أعربت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة، الخميس، عن معارضتها لصدور فتوى من علماء مسلمين بعدم تحريم زيارة المسجد الأقصى في مدينة القدس وهو تحت الاحتلال الإسرائيلي. وقالت الحركة، في بيان صحفي: «نحذر من خطورة فتوى رفع الحظر عن زيارة المسجد الأقصى ونعتبر أنها في سياق حرب تهويدية مسعورة يقودها الاحتلال ومغتصبوه ضد المسجد تدنيسا وتقسيما وطمسا للمعالم». وأضافت:«الدفع باتجاه زيارة الأقصى في هذا الوقت بالذات يعد خدمة مجانية للاحتلال ومسلكا يقود إلى التطبيع مع العدو الصهيوني ومكافأته على جرائمه وانتهاكاته». وتابعت «حماس»: «الفتوى المذكورة تعد خرقا لإجماع علماء الأمة القائم على تحريم زيارة المسجد الأقصى في ظل الاحتلال وصدرت في ظل غياب إجماع العلماء وغياب آخرين مشهود لهم بالعلم والفقه وهي لا تلزم الأمة في شيء ولن تلقى أيّ صدى». ورحبت الحركة بكل الجهود التي تبذل من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى ودعم صمود الفلسطينيين في مواجهة جرائم التهجير والتهويد، مثمنة جميع الفعاليات الرسمية والشعبية المناصرة للقدس والأقصى. وأصدر علماء شاركوا في مؤتمر «الطريق إلى القدس» المنعقد في عمان، الأربعاء ، فتوى بعدم تحريم زيارة المسجد الأقصى تحت الاحتلال لفئتين من المسلمين في العالم، «هما الفلسطينيون أينما كانوا ومهما كانت جنسياتهم، والمسلمون الذين يحملون جنسيات دول بلدان خارج العالم الإسلامي وعددهم حوالي 450 مليون مسلم». وأوردت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، أن الفتوى تضمنت ترك باب الاجتهاد مفتوحا بخصوص حق باقي مسلمي العالم في زيارة المسجد الأقصى لتكثير سواد المسلمين فيه والدفاع عن الأقصى والمرابطين فيه. ورحب وزير الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية محمود الهباش بالفتوى واعتبر أنها «تمثل خطوة مهمة وكسرا لفتاوى التحريم التي ساهمت في عزلة القدس والمسجد الأقصى». ولطالما أثارت زيارات وفود عربية وإسلامية بدعوات رسمية فلسطينية لمدينة القدسالمحتلة، التي تسيطر عليها إسرائيل، جدلا فلسطينيا حادا بين مؤيد ومعارض ينتقدها بشدة ويطالب بوقفها من جهة أخرى. من جهته، أكد الشيخ محمد حسين، المفتى العام للقدس والديار الفلسطينية، الخميس، أن الفتوى التي أوصى بها العلماء المسلمون أمس بعدم تحريم زيارة المسجد الأقصى، تأتي في الاتجاه الصحيح لمساندة المقدسيين ودعم الأقصى المبارك الذي يتعرض لظروف صعبة وانتهاكات إسرائيلية متواصلة. وقال الشيخ محمد حسين، في اتصال هاتفي مع وكالة أنباء الشرق الأوسط ،إن العلماء المسلمين قرروا رفع الحرج عمن يزور المسجد الأقصى ضمن ضوابط واضحة ومعينة تراعي أن تكون زيارة المسجد بقصد مساعدة القائمين والمرابطين فيه وأن تكون بعيدة عن أي مظهر من مظاهر التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وأن تكون بنية تثبيت الهوية العربية والإسلامية لهذه الأرض.