قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، إن من انتخبوا الرئيس المعزول محمد مرسي، ومنهم مشايخ الدعوة السلفية وغيرهم، انتخبوه على أنه رئيس للجمهورية بصلاحيات رئيس في الدستور والقانون، مشيرًا إلى أن هذا هو العقد الذي تم بينهم وبينه، وليس على أنه إمام للمسلمين بصلاحيات الخليفة. وأوضح «برهامي»، رداً على سؤال وجه له، على موقع «صوت السلف»: «ليس لرئيس الجمهورية أن يطلب مني حل جماعتي مثلاً لاختلافها مع جماعته، وليس له أن يمنع مِن تقديم مبادرات سياسية تختلف مع وجهة نظر جماعته في حل مشكلة ما في الدولة، فضلاً عن أن يتهم مَن فعل ذلك بالعمالة والخيانة، وليس له أن يرغم حزبي على التحالف مع حزبه حين يشعر بضعف شعبيته». وأضاف نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية: «وليس له إلزامي بالنزول في مظاهرات تأييدًا له، ولا طلب الحماية له؛ ولو أدى ذلك إلى قتل بعض الناس وجرحهم، وإنما هذه مهمة المؤسسات في الدولة، وليس له أن يخالف شروط التحالف السياسي الذي تم بناءً عليه تأييده وانتخابه رئيسًا للجمهورية، وكل هذه فروق هائلة بين أن نصفه بأنه رئيس للجمهورية أو أنه ولي أمر شرعي تجب طاعته في المباحات، ومنها كل ما سبق». وأشار «برهامي» إلى أن أصل توصيف مرسي بأنه ليس ولي أمر شرعيا، مبني على أمرين، الأول منهما هو أنه لا تثبت الولاية إلا بإقامة الدين، وسياسة الدنيا بالدين مع قوة وشوكة، والثاني هو صفة العقد الذي تم بيننا وبينه علنًا وسرًّا على أنه رئيس للجمهورية وليس ولي أمر شرعيا أو إماما وخليفة. تابع: «بل كان مِن ضمن الشروط للتأييد: عدم إطلاق اسم ولي الأمر الشرعي بعد النجاح، بل هو رئيس جمهورية بصلاحية رئيس الجمهورية، ولم تكن أنتَ ولا غيرك، ممن يهاجم، حاضرًا هذه الشروط وهذا العقد؛ فليس لكم حتى ولو خالفتم وجهة نظرنا في مسألة ولاية الأمر أن تلزمونا بما لم نلتزم به، بل اشترطنا خلافه وقَبِلوه». وحول أن قيادات الإخوان المسلمين تبطن تكفير المجتمع وتظهر خلاف ذلك، قال «برهامي» إن البعض لا يستوعب وجود التناقض الذي عند مَن خالف أهل السنة والجماعة في ضوابط الإيمان والكفر، ومسائل الدماء، مع أن أهل البدع دائمًا متناقضون، مشيرًا إلى أن الأمر عندهم لم يبنَ على العلم الشرعي والأدلة. وأكد أنه لم يقل إن «جميع الإخوان المسلمين تكفيريون باطنا، وإنما الكلام على متخذي القرار ومَن تابعهم على منهجهم، وما ذكرتُه من القطبية أمر جلي معروف مِن تاريخ القادة ومِن الذي رباهم، ثم مِن المواقف التي اُتخذت وتدل على عدائية شديدة للمجتمع».