تعد ساحة (تيان آن من) أو (ساحة السلام السماوى) أو (الميدان السماوى) أشهر وأقدم ساحة في الصين وتقع وسط بكين وهى الأكبرمن حيث المساحة في العالم، وقد بُنى الميدان لأول مرة في 1417. وسُمّي (تشين تيان مَن) وخصص للمناسبات الرسمية، وفي نهاية أسرة مينج الملكية، تعرض الميدان لدمار كبيربسبب الحرب وأعيد بناؤه في 1651في عهد أسرة تشينج الملكية، وأُطلق عليه اسم «تيان آن من» وعلى منصة في هذا الميدان وفي أكتوبر 1949 وقف الزعيم الصينى ماوتسي تونج ليعلن قيام جمهورية الصين الشعبية ليصبح الميدان رمزا للصين الجديدة. ومما عظم من أهميته التاريخية أنه شهد أكبر وأشهر مظاهرة طلابية وعمالية وجماهيرية في العصر الحديث بدأت مقدماتها حين قام دينج تسياو بنج بإصلاحات اقتصادية وسياسية للتحول تدريجيا إلى اقتصاد السوق مع قليل من التحرر السياسى، ولكن هذه الإصلاحات المحدودة لم تلب طموحات الجماهير المتعطشة لتغيير حقيقى، وأعربوا عن استيائهم لسيطرة الحزب الحاكم. ثم جاءت وفاة النائب العام «هو ياو بانج» الذى تم عزله في فبراير 1987 فكانت وفاته إيذانا للصينيين بأن يعبروا عن استيائهم في شكل تكريم له وإحياء لذكراه، وبدأت الشرارة الأولى للمظاهرة الضخمة «زي النهارده» في 15 إبريل 1989، وشارك فيها مفكرون وطلاب وأساتذة جامعة، وتطورت من كونها تكريما ل(هو ياو بانج)، الذى طالما نادى بالديمقراطية، إلى مظاهرات تنادي بالديمقراطية ذاتها، وتندد بالفساد وتطالب بحرية الصحافة، وإنهاء حكم الحزب الشيوعى وانضم عمال من أرجاء الصين للمظاهرات ودعمها قطاع كبير من الشعب. وصارت مظاهرة مليونية، فضلا عن مظاهرات أخرى، اندلعت في مدن صينية أخرى، وهبط إلى بكين العديد من طلاب وعمال هذه المدن للمشاركة فيها، وتوقع أعضاء الحزب الحاكم أن إجراء إصلاحات شكلية سيرضى المتظاهرين، وحاولوا إقناع الطلاب بإنهاء المظاهرات، إلا أنهم لم يفلحوا. وفضل الأمين العام تساو تسيانج التعامل بلطف مع المتظاهرين، بينما فضل رئيس الوزراء، لى بينج، القمع، وتم اتخاذ قرار القمع من قبل مجموعة من أعضاء الحزب وفي 20 مايو أعلنت القوانين العسكرية، لكن هذا لم يرهب المتظاهرين، واستمروا بدعم شعبى، وفي 4 يونيو بدأ إخلاء الساحة بالقوة واندلعت المواجهات وسقط مئات القتلى.