طه إسماعيل: الجولة الأولى للدوري بلا طعم.. وأشبه بالتجارب الودية

«لا تعدو أن تكون تمرينات أو تدريبات، وأقصى ما تصل إليه تجارب ودية» بهذه العبارة بدأ الدكتور طه إسماعيل، الخبير الكورى قراءته الفنية لمباريات الجولة الأولى لبطولة الدورى الممتاز الذى انطلقت فعالياته الأسبوع الماضى بعشر مباريات فى مجموعتيه الأولى والثانية.
مباريات الجولة كلها، افتقدت المتعة الكروية والإثارة لأكثر من سبب، أولها شك اللاعبين والأجهزة الفنية فى أن الدورى سيعود، وعدم تيقنهم من خوضهم أول مباراة رسمية خصوصاً أنهم اعتادوا على المباريات الودية والتدريبات فقط، فانعكس ذلك على أدائهم السلبى الذى افتقدوا فيه الحماس والرغبة فى الفوز، وثانياً إقامة المباريات بدون جمهور، فهذا شأنه شأن «الطعام دون ملح» لكننا نعذر هذا القرار للظروف التى تمر بها البلاد.
المكسب الحقيقى هو عودة النشاط على أرض الواقع، واستئناف المباريات، فضلاً عن استكمال العشر مباريات دون أدنى مشكلة داخل الملعب أو خارجه، والرهان الآن على ارتفاع المستوى واستعادة جميع الفرق لحساسية المباريات وروح المنافسة، خصوصاً أن دورى المجموعتين يلزم الجميع بالتنافس سواء من أجل القمة أو الهروب من القاع.
جميع الفرق خاضت الدورى فى ظروف صعبة جداً لتوقف البطولة 3 مواسم، وغياب المنافسات القوية وفرص الاحتكاك التى تأمل الأجهزة الفنية من خلالها رفع مستوى اللاعبين فنياً وبدنياً، حتى ينعكس بالإيجاب على مستوى التكتيك والسرعات، فيتحول شكل الفريق ككل إلى الأفضل، ومع استمرار المباريات سيحدث تقدم ملحوظ فى مستوى كل لاعب من خلال تراكم خبرات وحساسية المباريات، ومن ثم ستكون المنافسة قوية.
الأهلى هو أفضل فرق الدورى وأجهزهم فنياً وبدنياً بفضل مشاركاته فى بطولة أفريقيا ثم كأس العالم، وهو الوحيد الذى خاض مباريات رسمية حتى موعد انطلاق الدورى، لكن مستواه الفنى لم يظهر فى مباراة الإنتاج، وحسم المباراة لصالحه بالخبرة والروح القتالية والحماس والانتماء، فضلاً عن قوة اسم النادى التى قادت مجموعة من الناشئين والبدلاء لأول فوز، وهذا نتاج طبيعى لأن الناشئين والبدلاء كان لديهم حافز كبير لإثبات وجودهم وإرسال رسالة لجهازهم الفنى بأنهم قادرون على قيادة الفريق وتعويض غياب النجوم وأصحاب الخبرة، وامتاز الأداء الفنى للأهلى بالاتزان والالتزام بخطة محددة قادت الفريق لتحقيق الفوز الأول.
ووضح جلياً تأثير اعتزال أبوتريكة على مستوى الفريق إلى جانب إصابة 6 لاعبين من العناصر الأساسية.
■ ■ الزمالك يأتى فى المرتبة الثانية بعد الأهلى من حيث الجاهزية والاستعداد الجيد للدورى، فبعد خروجه من دورى الأبطال انشغل بمباريات كأس مصر حتى حقق اللقب، وحرص جهازه الفنى على تجهيز اللاعبين فنياً من خلال المباريات الودية «مباراتان كل أسبوع» الأمر الذى فرق كثيراً فى ظهور اللاعبين بمستوى فنى وبدنى عال انعكس على أدائهم الرائع أمام المصرى وفوزهم بهدفين كان يمكن مضاعفتهما لولا تألق أحمد الشناوى، حارس المصرى، وإنقاذ فريقه من هزيمة ثقيلة. ويحسب للأبيض عدم تأثره بغياب شيكابالا وأحمد حسن وحازم إمام وعبدالواحد السيد ومحمد إبراهيم، وهذا له دلالة وهو أن الفرق الكبرى تجيد التعامل مع أى ظروف فنية طارئة.
■ ■ فوز المنيا على حرس الحدود أول مفاجأة للدورى الجديد، ودوافع لاعبى المنيا ورغبتهم فى إثبات وجودهم فى أول مباراة بدورى الأضواء خلق لديهم عزيمة وإصراراً على الفوز بخلاف الحدود الذى اعتمد على التاريخ وأنه حتماً سيفوز بالمباراة لضعف المنافس فسقط فى فخ الهزيمة.
■ ■ الرجاء صاحب المفاجأة الثانية فى الجولة الأولى بتعادله مع الاتحاد السكندرى بكل خبراته، لكن الأمور لا يمكن الحكم عليها من أول مباراة، فلابد من الانتظار 4 أو 5 جولات حتى تتضح الرؤية الفنية لجميع الفرق.
بوجه عام جميع فرق الجولة الأولى متساوية فى المستوى الفنى والأداء باستثناء تليفونات بنى سويف وسموحة اللذين حصلا على راحة إجبارية، فالجميع تأثر بضعف فترة الإعداد، وفقدان الأمل فى عودة الدورى، لذلك فإن جميع النتائج جاءت طبيعية ومتوقعة بدليل أن 4 مباريات انتهت بالتعادل بتروجت وطلائع الجيش ثم إنبى والمقاولون والرجاء والاتحاد السكندرى وأخيراً الداخلية وغزل المحلة التى شهدت إحراز 4 أهداف.