توجه البرلماني المستقل البارز بترو بوروشينكو الذي يؤيد الاحتجاجات المؤيدة للغرب في كييف إلى شبه جزيرة القرم، الجمعة، للبحث عن «تسوية سلمية» للتوتر المتصاعد في شبه الجزيرة الواقعة على البحر الأسود. وهناك واجهته أغلبية روسية عرقية مستاءة بشكل كبير من الزعماء الجدد في العاصمة كييف. وانتهت المهمة تقريبا بكارثة، عندما أحاط به 500 ناشط موالين لروسيا خارج البرلمان بالعاصمة الإقليمية سيمفيروبول. وكان «بوروشينكو» يريد إجراء محادثات مع النشطاء، لكنهم رفضوا ذلك. وهتف الحشد المكون من رجال ونساء من كل الأعمار قائلين «بوروشينكو إرحل»، و«روسيا!»، قبل أن يطردوه من الميدان. وما أعقب ذلك كانت مشاهد درامية ورمزية بشكل كبير في شوارع تلك البلدة الجنوبية الخاملة. وبدأ «بوروشينكو» في السير بخطى أسرع وأسرع بينما كانت مجموعة صغيرة من عناصر الشرطة تحيط به مع مساعديه، فيما هتف الحشد الغاضب وراءه «بيركوت بيركوت» وهو الاسم الأوكراني لشرطة مكافحة الشغب في البلاد، الذي أعلن الزعماء الجدد في كييف حلها الأسبوع الماضي. وكان يتوقف أحيانا وهو يلهث ليسأل عناصر الشرطة عن أي طريق يسلكه. وفي مرحلة ما، تمكن من التحدث مع الصحفيين الأوكرانيين قائلا لهم «جئت من أجل السلام، أريد إجراء حوار»، قبل أن يندفع قدما مرة أخرى، بينما كان الحشد يسير مسرعا ويهتف من ورائه. وفي نهاية المطاف، استقل سيارة أجرة ولاذ بالفرار. و«بوروشينكو» أول سياسي بارز يصل إلى مدينة سيمفيروبول منذ تصاعد الوضع أوائل هذا الاسبوع. وما حدث معه، سيجعل من المستبعد أن يزور أي ممثل من الحكومة الأوكرانية الجديدة شبه جزيرة القرم في أي وقت قريبا. وكان من المتوقع أن يتوجه الرئيس المؤقت أولكسندر تورشينوف إلى سيمفيروبول، الخميس، لكنه لم يتوجه إلى هناك. بدلا من ذلك، عين سيرهي كونيتسين أحد البرلمانيين عن حزب «أودار» الذي يرأسه فيتالي كليتشكو بوصفه ممثله الجديد في شبه جزيرة القرم. ويواجه «كونيتسين» مهمة شاقة، حيث احتل رجال مسلحون، الخميس، البرلمان ومباني حكومية في مدينة سيمفيروبول ورفعوا العلم الروسي. وسمحوا لأعضاء البرلمان بعقد جلسة يوم الخميس، ما دفع لتصويت على الفور لاستبدال رئيس وزراء شبه جزيرة القرم بزعيم قومي روسي إقليمي والدعوة إلى إجراء استفتاء حول مزيد من الحكم الذاتي من كييف في 25 مايو المقبل. واصطف رجال بملابس رسمية بدون أي إشارات وطنية، الجمعة، وهم يحملون بنادق آلية خارج مطار سيمفيروبول، حيث قاموا بدوريات خارج مبنى المطار لكنهم رفضوا الرد على أسئلة الصحفيين الذين سألوهم عن هوياتهم. ووردت أنباء عن حدوث موقف مماثل في مطار سيفاستابول العسكري. وتضم المدينة الساحلية الواقعة في شبه جزيرة القرم الأسطول الروسي في البحر الأسود وهناك تكهنات بأن الرجال المسلحين الغامضين أعضاء بالجيش الروسي. غير أن الكثير من السكان المحليين في سيمفيروبول يشككون في ذلك. فقد كان لدى ضابط متقاعد لم يكشف سوى عن أنه كان يعمل بإحدى هيئات تطبيق القانون وأن اسمه الكسندر وجهة نظر مختلفة حيث قال «إنهم أعضاء بوحدات شرطة مكافحة الشغب (بيركوت) وهم غاضبون بسبب حلها».