من وقت لآخر أتابع ردود الفعل، حول ما أكتبه.. بعضها عبر البريد الإلكترونى.. وهو الأكثر بطبيعة الأشياء.. وبعضها عبر البريد العادى.. وهو يتراجع.. وبعضها عبر رسائل «إس. إم. إس».. والبعض الآخر عن طريق الاتصالات المباشرة.. وأخيراً ما يجرى من تفاعل على موقع «المصرى اليوم».. وكثيراً ما فكرت فى إتاحة الفرصة للبعض.. وأن أترك لهم المساحة.. باعتبار أننا لا نحتكر الحقيقة، ولا المساحة أيضاً! وفى كل مرة كنت أقرر هذه الفكرة، كان يمنعنى شيئان.. الأول: أن صاحب التعليق، لا يذكر اسمه الحقيقى.. الثانى: أنه لا يهتم بكتابة رأى مكتمل، يعبر عن صاحبه.. فقد يميل إلى الاستسهال.. وأظن أن الظروف قد تغيرت بعد 25 يناير.. وأصبح هناك من يملك فرصة التعبير عن نفسه، بكل جدية، وربما يوقع باسمه الحقيقى، وليس المستعار.. ومنها رسالة القارئ محمد سالم حبيب «الآن لست خائفاً»! وسوف تعرفون كيف كان صادقاً.. وسوف تتأكدون أنه يكتب نفسه فعلاً.. وأن الاسم الذى وقع به رسالته، هو اسمه الحقيقى.. وقد كان ذلك حافزاً لى أن أترك له المساحة.. وهذا نص الرسالة: لا أخفى عليك سراً، كنت أخاف قبل ذلك أن أكتب تعليقات هنا، خشية أن يتم رصدها من قِبَل الأمن، أما أنا الآن فلست خائفاً من أحد.. صدقنى ظللت طوال الإحدى عشرة سنة الماضية أحاول السفر إلى أوروبا، حيث الديمقراطية والحرية! على الرغم من أننى ميسور الحال هنا.. فأنا أعمل مدرساً لعلم النفس والاجتماع، فى المرحلة الثانوية، ولدى سيارة، يعنى ماشى الحال.. ولكن فكرة السفر، ظلت تراودنى طوال هذه السنين، وذلك فقط لأنى لا أستطيع أن أتكلم، وأقول رأيى فى أى شىء.. كنت أُشَبِّه قريتى دائماً بمصر.. فهذه القرية كانت محتلة أيضاً، من قبل أعضاء مجلس الشورى.. وكانت كل الموارد مسخرة لخدمة مصالحهم أولاً! وأضرب لك مثالين فقط.. الأول: استغلال معرفتهم المباشرة بأحد رموز الفساد الحاليين، وعرفوا موضوع قانون المالك والمستأجر.. واشتروا مساحات الأرض الموجودة فى القرية بأسعار بخسة من ملاكها الحقيقيين.. وبعد صدور القانون، قاموا بطرد المزارعين منها، حتى إن أحدهم مات بالسكتة القلبية، لما سمع خبر ضياع أرضه منه.. وهى قصة مشهورة هنا فى قريتنا! الثانى: لهم مساحات واسعة من أراضى البناء، والتى طبعاً أدخلوها الكردون بالعافية، ليرتفع سعرها.. وقاموا بعمل مواسير مياه لها، على حساب المجلس المحلى.. أى تم ردم الترع الخاصة بهذه الأرض، وعملوا مكانها طرقاً، لكى يضمنوا أنهم هيبيعوا من الأمام على طريق، ومن أسفل القطعة، على طريق آخر، لكى يزيد ثمنها.. وهذا بالفعل ما حدث طبقاً للخطة المرسومة! تخيل، أن سعر المتر فى هذه الأراضى تجاوز الألف جنيه.. نعود لموضوعنا الأساسى، وهو أننا هنا فى قريتنا لم نستطع أن نحررها من هؤلاء الطغاة المفسدين فى الأرض، فكيف كنا نحلم أصلاً بمصر حرة؟.. الآن، وبعد هذه الثورة المباركة، أستطيع أن أقول لكم إننى سأحرر قريتى، بعد أن تحررت فعلاً، وسأطارد هؤلاء الفاسدين، حتى نهاية العالم.. أنا وهم والنائب العام! أخيراً.. أرجو من كل مصرى، أن يطارد المفسدين.. وأن نبدأ عهداً جديداً أساسه العدل.. وأتمنى أن أرى مصر مثل الدول الأوروبية، التى كنت أحلم بالسفر إليها.. ملحوظة: كنت بقول إنها بلدهم، واحنا شغالين عندهم.. الآن أقولها بملء فمى: لن أسافر.. وأتمنى من كل مصرى، يستطيع أن يخدم هذا البلد، أن يعود.. مصر الآن أولى بأولادها.. عودوا!