية البدنية كثيرا. إذا تدرب معي لمدة شهرين سأجعل منه لاعبا آخر بإمكانه تقديم الكثير للمنتخب».
ولا يرى خليلودزيتش أن المنافسة وديًا مع منتخبات سلوفينيا وأرمينيا ورومانيا تفسد خطة الاستعداد التي أعدها والجهاز الفني، رغم اعترافه أنه كان يود ملاقاة منتخبات كبيرة كالبرازيل وألمانيا للوقوف على مدى الاستعداد الحقيقي للاعبين.
ويلتقي المنتخب الجزائري أرمينيا في 31 مايو المقبل ثم يواجه نظيره الروماني في الرابع من يونيو المقبل بمدينة جنيف السويسرية وربما يخوض مباراة أخرى أمام ناد برازيلي بمدينة سوروكابا مقر إقامته بالبرازيل.
وأثنى خليلودزيتش، على سفيان فيجولي، لاعب بلنسية الإسباني، مشيرًا إلى أن مستواه العالي يخدم المنتخب مثل المهاجمين إسلام سليماني ((سبورتنج لشبونة البرتغالي) والعربي هلال سوداني (دينامو زغرب الكرواتي).
وأشار المدرب البوسني إلى أن انضمام اللاعب الواعد نبيل بن طالب نجم توتنهام الإنجليزي للمنتخب الجزائر منح الخضر، حلًا مهما لخط الوسط في ظل ابتعاد بعض اللاعبين عن المنافسة مع أنديتهم مثل مدحي لحسن (خيتافي الإسباني)وسفير تايدر (انتر ميلان الإيطالي) وعدلان قديورة (كريستال بالاس الإنجليزي) واصفا هذا الوضع بالهاجس الذي بات يؤرقه.
وبخلاف خط الوسط، يمتلك خليلودزيتش خيارات متعددة سواء في خط الدفاع أو حراسة المرمى. واستقر خليلودزيتش بالفعل على اللاعبين الأساسيين وبدلائهم بعد المباراة التي تغلب فيها المنتخب الجزائري على ضيفه السلوفيني بهدفين نظيفين في الخامس من مارس الماضي، رغم اعترافه بأن اختيار 23 لاعبًا للقائمة الرسمية ليس مهمة سهلة وأصبحت تشكل صداعا في رأسه.
ويتمنى خليلودزيتش أن يعوض إخفاقه المرير في نهائيات كاس أمم أفريقيا 2013 عندما صنف المنتخب الجزائري كأول فريق يغادر البطولة من الدور الأول، رغم أنه كان ضمن دائرة المرشحين للتتويج بالكأس. ويسعى خليلودزيتش للنجاح في قيادة محاربي الصحراء، للتألق في البرازيل من خلال تقديم كرة تعتمد على اللعب الجمالي والهجومي الذي يسمح بالتغلب على المنافسين وهو الأسلوب الذي يعشقه الجزائريون والكفيل بتأكيد جدارة خليلودزيتش بتدريب الفريق كما يمثل تأشيرة الفوز بعقد جديد وخوض تجربة أخرى إذا قررعدم تجديد عقده مع الاتحاد الجزائري الذي ينتهي مباشرة بعد مونديال البرازيل.