يرى الدكتور أحمد البرعي، وزير التضامن الاجتماعي السابق، أن نجاح الانتخابات الرئاسية المقبلة ونزاهتها سيؤثر على مستقبل البلاد، مؤكدًا في حواره ل«المصري اليوم»، أن دور« جبهة الإنقاذ» انتهى، ولم تعد قادرة على الاستمرار، ويعتقد «البرعي» أن الرئيس القادم يحتاج إلى «ظهير سياسي» يستند له، ويتفق مع البرلمان حتى يستقر الحكم في البلاد. ونصح الوزير السابق «السيسي» في حالة فوزه بالرئاسة، بأن يشكل حزبًا سياسيًا، وقال إن عنف جماعة الإخوان سيتصاعد في الفترة المقبلة مع قرب موعد الانتخابات.. وإلى نص الحوار: ■ كيف تري المشهد السياسي الحالي في مصر؟ - مصر مقبلة على مرحلة فاصلة في تاريخها، ونجاح الانتخابات ونزاهتها سيؤثر على مستقبل البلاد، وهذه المرة فإن المصريين غير حائرين في اختيار مرشحهم، وليس صعبًا مثلما كان في الانتخابات السابقة، فالمؤشرات تؤكد أن المنافسة ستحتدم بين المشير عبد الفتاح السيسي، وحمدين صباحي، وكلاهما له مزاياه وعيوبه وله جماهيره. ■ لمن ستعطي صوتك في الانتخابات المقبلة؟ - قلت قبل ذلك أنني أرحب بأن يكون المشير عبد الفتاح السيسي في سباق الانتخابات، وصوتي له. ■ قلت إنك ستكون عضوًا في حملة السيسي فهل تمت الاستعانة بك؟ - لم تتم دعوتي حتى هذه اللحظة، ولكن لو تمت دعوتي سأتقدم بأفكاري ومقترحاتي، ولكن لن أطلب أن أكون عضوًا في حملته، دون طلبه. ■ لماذا لم تتوحد جبهة الإنقاذ على مرشح معين؟ - الاختلاف سمة ديمقراطية، وجبهة الإنقاذ كانت عبارة عن تكتلات حزبية مختلفة، من أقصى اليمين لأقصى اليسار، والكل كان يعتقد أنها ستفشل لاختلاف الأيديولوجيات، ولكن نجحت في إسقاط الإعلان الدستوري، وشاركت في الثورة على النظام الإخواني حتى إسقاطه، وبعد ذلك اختلفت في دعم المرشحين للرئاسة، فهناك تيار كبير مثل أحزاب الوفد والمصريين الأحرار والتجمع، وغيرها أعلنت دعمها لترشيح المشير السيسي، وفريق آخر مثل التيار الشعبي يدعم حمدين صباحي، وشخصيات سياسية مثل الدكتور وحيد عبد المجيد، والحقيقة أن دخول حمدين صباحي السباق الرئاسي سيثري العملية الانتخابية، وحتى لا تتحول الانتخابات إلى استفتاء. ■ ما السبب في ضعف الأحزاب المدنية في مصر؟ - الأحزاب المدنية في مصر ضعيفة أو ملغية منذ ثورة يوليو 1952، وكان يطلق عليها أحزاب كرتونية لتجميل وجه النظام، وحتى هذه اللحظة لم تتطور الأحزاب المدنية في مصر، لذا كان الحل في الاندماج بين الأحزاب الصغيرة وتكوين تكتلات حزبية، وكان من أفضل التكتلات التي ظهرت بعد ثورة 25 يناير هي جبهة الإنقاذ، فقد جمعت في داخلها جميع التيارات الحزبية من أقصى اليمين، لأقصى اليسار، وكان كثيرون يرون أنها ستفشل بسبب ذلك، لكن حدث العكس لأنها أُنشأت ككيان له هدف لإسقاط الإعلان الدستوري، الذي أقره الرئيس المعزول محمد مرسي، وخلع النائب العام الذي عينه. ■ هل تعتقد أن دور جبهة الإنقاذ انتهى؟ - منذ الإعلان عن الانتخابات الرئاسية، حدث انشقاق وتصدع للجبهة، وانتهي دورها لعدم اتفاق الأحزاب على دعم مرشح واحد، فهناك فريق ليس بقليل يؤيد ترشيح المشير عبد الفتاح السيسي وآخر يؤيد حمدين صباحي، والآن أصبحت الحاجة ملحة لتكوين جبهة مدنية، يستند لها الرئيس القادم، حتى يكون البرلمان والرئيس على اتفاق، ففي الدستور ليس من حق رئيس الدولة تعيين رئيس وزراء، والتخوف أن يأتي برلمان من كتل صغيرة وهنا يحدث خلاف، ولا يحدث استقرار لنظام الحكم. ■ ما الحزب الذي ستنضم له في الفترة المقبلة؟ - لا أفكر حاليًا في الانضمام لحزب، ولكن هناك مساعي لتكوين جبهة مدنية قوية علي غرار جبهة الإنقاذ، تضم مجموعة من الأحزاب والشخصيات السياسية لخوض الانتخابات البرلمانية، حتى لا تكون هناك تكتلات صغيرة في البرلمان. ■ هل أنت علي تواصل بالدكتور محمد البرادعي؟ - علاقتي بالبرادعي انقطعت منذ أن استقال من منصب نائب رئيس الجمهورية وترك البلاد، وهو لا يتواصل مع أحد من المقربين منه، فهو أخطأ عندما استقال من منصبه في وقت صعب، وكنت أتمنى لو أخذ هذا القرار في وقت آخر واستمر في مصر، فالبرادعي كان أيقونة الثورة في 25 يناير، مثل حملة تمرد في بيان 3 يوليو. ■ كانت هناك آمال معلقة على حزب الدستور وأنه سيكون حزب الوفد الجديد؟ - منذ أن استقال الدكتور محمد البرادعي حدث انشقاق داخل حزب الدستور، وأنا شخصيًا عندما احتدم الخلاف في الحزب حول معالجة بعض القضايا، وقت كنت عضوًا في حكومة الدكتور حازم الببلاوي، وكان الدكتور محمد البرادعي نائبًا لرئيس الجمهورية، وجمدت عضويتي في الحزب، استقلت نهائيًا. ■ هل دعمت الدكتورة هالة شكر الله لتفوز برئاسة حزب الدستور؟ - لا أخفي أنني دعمت الدكتورة هالة رغم استقالتي من الحزب، فأنا على تواصل دائم مع شباب الحزب، وهي كانت عضوًا بالهيئة العليا للحزب، وتستحق أن تكون رئيسة له، لأنها تؤمن بقضية العدالة الاجتماعية. ■ أيهما أنسب الفردي أم القائمة في النظام الانتخابي؟ مصر تحتاج إلى الانتخاب بالنظامين الفردي والقائمة، دون أن يكون هناك عوار دستوري مثلما حدث في البرلمان المنحل، وأن تكون هناك قوائم حرة للمستقلين. ■ هناك تخوف من عودة رموز نظامي الحزب الوطني والإخوان؟ - أعتقد أن رموز الحزب الوطني لن يكون لهم دور في الحياة السياسية في الفترة المقبلة، كذلك الإخوان بخسارتهم الكبيرة، بعد الأسلوب الذي اتبعوه عقب ثورة 30 يونيو، ودخولهم في مواجهة صريحة ضد الشعب والدولة، واستخدامهم الإرهاب والعنف وقتل رجال الشرطة والجيش، فليس لديهم فرصة للعودة مرة أخرى، والإخوان تنظيم عمره 80 سنة يتفق مع الحكم تارة، فيظهر ويشارك، ويختلف مرات فيلجأ للعنف والإرهاب، وتلجأ الدولة لقهره، فيعمل على تكوين تنظيمات سرية. ■ معني ذلك أنك تقول إن الإخوان موجودون فيجب التصالح معهم؟ - ليس كذلك.. فلا يمكن المصالحة مع الإخوان إلا بشروط محددة، وهي أن يعلنوا قبولهم للحياة السياسية الحالية في مصر وخارطة الطريق، ومنع من يثبت تورطه في العنف، أو التحريض من المشاركة ونبذ العنف، وأن يسلموا ما لديهم من أسلحة، ويعترفوا بأن ما حدث في 30 يونيو ثورة وليس انقلابًا، وإذا رفضوا ذلك فسيظلوا على هامش الحياة السياسية المصرية سنوات طويلة، وإذا كان هناك تيار منهم يريد أن يتصالح فيجب سماع وجهة نظره. ■ وما السبب في لجوء الإخوان للعنف؟ - الإخوان يلجأون للعنف ليس فقط من أجل إرهاب المواطنين أو قتل رجال الشرطة والجيش، ولكن لتدمير الاقتصاد، وبالفعل الاقتصاد يعاني، فحادثة أسوان تم تداولها بشكل يخيف أي سائح قادم لمصر، وأتوقع أن يستمر العنف مع قرب الانتخابات الرئاسية. ■ وهل تنصح الرئيس القادم بالتصالح مع الإخوان؟ - إذا قبلوا بالشروط السابقة فالتصالح واجب معهم، ولا يجب التفريق بين أبناء الوطن آنذاك. ■ بماذا تنصح السيسي إذا فاز بالانتخابات الرئاسية؟ - رئيس الجمهورية القادم لابد أن يكون له ظهير سياسي، أو تكتل مدني يتفق معه، حتى لا يحدث خلاف، ويجب على السيسي بعد فوزه بالرئاسة تشكيل حزب مدني كبير، أو الانضمام لحزب، أو تكتل من الموجودة حاليًا على الساحة السياسية، وعليه أن يسرع في تحقيق العدالة الاجتماعية وإنقاذ الاقتصاد. ■ هناك تخوف إذا شكل السيسي حزبًا يصير كالحزب الوطني المنحل؟ - بعد مرور 3 سنوات على ثورة 25 يناير لم يتحقق منها شيء، إلا أن هناك مكاسب كثيرة منها الحرية، والكل يطالب بحقوقه حتى وإن حدث تجاوز من البعض في فهم الحرية، والكل أصبح يشارك ويبدي أراؤه، فتكرار تجربة الحزب الوطني المنحل أو الإخوان المسلمين مستحيل. ■ هل الدولة تخلت عن دعمك كمرشح لمنصب مدير منظمة العمل العربية؟ - ليس صحيحًا فرئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، استقبلني في مكتبه، كذلك هناك لجنة في وزارة القوى العاملة لدعمي، والسفير نبيل فهمي، وزير الخارجية، يقوم بدور كبير فالمنصب لمصر، وليس لشخص. ■ هل تعتقد أن فرص نجاحك كبيرة في ظل كثرة المرشحين على المنصب؟ - في الترشح للمناصب الدولية، يكون هناك توازنات بين الدولة، فحاليًا يتم التفاوض والتفاهم والبعض الآخر لدعمهم في مناصب أخرى. ■ ما رأيك في استمرار العمل بقانون التظاهر؟ - أؤيد الاستمرار بقانون التظاهر، خاصة في الوقت الحالي، والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وإذا كانت هناك اعتراضات من البعض فيجب السماع لهم. ■ وما تعليقك على تسريب تسجيلان للنشطاء؟ - ضد القانون وجريمة أخلاقية، فهذا يذكرني بما حدث إبان الحرب الأهلية في لبنان، والتي كانت أحد أسبابها تسريب المكالمات، ومن يملك تسجيلًا أو «سي دي» فليقدمه للنائب العام وليس للفضائيات.