قفزت أسعار العقود المستقبلية للقهوة بنحو 10%، الثلاثاء الماضي، إلى أعلى مستوى ها في 13 شهرا، وذلك بفضل استمرار مخاوف الإمدادات القادمة من البرازيل بسبب الطقس الحار و الجفاف، مما حفز صناديق التحوط والمستثمرين على الشراء وزيادة الطلب على العقود. وقالت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، إن شهر يناير الماضي، يعتبر الأكثر سخونة على الإطلاق في البرازيل، حيث أنه على الرغم من هطول الأمطار على المناطق المزروعة بالبن، إلا أن التجار قالوا إنهم غير متأكدين من استمرارية الأمطار، وغزارتها، مما سيؤثر على إنتاج المحصول في الموسم الحالي، وهو الأمر الذي أثار مخاوف بشأن الإمدادات، ودفع موجة من الشراء من قبل الصناديق الاستثمارية. وارتفعت أسعار عقود «القهوة أرابيكا- تسليم شهر مايو»، في بورصة العقود المستقبلية الأمريكية «آي سي إي»، إلى نحو 1.565 دولار للرطل، وهو أعلى مستوى منذ يناير عام 2013، وكانت قد سجلت قبل جلسة، الثلاثاء، نحو 1.4995 للرطل. وتقول مجموعة «طقس السلع»، وهي شركة استشارية متخصصة في الطقس بالولايات المتحدةالأمريكية: «ظلت الأمطار في مناطق زراعة القهوة في البرازيل خفيفة، وكانت المستويات الإجمالية أقل من المأمول» وأضافت خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فإن المناطق ستشهد أمطار أقل من متوسط مستويات هطولها في العادة، وهو الأمر الذي سيفرض ضغوطا على ثلثي مناطق زراعة القهوة هناك. وقال كونا الحق، المحلل لدى شركة «ماكواري» في لندن: «كان البن السلعة الاستثمارية المفضلة لفترة قصيرة خلال العامين الماضيين، والآن ستصبح المفضلة لفترة طويل». وبحسب منظمة البن الدولية، فإن إنتاج البن البرازيلي لعام «2014-2015»، سيتراوح ما بين 47-51 مليون كيس من القهوة. وفي ضوء السياق السابق، تقول الصحيفة البريطانية، إن هذا يعني أنه على مدار عامين متتاليتين، ينخفض الإنتاج البرازيلي، وذلك للمرة الأولى منذ عام 1977، وأصافت أن انخفاض إنتاج محصول البن في البرازيل يرجع إلى انخفاض المساحة المزروعة، وضعف الاستثمار بسبب انخفاض أسعار البن. وعلى صعيد آخر، فإن إنتاج البن في أمريكا الوسطى يواجه مشكلات أيضا، بسبب تأثر إنتاجية المحصول جراء الفطريات، التي أضرته بشكل كبير. ومع ذلك، يقول المتخصصين في القهوة، أن هناك إنتاج وفير قادم من كولومبيا، وقد أنتجت أكثر من 11 مليون كيس في 2013، بزيادة 35 % عن 2012، وذلك بحسب اتحاد مزارعي القهوة الكولومبي.