اليوم أكتب إليك

يأبى القلم أن يكتب إلا إليك؛ لذا فلن أتحدث اليوم إلا عنك، وأعلن أني أستسلم اليوم لك، فداعب مشاعري كما تشاء، ادخل قلبي وتجول بالأرجاء، اترك قبلاتك على أناملي، سافر بين ضفائري، اليوم.. أستسلم لك، لأني اليوم لن ألقاك!.
فأنا وحيدة على مرفأ الحياة، أعبر الأفق حيث وجهك الوضاء، فبدونك لا حب لا شوق لا حياة، بدونك لا دعوة لي تخترق السماء، بالمرفأ أطوي العمر لحين اللقاء.
وأثق بأنك في مكان بلا زمان تنتظرني، وأنا أصارع لأعبر الوقت ونلتقي، كنت سرك الأكبر في عالم مادي، وتبقى أنت فيه أعظم أسراري، وسيكون البوح موعد لقائنا الثاني.
ففوق قوس قزح لقاؤنا الموعود، بلا خوف ولا عذاب أو وعود، فقط نذوب حبا ونعود، ونذوب ونعود، الضياء هناك غطاؤنا، ونحن صوب التحقق والصعود، فبين يديك تجتمع النار والجنة، أحترق بين يديك، أموت بين يديك، وأولد من جديد بين يديك.
فرغم الآلام والأحزان أشتاق إليك، بل مع الآلام والأحزان يزداد شوقي لك، أنت بسمة العمر التي غابت، وفرحة القلب التي ماتت، أنت بدمي، لكني أشتاق إليك.
لقد تركت الماضي على أشجار غابة الأيام، ومضيت.. أشدو على تلال الغد أبحث عنك، أجلت زينتي وابتسامتي.. اختزنت فرحي لك، فتعال.. لقد تأخرت.
لا تسأل كيف حالي بعيدا عنك؟!، السؤال هو: من أنا بدونك؟!، هويتي أنت، بعيدا عنك لا أكون، بعيدا عنك لا ألتقيني، أسعى إليك لألقاني.. وألتقي القلب.
أنت بداخلي تحيا، لكني أفتقد صوتك.. عطفك.. نور عينيك، أفتقد إفطارنا معا.. وشعرا أسمعه منك، أفتقد يدا أقبلها.. وقلبا هو الوطن والأهل.
ويكفيني منك أنك موجود، يكفيني منك أن أنتظرك، يكفيني عند اللقاء تلامس أيدينا، وعند الوداع موعد للقاء، يكفيني منك دوما أن أنتظر موعدا بيننا.
لا تقل يوما إني لم أحبك، فما لك بداخلي أكبر من مجرد حب، لكنك لم تدرك حدوده، والعذر معك، فكل من قابلتهم قبلي كانوا في الحب مجرد زائرين.
وأظل عذراء القلب والعقل، قتلتني التجارب.. دمرتني، لكنها لم تخدش عذريتي، فما زلت مع كل موقف عذراء.
يقولون إني أحب ولم لا؟!، فمعك عرفت أن لدي قلبا، يقولون إني تغيرت ولم لا؟! ومعك عشقت الحياة، أذنبت! لا وألف لا، فبك يكتمل عليّ فضل الله.