قال الكاتب علاء الأسواني في مقاله لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، الخميس، أن «مصر وشبابها في حالة يأس»، موضحا أن «التدابير القمعية التي كانت تواجه في السابق بمقاومة شديدة،يتم الآن استخدامها على أساس يومي، ولكن عدد قليل من المصريين هم من يرفعون صوتهم للاحتجاج». وأوضح أن هذا التغيير في الموقف له عدد من التفسيرات، الأول، هو أنه «منذ عزل مرسي، ظهرت العديد من الهجمات الإرهابية ضد الجيش والشرطة والكنائس، ما أجبر معظم المصريين على تأييد الدولة في حربها ضد الإرهاب، غاضين الطرف عن التجاوزات التي ترتكبها الأجهزة الأمنية». وذكر أن «التفسير الثاني يتعلق بتدهور مستوى المعيشة في مصر بعد 3 سنوات من الثورة إلى أسوأ مما كانت عليه أيام مبارك، ما جعل كثير من المصريين يتوقون لإعادة فرض الأمن وتحسين الاقتصاد بأي ثمن». أما السبب الثالث بحسب المقال هو أن «الحملة الإعلامية المنهجية، التي يقوم بها التلفزيون الرسمي، والقنوات الخاصة المملوكة لرجال الأعمال، الذين اعتادوا دعم نظام مبارك، تصور ثورة يناير بأنها مؤامرة من قبل وكالات الاستخبارات الأمريكية لإزالة مبارك، وتتهم الثوار الشباب بأنهم خونة وعملاء للغرب». وأضاف أن «حملة تشويه سمعة الناشطين لم تقدم أي أدلة قاطعة، ولكن كان لها تأثير كبير في الحد من شعبية هؤلاء الشباب، لدرجة أن بعض المعارضين المعروفين تعرضوا للهجوم من قبل المواطنين العاديين». وأشار إلى أنه «قبل بضعة أيام، انتشر تعليقا لشخص، على موقع التواصل الإجتماعي «فيسبوك»، كالفيروس، يعبر عن إحساس الشباب بحالة، لم يسبق لها مثيل، من اليأس، وضياع حلمهم، ويتأسفون لأولئك الذين لقوا حتفهم في الثورة، مقابل لا شيئ». وير أن «كلمات هذا الملصق تعكس بوضوح حالية اليأس التي يعيشها هذا الجيل، وخيبة الأمل التي أدت لامتناع العديد منهم عن التصويت في الاستفتاء الدستوري، ما جعل الحكومة الانتقالية تشعر بعدم الارتياح، واضطر المشير عبد الفتاح السيسي، أن يؤكد رفضه عودة الأوضاع لما قبل 25 يناير». وتساءل «الأسواني» «عما إذا كانت الثورة المصرية ماتت بالفعل، كما يقول الشباب المحبط على (فيسبوك)»، موضحا أن «الإجابة تكمن في الإحصاءات الرسمية الأخيرة التي تظهر أن عدد سكان مصر 85 مليون نسمة، 60% منهم تحت سن 29». وأضاف: «فهؤلاء الشباب هم غالبية سكان مصر الذين قاموا بالثورة، وهم الذين، في نهاية المطاف، سينتصرون، لأنهم وحدهم المستقبل».