أراد السلطان العثماني السادس أن يعيد الإمارات في الأناضول إلى سيادة الدولة العثمانية وعقد هدنة مع ملك المجر كما صالح أمير القرامان، وقام بإعادة ضم إمارات الأناضول وهي: آيدين، ومنتشا، وصاروخان، والقرامان وبدأ يتجه لأوروبا مستأنفًا حركة الجهاد ومؤدبًا للأوروبيين الذين أساءوا للعثمانيين أيام المحنة التى حلت بهم أيام السلطان بايزيد، ثم قام مراد الثانى بفتح المجر وأخذ الجزية من أمير الصرب مع تقديم فرقة من جنود الصرب لمساعدة السلطان في حروبه. واستعاد مدينة سالونيك ثم استرد الأفلاق وألبانيا.وعندما تجهز لحصار القسطنطينية نقض أمراء أوروبا العهد معه فاتجه إليهم مرة أخرى، فأدب ملك المجر وأمير الأفلاق وأمير الصرب، وهزم جيشه وقتل قائده في معركة عند ترانسلفانيا من أملاك المجر، وهزم جيشه مرة أخرى، وأسر قائده فذهب السلطان بنفسه لملاقاة مراد ولكنه تعرض للهزيمة أيضًا. أما سالونيك فهي مدينة يونانية قديمة تتبع مقدونيا الوسطى وتقع على رأس خليج سالونيك الذي يشكل بدوره الجزء الشمالي الغربي من بحر إيجة، وتعود تسمية المدينة إلى كاساندروس ملك مقدونيا القديمة الذي أوجد المدينة وأعطاها اسم زوجته ثيسالونيكي التي كانت الأخت غير الشقيقة للإسكندر المقدوني، ويعني الاسم «النصر في ثيساليا». وقصة هذا الاسم أنه قد وصل نبأ مولدها لأبيها فيليب المقدوني فور انتصاره في معركة هامة في إقليم ثيساليا فأمر بإطلاق هذا الاسم على مولودته الجديدة وقد ازدادت أهميتها بعد سقوط مقدونيا القديمة بيد الرومان عام 168 ق.م. وكانت سالونيك قد عاشت منذ أواخر القرن الرابع عشر فترة مضطربة فقد سيطر عليها العثمانيون لمرتين متتاليتين ثم أخرجوا منها على يد البيزنطيين، إلى أن باعت الإمبراطورية البيزنطية، الضعيفة وقتها، المدينة للفينيسيين في عام 1423 لعدم قدرتها على مواجهة العثمانيين، ولكن العثمانيين سيطروا عليها مجددا «زي النهاردة» في 29 مارس 1431 على يد السلطان مراد الثاني. أما عن سيرة السلطان مراد الثاني فتقول أنه عاش بين 1402 و1451، وأحب العربية، ويعد أول من تعلم ومارس فن الخط العربي من سلاطين العثمانيين، كما أنه كان ينظم الشعر ويتقنه واسمه كاملا فهو مراد بن السلطان محمد جلبي، وقد تولى السلطنة بعد وفاة أبيه وكان عمره لا يزيد على 18 سنة.