عزبة خيرالله تنتظر رد الوزارة منذ 13 عاماً للإشراف على مركز الشباب

لم يكن محمد على باشا يعرف أن أسوار الجبخانة، التى أنشأها فى عام 1829م لتكون مخازن للبارود، ومقرا للسجون العسكرية، سيطالها الإهمال فى يوم من الأيام وتصبح منطقة تجميع للقمامة، المكان الذى بُنى بعد أن تعرض «قصر الجوهرة» فى «القلعة» أكثر من مرة للحريق، وأعيد بناؤه مرة أخرى بعد أن احترق للمرة الأولى سنة 1819م بسبب احتراق الجبخانة أو مصنع البارود الذى يقع خلفه مباشرة، واحترقت مرة أخرى فى 1823م، لتتأثر مبانى القلعة وعمائرها مرة أخرى، قبل أن يأتى زمان وتصبح مقلباً للقمامة.
ومنذ 13 عاماً تقريباً قرر أهالى المنطقة تنظيف المكان وإنشاء مركز للشباب بديلاً عن مقلب القمامة.
خالد حمودة أحد الأهالى قال: «تم إنشاء المركز فى عام 2000م، وأشرفت «منظمة بلان» على تنظيف وتطهير المنطقة التى تقدر مساحتها بحوالى 2500 متر، وقامت بإنشاء ملعب ومبنى إدارى وبعض دورات المياه وغرف خلع للملابس بتكلفة وصلت ل 300 ألف جنيه، واشترك الأهالى فى تنظيف المكان مع المنظمة، بعد أن عانوا كثيراً من وجود مقلب للقمامة فى منطقة أثرية ووسط مساكنهم.
وأضاف: «كان الهدف من إنشاء المركز هو وجود ساحة رياضية لأهالى «عزبة خيرالله» الذين تتعدى أعدادهم ال 700 ألف نسمة، ولا يوجد لديهم فى المنطقة ساحة رياضية، حيث إن أقرب مركز شباب يبعد عن العزبة بحوالى 7 كيلومترات الأمر الذى يجعل الشباب والأولاد يلجأون إلى لعب الكرة فى الشارع مما يعرضهم للخطر.
أكد «حمودة» أنهم: «منذ حوالى 13 سنة وإحنا بنجرى وراء المحافظة من أجل أن تعطينا الترخيص اللازم والموافقة على أن يكون هذا المكان مركز شباب لأهالى عزبة خيرالله، وأن تعطى قرار تخصيص للأرض باسم وزارة الدولة للشباب لتكون هى المشرف على المركز، وليس أى جهة أخرى، حيث إنه بموجب هذا القرار سيكون من حق الوزارة تعيين مدير للمركز وهيكل وظيفى ومجلس إدارة من سكان عزبة خيرالله وهذا أقصى طموحنا».
وأشار «حمودة» إلى أن هذه الأرض هى الأنسب لإنشاء مركز الشباب عليها، حيث إن مساحتها تتناسب مع الشروط التى وضعتها وزارة الدولة للشباب.
ونبه حمودة إلى أنهم لا يبحثون عن مقابل مادى أو تجارة من وراء هذا المركز، وإنما يريدون تجميل المنطقة، والمحافظة على ممتلكات الدولة من عبث البلطجية وواضعى اليد على الأراضى المهملة، كما تمنى «حمودة» أن تكون عزبة خيرالله مزاراً سياحياً لأثر تاريخى مصرى، بدلا من أن يكون هذا الموقع مزاراً لمقالب القمامة.
مكان كانت تسكنه الثعابين والعقارب محاط بالقمامة والروائح الكريهة من كل جانب، وهواء ملوث من الأدخنة المنبعثة من حرق القمامة ومنظر عام يشمئز منه أى إنسان، وحولناه إلى مركز رياضى ومكان للعب الكرة والرياضة، هكذا وصفت حنان عقيلى، إحدى الساكنات بالمنطقة المكان قبل أن يتم إنشاء المركز عليه، وأضافت: «عندى 4 أولاد أكبرهم يبلغ من العمر 22 عاماً وأصغرهم 11 عاما جميعهم يعشقون لعب الكرة ويقيمون مسابقات مع أصدقائهم فى الشارع أو النوادى البعيدة عن المنطقة، الأمر الذى كان يقلقنى كثيراً على أبنائى».