أم وطفلاها يهربون على سيارة نقل خوفاً من صواريخ الليل

«نعمة وطفلاها أيوب ومها» صورة عالقة فى أذهاننا.. شاهدناها تحمل أغراضها على سيارة نقل. تهرب من صواريخ الليل. تترك قرية «اللفتات» التى تكاد تخلو من السكان، والتى لم يبق فيها سوى حطام منازل وغنم وزرع. تروى «نعمة» معاناتها بعد وفاة زوجها منذ 4 شهور وسط قلق وخوف. وتقول: «ترملت باكراً، فقد توفى زوجى فى إحدى الحملات الأمنية، ولم يبق لى غير ابنى أيوب ونهى أقوم على تربيتهما بمفردى، القرية هنا لم يبق فيها سوى بقايا منازل، الكثير من الجيران تركها وذهب للعيش فى أماكن أخرى». وأضافت: «جئت اليوم برفقة جيرانى لنقل احتياجاتى وبقايا أمتعتى ومنزلى إلى مكان آخر بالعريش، فلا يمكننا العيش هنا وسط حطام المنازل ولا توجد أى خدمات صحية ولا اتصالات فنحن نعيش فى عزلة».
وقالت رؤية، أحد جيرانها: «اللفتات من أكثر القرى التى شهدت تدميراً نتيجة الحملات الأمنية الموسعة والضرب والقصف، تكاد القرية تخلو من السكان وتعد الآن غير مأهولة نظراً لغياب الخدمات وعدم توافرها». أثناء مرورنا بضواحى القرية لم نجد سوى بقايا منازل مهدمة وأغنام تمر هنا وهناك ترعى نفسها وسط الأراضى الزراعية، بيوت خاوية من أهلها اضطر ذووها تركها نتيجة الحملات الأمنية الموسعة، فقرية اللفتات تعد من أكثر القرى التى شهدت قصفاً موسعاً نتيجة لمساحتها الواسعة بين البيوت مما جعلها ملاذاً لكثير من الإرهابيين. «الصرصورية» تلك القرية لم تكن أحسن حالاً من اللفتات بل هى أكثر القرى التى شهدت تدميراً نتيجة قربها من معبر صلاح الدين وكثرة الأنفاق بها، فعند مرورنا عليها وجدنا هدماً لأكثر من 97% من الأنفاق التى أصابها حالة من الشلل التام وفقاً لرواية بعض شهود العيان، الذين رفضوا الإفصاح عن هويتهم قائلين: «حركة الأنفاق الآن فى حالة شلل وأى اكتشاف لنفق يتم تدميره على الفور أثناء الحملات الأمنية سواء كان داخل منزل أو منزل مجاور لمنزل به نفق».