بقلم : محمد أبوليلة نعم هي إجابة بسيطة للغاية فنحن إذا أردنا أن نستعيد بعض من حقوقنا وكرامتنا المهدرة علينا أن ننظر بعين الإعتبار للإنتفاضة التونسية التي إستيقظ فيها الشعب التونسي الشقيق بعدما عاش سنوات من القهر والمهانة تحت نظام بوليسي قمعي لا يحمي سوي مصالح الطبقة المنتفعة التي نهبت ثروات البلاد وأدت إلي تدهور أحواله الٌإقتصادية والإجتماعية وتفشي علي إثرها مرض البطالة (زي عندنا كده بالظبط ) . لم يكن الشاب التونسي محمد بوعزيزي يعلم أنه سيصبح رمزا للإنتفاضة والثورة حينما أحرق نفسه إحتجاجا علي ما يتعرض له من ظلم وقسوة النظام فهو شاب حاله كحال معظم الشباب التونسي بل والمصري أيضا الذين تخرجو من جامعاتهم ولم يجدو سوي مستقبل مظلم ليس له ملامح يتفشي فيه مرض البطالة المعدي ,بوعزيزي أشعل النار في نفسه إحتجاجا على تعرّضه للصفع والبصق على وجهه من قبل شرطية (امرأة) تشاجر معها بعد أن منعته من بيع الخضار والفاكهة (دون ترخيص) من البلدية ولرفض الولاية قبوله لتقديم شكوى ضد الشرطية ,إعتقد بوعزيزي أنه حينما يشعل النار في نفسه سينقذه أحد المارة أو رجال الشرطة وبعدها تحل كل مشاكله ولكن لم يهتم به أحد وتمكنت منه النار إلي أن لقي حتفه ليصبح بعدها حديث العالم وسبب رئيسي في الإحتجاجات التي تشهدها الأن معظم المدن التونسية والتي مازال يدفع ثمنها عشرات الضحايا فقد عبرت عن غضب شعبي عارم تجاه هذا النظام التونسي .. حالنا هنا لا يختلف كثيرا عن تونس فقد أصبحنا دولة بوليسية تدار بنظام أمني قمعي لا يعترف بحرية الرأي والتعبير ولا يعجبه قول الحق نظام لا يعرف سوي تعذيب الأبرياء وتلفيق كافة أشكال التهم لهم لكي يظهر أمام الرأي العام أنه يسيطر علي أمن البلاد ويحميها من المتطرفين ولكنه في حقيقة الأمر أصيب بحالة شديدة من التخطب وتفشت رائحته فمنذ حادث كنسية القديسين والتي لم ينتهي أصلا من معرفة أسبابها وكل أسبوع جريمة جديدة تثبت فشله وتدينه أمام الرأي العام فمقتل سيد بلال بعد تعذيبه من رجال الشرطة ليس ببعيد ,فلماذا قتل وهو أصلا لم يكن مشتبه فيه ؟ وكيف يشتبه فيه أصلا وقد حدثنا وزير الداخلية عن أن مرتكبو حادث كنيسة القديسين أجانب ؟إذن هناك أيضا تخبط في تصريحات المسؤلين ,ولكن هناك شماعة زائفة دائما يعلقون عليها فشلهم إنها الطب الشرعي فكلما يحدث حالة تعذيب يقر الطب الشرعي أنها وفاة طبيعية فسيد بلال مات إثر هبوط حاد في الدورة الدموية وخالد سعيد إبتلع لفافة بانجو وأمين الشرطة الذي قتل قبطي وأصاب خمسة في قطار سمالوط مختل عقليا ,لقد وصل الأمن لمرحلة شديدة من التعنت . سيد بلال إتعذب ومات وإندفن كمان تحت التهديد الأمني كل ده علشان بيصلي لا أعرف لماذا أصبح الشعب المصري هو العدو الأول لرجال الأمن؟ يمكن لأننا شعب طيب أتعودنا نقول حاضر ونعم ,ده المفروض لما نبقي مطيعين بالشكل ده نتعامل بكل إحترام ,يبدو أن نظرية العدل وإحترام النفس البشرية لم تصل بعد إلي بعض رجال الأمن . ماذا تنتظرون من هذا الشعب أن يفعل بعدما رأي وسمع كل هذه المهاترات والأكاذيب ؟ أين حمرة الخجل التي تجعلكم تعترفون ولو بجزء بسيط من أخطائكم ؟لماذا لم تضعو حد لهذه المهزلة الأمنية ؟ هل تنتظرونها ثورة لكي تتراجعو عن بطشكم ؟ للأسف إذا لم يوضع حد لهذا التعنت سنذهب إلي نفق مظلم ولن تستطيعو أن تسيطرو علي غضب هذا الشعب الذي عاني من ويلات القهر والظلم ..