«بيزنس» الملاعب الشعبية أسعار رمزية وتجارة رابحة (ملف خاص)

منذ ما يقرب من عام ونصف العام، انتشرت بشكل كبير ملاعب الكرة الخماسية التى أنشأها أصحابها بصورة عشوائية، وسط الشوارع وعلى الطريق الدائرى، وأصبحت المسافة بين الملعب والآخر لا تتعدى ال100 متر فى بعض الأحيان، نظراً للربح الكبير الذى يجنيه أصحابها من وراء تأجير الملعب بالساعة، تلك الملاعب حلت محل الخرابات ومقالب القمامة، ولكن لا يوجد عليها رقابة أو تأمين من أى جهة بالرغم من أن بعضها يحتوى على أكاديميات لتعليم الأطفال أساسيات الكرة. «المصرى اليوم» رصدت توغل تلك الملاعب فى الشوارع المصرية، ومدى إقبال التجار على تأجير الأراضى الفضاء بإيجار شهرى يصل إلى 45 ألف جنيه فى بعض المناطق.
مقالب قمامة حولها المصريون إلى أكاديميات لتعليم كرة القدم
ملعب كرة قدم وسط مقالب القمامة
قطعة أرض فضاء، مقلب قمامة، رشاح تم ردمه، خرابة تم تنظيفها، هذه الأراضى التى تملكها الدولة أو بعض الأفراد وجدت سوقاً رائجة خلال العامين الماضيين، ووجد بعض التجار فيها تجارة رابحة تتمثل فى استغلال هذه الأراضى لإقامة ملاعب كرة قدم خماسية تؤجر بالساعة لعشرة من اللاعبين، وبدأت القيمة الإيجارية لهذه الملاعب من 40 جنيهاً فى الساعة قبل سنة ونصف، ووصلت الآن إلى 120 جنيهاً فى الساعة، هذه الزيادة جاءت نتيجة لإقبال المواطنين عليها، خاصة الذين لا يحبذون اللعب فى الشارع أو الذين لا يملكون اشتراك عضوية فى أحد النوادى. المزيد
تليمة: الوزارة لا تشرف على الملاعب الشعبية.. وتحاول اجتذاب الشباب
خالد تليمة، نائب وزير الشباب، فى حوار خاص ل ;المصري اليوم ;، 6 أغسطس 2013.
قال نائب وزير الدولة للشباب، خالد تليمة، إنه «لاحظ انتشار الملاعب الخماسية بين الشوارع والمناطق السكنية بشكل ملفت، ووجدت إقبالاً شديداً من المواطنين والسبب فى ذلك أنه القصور الكبير فى عمل مراكز الشباب التابعة للوزارة، فبعض الموظفين غير مدركين لطبيعة دورهم فى الوقوف إلى جانب الشباب، وأن يكون لهم اسهام كبير فى تكوين شخصياتهم، ذلك القصور أثر على إقبال الشباب على مراكزهم، واضطروا إلى البحث عن ملاعب بديلة لممارسة هوايتهم فى لعب الكرة». المزيد
مدحت وأصدقاؤه حاولوا بناء ملعب.. ففوجئوا بسيطرة الزبالين على الأراضى
ملاعب شعبية
تجارة رابحة ومكسب سريع بأقل مجهود.. هذا ما دفع مدحت محمد، 25 عاماً، ويعمل محاسباً فى إحدى الشركات الخاصة، إلى التفكير فى إنشاء ملعب مع ثلاثة من أصدقائه.
وضع الخطة ودراسة الجدوى، لكنه اصطدم بأرض الواقع عندم حاول استئجار قطعة أرض فضاء من مالكها، فطلب منهم المؤجر مبلغ 25 ألف جنيه فى الشهر، مقابل قطعة الأرض التى لا تتعدى مساحتها ألف متر، مدحت قال: «فكرت فى إنشاء ملعب للكرة الخماسية مع أصدقائى كمشروع نربح منه مبلغا إضافيا يعيننا على الحياة، فقد كنت ألعب الكرة بنظام استئجار الملاعب منذ فترة، وبما أننا لا نفضل اللعب فى الشارع فكنا نؤجر الأول ملاعب المدارس مقابل 10 جنيهات فى الساعة الواحدة، وكان فراش المدرسة يؤجر الملعب فى الفترة المسائية بالاتفاق مع مدير المدرسة الذى يأخذ نسبة من الفراش، لكن مع الأسف كانت أرضية الملاعب رملية أوحتى مرصوفة بالبلاط، وكان هذا يعيق حركتنا، لذلك اتجهنا إلى تأجير ملاعب مراكز الشباب مقابل 400 جنيه فى الشهر مقابل ساعتين فى الأسبوع، كنا نقسم الفلوس على 10 من اللاعبين، ونتفق على مواعيد نلعب فيهاً، وغالباً ما تكون يومى الخميس والجمعة». وتابع مدحت: «فضلنا على الوضع ده لفترة لحد ما ابتدت تنتشر ملاعب الكرة الخماسية واللى لقت رواجا كبيرا خاصة فى المناطق اللى لسه فيها أراضى فاضية، كنا بنأجر الأول الساعة ب60 جنيه وفضلت ترتفع لحد ما وصلت ل 100 جنيه فى أوقات النهار و120 جنيه بعد الساعة 6 مساء». المزيد
عزبة خيرالله تنتظر رد الوزارة منذ 13 عاماً للإشراف على مركز الشباب
مقلب القمامة الذى يريد أهالى «خيرالله» تحويله إلى مركز شباب منذ 13 عاما
لم يكن محمد على باشا يعرف أن أسوار الجبخانة، التى أنشأها فى عام 1829م لتكون مخازن للبارود، ومقرا للسجون العسكرية، سيطالها الإهمال فى يوم من الأيام وتصبح منطقة تجميع للقمامة، المكان الذى بُنى بعد أن تعرض «قصر الجوهرة» فى «القلعة» أكثر من مرة للحريق، وأعيد بناؤه مرة أخرى بعد أن احترق للمرة الأولى سنة 1819م بسبب احتراق الجبخانة أو مصنع البارود الذى يقع خلفه مباشرة، واحترقت مرة أخرى فى 1823م، لتتأثر مبانى القلعة وعمائرها مرة أخرى، قبل أن يأتى زمان وتصبح مقلباً للقمامة. المزيد