يمثل الرئيس الباكستاني السابق، برويز مشرف، الجمعة، أمام محكمة خاصة مكلفة محاكمته بتهمة «الخيانة العظمى»، في حدث هو الأول من نوعه في تاريخ هذا البلد بالنسبة إلى قائد سابق للجيش، حسبما أعلن المتحدث باسم «مشرف»، مساء الثلاثاء. وشكلت الحكومة الباكستانية في نوفمبر الماضي محكمة خاصة كلفت بمحاكمة «مشرف»، الذي تولى الحكم بين 1999 و2008 بتهمة «الخيانة العظمى»، التي قد تصل عقوبتها إلى الإعدام لإعلانه حالة الطوارىء، عام 2007. لكن الرئيس السابق لم يمثل أبدًا أمام هذه المحكمة كونه «لا يعترف بشرعيتها»، فيما حاول محاموه في الأسابيع الأخيرة إقناع القضاء بالسماح له بمغادرة باكستان لتلقي العلاج على خلفية تقرير طبي أفاد أنه يعاني مرضًا في القلب. ورفض القضاء هذا الطلب، الجمعة الماضي، وأمر بدفع كفالة قيمتها 2,5 مليون روبية (23 ألفا و500 دولار)، وبمثول الرئيس السابق أمام المحكمة في 7 فبراير تحت طائلة إصدار مذكرة توقيف بحقه. وبذلك، يكون «مشرف» أول قائد للجيش في تاريخ باكستان يمثل أمام محكمة، فيما أوضح المتحدث باسمه أن «الجنرال مشرف كتب على إيصال الكفالة (لا أعترف بسلطة هذه المحكمة الخاصة، لكنني سأمثل أمامها لمصلحة دولة القانون)». وأضاف أن «محامي مشرف يشككون بدورهم في كيفية تشكيل هذه المحكمة واختصاصها وحيادها واستقلالها». وغير قضية الخيانة، يحاكم «مشرف»، الذي يبدو أنه لم يبق له أي سند سياسي في البلاد، في قضايا عدة بينها جريمة قتل منافسته السابقة، بنازير بوتو، وعدد من العمليات العسكرية الدامية.