عام «السيسى»

ليس سهلا على شعب «ثائر» أن ينكسر، أن يتجرع مرارة الهزيمة فى صمت وهو يسقط فى قاع بئر عميقة، لا يتوقع النجاة.. ثم فجأة تنشق الأرض الطيبة ويظهر «المخلص». يضع «الفارس» رأسه على كفه، ينتشل «المحروسة» من قبضة «الخونة»، يؤكد سيادة مصر على أراضيها.. ويحررنا من صمتنا العاجز لترفع جماهير 30 يونيو صورة الفريق أول «عبدالفتاح السيسى»، لأنه رمز عزتها وكرامتها. كل من كتب اسم «السيسى» فى عام 2013 كان يكتب بحبر القلب، وبوعى كامل بأن «الرجل» علامة فارقة فى تاريخ مصر.. ليس لأنه أطاح بنظام خائن إرهابى فحسب، بل لأنه أفشل مخططا إقليميا ودوليا لتفتيت المنطقة العربية. ومن هنا، من قلب مصر تحركت كرة اللهب لتحرق إدارة «أوباما» وتكشف صفقتها الخاسرة مع الإخوان.. واشتعلت الحرائق لتلتهم كتائب الإرهاب: («حماس» «القاعدة» «كتائب القسام»).. وغيرها. تغيرت كل المعادلات والتوازنات الإقليمية والعربية.. وعادت «قطر» لحجمها الطبيعى: (مجرد قناة فضائية «الجزيرة» تبث سمومها وحقدها على مصر). حين ظهر «السيسى» فى مصر..
سقط «أردوجان» فى إسطنبول، فلا مجال لتجار الدين وحماة الفساد والاستبداد فى زمن يتبدل تاريخه بوطنية قواتنا المسلحة، وعلى رأسها قائد استثنائى. يوم 26 يوليو شهد أهم استفتاء على جماهيرية «السيسى»، حين قال للشعب المصرى: «فوضونى لمحاربة الإرهاب»، فأفطروا بمسيحييهم قبل مسلميهم فى الشوارع فى رمضان!. الشعوب لا تنتظر أغلفة المجلات الأمريكية لتحدد أبطالها ورموزها، وقد اختار المصريون رجلا لا يشترى «الزعامة» باغتيال القضاة والسياسيين ورجال الأعمال ليتصدر المشهد.. فالفريق «السيسى» وحده هو من أعاد الروح لرجال الدولة ومفكريها. «الإخوان» نفوا شيخ الأزهر من خريطة الوطن، وناصبوا الأقباط والبابا «تواضروس» العداء، أهدروا دم قادة «جبهة الإنقاذ»، حاصروا القضاء وصادروا حرية الإعلام.. سحلوا الشباب وتحرشوا بالنساء.. باعوا «سيناء» وطرحوا «قناة السويس» فى المزاد.. وإذا بالفريق «السيسى» كمن يمسك بعصا سحرية يعيد رسم صورة الوطن. عادت مصر «بهية»، تزغرد رغم الحداد على شهدائها، تنطلق رغم ضربات الإرهاب الموجعة، رغم مؤامرات «الطابور الخامس» وإخفاقات حكومة «الببلاوى».
لقد وضع المصريون ثقتهم فى الفريق «السيسى» وهم يتعرضون يوميا لإرهاب الإخوان، لكن التفاؤل يوحدهم خلف خارطة الطريق.. خلف «البطل» الذى اختاروه ليقود هذه المرحلة الحرجة. الشعب يريد «السيسى» رئيسا لمصر، ودشن حملة «كمل جميلك»، لكن رئاسة مصر ليست أهم من انحيازه لثورة 30 يونيو.. لقد توج المصريون «السيسى» ملكا على القلوب، وهذا أكثر خلودا من الحكم!