«معهد واشنطن»: المصريون يقارنون دعم أمريكا لأوكرانيا ب«انتقاد عزل مرسي»

قال معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن حصول مصر على أسلحة روسية متطورة يمكن أن يؤثر سلبًا على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل.
أضاف المعهد، في تقرير على موقعه الإلكتروني، مساء الأربعاء، أنه «مع دخول الأزمة في أوكرانيا لأسبوعها الثاني، فإن المصريين يقارنون دعم واشنطن (للثورة الشعبية) التي أطاحت برئيس أوكرانيا فيكتور يانوكوفيتش، بالانتقاد الأمريكي لعزل محمد مرسي العام الماضي، والشعور السائد الذي ينعكس في مقالات كبرى الصحف اليومية في مصر، هو أن أمريكا غير متناسقة ولا يمكن الاعتماد عليها».
وأوضح التقرير: «نفس هذا الشعور بعدم الثقة، دفع وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي إلى اختيار روسيا الشهر الماضي كمقر لأول زيارة خارجية له لدولة غير عربية منذ عزل مرسي، ففي أعقاب الثالث من يوليو، قامت الولايات المتحدة بتعليق نقل بعض الأسلحة لمصر، مما دفع السيسي إلى السعي للحصول على مساعدة موسكو في تنويع مصادر المشتريات العسكرية لمصر».
وتابع المعهد: «ووفقًا لتقارير مختلفة، فإنه وقع اتفاقًا لشراء أسلحة من روسيا تقدر بملياري دولار، وهذه الأسلحة، لو حصلت مصر عليها، ستؤدي إلى تراجع التفوق النوعي لإسرائيل، وتصبح مصدر توتر آخر في العلاقات المصرية الأمريكية».
وأشار تقرير المعهد، الذي كتبه ديفيد شينكر وإريك تراجر، إلى أن «شراء مصر للأسلحة الروسية يبدو للوهلة الأولى أمرًا غير ضروري، وربما يحمل مخاطر في ضوء الالتزامات المالية الأمريكية المستمرة لمصر، إلا أن القيود التي فرضتها واشنطن على مساعداتها بعد عزل مرسي سببت الحاجة إلى السعي لإيجاد مورد إضافي في الوقت الذي أجلت فيه إدارة أوباما تسليم 4 طائرات من طراز (إف 16)، وخمسة صواريخ (هاربون)، وعشرات من دبابات (M1A1)، المقرر أن يتم تجميعها في مصر، بالإضافة إلى 10 طائرات (أباتشي)».
واستبعد التقرير أن تعترض أمريكا أو إسرائيل على حصول مصر على طائرات هليكوبتر روسية إضافية، في ظل وجود إجماع على أن جهود مكافحة الإرهاب في سيناء ربما تحتاج لهذه المعدات، فإن أسلحة أخرى تسعى مصر للحصول عليها، «وفقًا لما نشرته الصحافة حول أنواع الأسلحة التي قد تضمنتها الصفقة مع روسيا»، أكثر إثارة للجدل.
وأوضح التقرير أن واشنطن وإسرائيل كانتا قد نجحتا على مدار سنوات في الضغط على روسيا لعدم تزويد إيران بصواريخ «إس 300» خوفًا من أن قدراتها المتطورة قد تحول دون ضربة استباقية للمنشآت النووية الإيرانية.
وشدد التقرير على أنه «رغم التزام مصر بالسلام مع إسرائيل على مدار العقود الثلاثة الماضية، فإن حصولها على مثل هذه الأنظمة سيقلل كم التفوق العسكري النوعي لإسرائيل»، لافتاً إلى أنه «بالنظر لسجل مصر في انتهاك قانون الأسلحة الأمريكية للرقابة على الصادرات، والذي وصفه التقرير ب(المخزي)، فإن فكرة وجود فنيي طائرات (ميج) الروسية مع مروحيات (إف 16) الأمريكية لا يوحي بالثقة»، حسب التقرير.