«الأمن» هو النعمة الأهم التى لا تستقيم الحياة دونها، فإذا فقدناها لن نشعر بأى نعمة أخرى، ولن يلتئم الجرح الذى أصاب مصر طوال 48 ساعة، كانت من أصعب الساعات عليها، إلا إذا تم تحقيق سريع فيما حدث، وأعلنت نتائج هذه التحقيقات على الرأى العام كاملة، فهناك من خان وأحرق وحطم ونهب وسرق وأثار الرعب فى قلوب الآمنين، وهناك كثيرون صمدوا ووقفوا فى نفس الخندق مع الشعب -وهم كثيرون- يدافعون عنه وعن مصرنا بكل ما يستطيعون، راهنوا بحياتهم وأعلنوا أن مصر لن تسقط وبقاءها أهم من الجميع، وكما وجب محاكمة الخونة فلابد أن نكافئ مَنْ دافع وصمد. يجب أن ندرك أيضا أن عودة رجل الشرطة إلى الشارع بكامل هيبته ضرورة لحمايتنا جميعا، للحفاظ على أملاكنا وأرواحنا ووطننا.. خسارة رجل الشرطة لهيبته هى خسارة للأمن بكامل صورته، خسارة للنعمة الأكبر فى الحياة، فتخيل أنك تتمتع بصحة وفيرة وثروة ضخمة وحرية مطلقة، لكنك غير آمن، يتمكن الرعب والخوف من قلبك، بالتأكيد لن تشعر بكل هذه النعم دون أمان. علينا جميعا أن نمد أيدينا إلى رجال الشرطة، أن نشعرهم بدورهم الهام وأن نقدم لهم المعلومات والتعاون من أجل عودة الذئاب إلى جحورها وإعادة الأموال المنهوبة، فلم يرتكب هؤلاء المجرمون جرمهم وهم يرتدون «طاقية الاخفا» بل منا من شاهدهم ومن صورهم ومن يعرف تفاصيل أكثر عما عملوه. تعالوا لا نستقبلهم بنظرة الشامتين، فهم الذين كانوا يضمنون لك العودة إلى مسكنك، ولزوجتك وأطفالك التنقل فى أمن وسلام، دون ان يقطع طريقهم مسجل خطر يحمل سلاحا، يهددهم به ويستولى على متعلقاتهم وقد يعبث بأعراضهم، تعالوا نشد على أيديهم ونحاسبهم إذا أخطأ أحدهم، فلم يعد أحد فوق الحساب. أنا لا أنكر أن هناك سلسلة طويلة من الأخطاء التى اقترفها رجل الشرطة فى حق المواطن، هناك من زور وهناك من تربح وارتشى، بعضهم تعرض للحساب والآخر أفلت بجريمته، لكن علينا أن ننظر إلى ما هو أهم، ننظر إلى مصر التى يتربص بها مصاصو الدماء والمخربون، علينا أن نقفز فوق كل ذلك من أجل مصر، علينا أن نتعامل بقلوب أكبر وعقول أنضج ونعيد إلى الشارع النعمة الأكبر، نعمة «الأمن».