حذرت «منظمة العمل الدولية» فى تقريرها السنوى من احتقان الشباب حول العالم بسبب قلة فرص العمل المتوفرة خلال عام 2011، خاصة فى دول العالم الثالث، مؤكدة فى تقريرها السنوى عن «اتجاهات التوظيف»، الصادر الأثنين ، أن الوضع فى دول الشمال الأفريقى ينذر بالخطر، متوقعة حدوث انتعاش ضعيف فى الوظائف خلال العام الجارى بالدول المتقدمة ذات الاقتصادات القوية فقط. يأتى هذا فى الوقت الذى أكد فيه خبراء أن ارتفاع أسعار السلع الأساسية يضاعف من أزمات العمال، فى ظل وجود 40% من المصريين تحت خط الفقر. وأشارت المنظمة فى تقريرها السنوى الصادرالأثنين ، إلى أن التحدى الأكبر الذى يواجه دول العالم الثالث، هو توفير فرص العمل، خاصة مع استمرار ارتفاع مستويات البطالة، فضلا عن الإحباط المتزايد بين الشباب العاطلين، وضعف مستوى العمالة وانتشار الفقر فى المناطق النامية. وأشارت المنظمة إلى أن وضع البطالة فى دول شمال أفريقيا ينذر بالخطر، حيث تجاوزت نسبة البطالة فيها أكثر من 23.6% بين الشباب فى 2010، مؤكدة أن ثلاثة أرباع العاملين فى أفريقيا يعيشون تحت خط الفقر، وأن هناك أربعة أفراد من أصل خمسة يعيشون مع عائلاتهم بأقل من دولارين فى اليوم الواحد. ولفت التقرير السنوى إلى أن زيادة أسعار المواد الغذائية فى جميع أنحاء العالم تمثل تهديدا متزايدا على العمال، خاصة أن الزيادات الحادة فى أسعار المواد الغذائية تكبدهم المزيد من النفقات التى لم يعودوا قادرين على تدبيرها، فى ظل زيادة معدلات التضخم، خاصة فى الدول النامية. وأوضح التقرير أن عدد العمال فى قطاع الصناعة حول العالم انخفض بمقدار 9.5 مليون عامل، خلال الفترة من 2007 إلى 2009، فى حين ارتفع عددهم فى قطاع الزراعة، على الرغم من انخفاض الإنتاجية فى هذ القطاع. وأكد التقرير أن هناك نحو 205 ملايين نسمة حول العالم فى 2010 يعانون البطالة، مؤكداً ضرورة اتخاذ الدول العديد من التدابير، حتى يصل معدل البطالة العالمية من 6.1٪، من إجمالى سكان الكوكب. وأوضح التقرير أن البطالة بين الشباب ارتفعت بعد الأزمة الاقتصادية العاليمة ليصل خلال عام 2010، ما يعادل 12.6 بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عاما. وشدد على ضرورة اتخاذ التدابير التى يمكن أن تساعد على تعزيز فرص العمل المستدامة للشباب، مع تحسين الإنتاج بما يساعد على التخفيف من الآثار السلبية لتدعيم النظام المالى وإعادة التوازن للاقتصاد العالمى. من جانبه، أكد الدكتور أحمد غنيم، أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، أن تقرير منظمة العمل الدولية لا ينطبق فى كثير منه على حالة الوضع فى مصر، مشيرا إلى أن القاهرة تختلف كثيرا عن دول شمال أفريقيا التى حذر التقرير من أنفجار الوضع بها، خاصة أن دول الشمال الأفريقى مرتبطة إلى حد كبير باقتصادات الدول الأوروبية التى تأثرت بالأزمة المالية العالمية بعكس الاقتصاد المصرى. وأشار إلى أن استيعاب القطاع غير الرسمى فى مصر عدداً كبيراً من العاطلين، من شأنه أن يسهم فى التخفيف من حدة البطالة، على الرغم من وجود 40% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر، و20% منهم يعيشون بأقل من دولار وربع. فى المقابل أكد عبدالرحمن خير، نائب رئيس اتحاد عمال حلوان، أن معدلات احتقان الشباب المصرى بسبب البطالة تتزايد يوما بعد الآخر، حتى أصبح الأمر ينذر بكارثة محققة - على حد قوله - مشيرا إلى الدولة لا تتعامل مع هذه الأزمة بالجدية المطلوبة فى ظل تقاعس رجال الأعمال عن القيام بدورهم فى إقامة مشروعات جاذبة للعمالة.