تواصل جهات سيادية وشعبية جهوادها لحل أزمة السائقين المصريين المختطفين في ليبيا، بعدما قطع مجموعة من الميليشيات المسلحة وكتائب الثوار الليبية، الطريق الدولي بمنطقة إجدابيا الليبية، واحتجزوا نحو 300 شاحنة وسيارة مصرية وليبية، ونحو 400 سائق، للضغط على الحكومة الليبية من أجل تنفيذ مطالبهم. وأفادت مصادر ليبية رسمية أن الميليشيات المسلحة قامت بتوقيف السيارات والشاحنات على جانبي الطريق، بعد أن صادروا جوازات السفر من السائقين، خاصة المصريين، موضحة أن قيادات مكتب المخابرات الحربية بمحافظة مطروح تبذل جهودًا كبيرة من أجل إنهاء أزمة السائقين المصريين المحتجزين. وأكد مصدر أمني رفيع المستوى، بمكتب المخابرات الحربية، أن هناك مفاوضات مع مخابرات حرس الحدود بالجانب الليبيى، وتنسيق مع عواقل وعمد ومشايخ مدينة إجدابيا للإفراج عن السائقين المحتجزين دون قيد أو شرط، موضحة أنه سيتم إطلاق سراح المحتجزين في أقرب وقت. وأوضح المصدر أن السبب وراء قيام الليبيين بقطع الطريق على الشاحنات والسيارات المصرية والليبية أيضًا، هو الضغط على الحكومة الليبية لتنفيذ مطالبهم الخاصة بهم والتي تعتبر من الشأن الداخلي الليبي، وليس لها صلة بالعلاقات السياسية بين البلدين. وقال العمدة طربان سعيد أبو زريبة، رئيس لجنة المصالحات المصرية الليبية، إن مجلس حكماء مدينة أجدابيا عقد اجتماعًا موسعًا بحضور آمر كتيبة ثوار أجدابيا، للتوصل إلى حل لإنهاء أزمة السائقين المصريين وغيرهم ممن تم توقيفهم على الطريق الدولي. وأوضح أن مجلس الحكماء شكل لجنتين للتفاوض مع الثوار الليبيين لإثنائهم عن هذا المسلك، والتأكيد على أن المشكلة من الشأن الداخلي وليس للمصريين أو غيرهم من سائقي الدول العربية دخل فيها. وفي السياق نفسه، أكد العمدة عمران امبيوه، عضو اللجنة الوطنية للمصالحة المصرية الليبية، أن القيادات الشعبية بمحافظة مطروح تقوم بتحركات على نطاق واسع واتصالات مع عواقل القبائل البدوية بمدينة إجدابيا الليبية، للإفراج عن السائقين المصريين المحتجزين على الطريق الدولي هناك. وأشار إلى أن سبب المشكلة يرجع إلى أن ثوار إجدابيا هم المسؤولين عن تأمين المنشآت النفطية، وتنوي الحكومة الليبية إبعادهم عن هذه المنشآت واستئناف تصدير النفط، وهو ما اعترض عليه ثوار أجدابيا، ورفضوا فتح المنشآت بالقوة ورفضوا تهديدات الحكومة، ولذلك لجأوا لقطع الطريق الدولي. وفي الغربية، كشف جمال عون، شيخ السائقين بكفر الزيات، أن أفراد من الجيش الليبى وموظفين احتجزوا ما بين 300 إلى سائق، بسياراتهم احتجاجا على تأخر صرف رواتبهم. وقال رامي عطية، محامي عن السائقين بكفر الزيات، إنه حرر محضر بقسم شرطة كفر الزيات لإثبات الحالة، موضحا أن السائقين أبلغوا أسرهم بأنهم يلاقون معاملة سيئة في ليبيا.