أكثر من 200 مكان للعبادة الدينية والإثنية والعرقية داخل حى بفلاشينج أو Flushing بمنطقة كوينز بQueens فى مدينة نيويورك، يتردد عليها معتنقو الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية والهندوسية والبوذية والطاوية، للتجول بين ديانات العالم المختلفة. لا يسعك سوى السير مسافة قصيرة فى هذا الحى لتشاهد 151 كنيسة و30 معبداً بوذياً و7 معابد هندوكية و6 هياكل يهودية و4 مساجد ومعبدين للسيخ وهيكلين للطاويين، فالحى يقع على بعد 16 كيلومتراً شرق منهاتن ويضم أكثر من 200 مكان لممارسة الشعائر الدينية فى مساحة لا تتعدى 6.5 كيلومتر مربع. ويعود الفضل فى هذه التعددية إلى عريضة احتجاج فلاشينج، التى قدمها سكان فلاشينج فى عام 1657 وطلبوا فيها من حاكم مستعمرة نيويورك الهولندى (التى كانت آنذاك مستعمرة نيو أمستردام الهولندية) دعم البنود الخاصة بالحرية الدينية فى تأسيس المدينة، وتعتبر هذه الوثيقة أقدم إصرار سياسى على حرية الضمير والدين فى نيويورك. وهناك أماكن أخرى فى الولاياتالمتحدة أصبحت التعددية أمراً مألوفاً فيها بينها سيلفر سبرينج، بولاية ماريلاند، وفريمونت، بولاية كاليفورنيا، وروجرز بارك، بولاية إلينوى، وتقع كل هذه المناطق، مثلها فى ذلك مثل فلاشينج، قرب مراكز حضرية. وقال مساعد أستاذ التاريخ الزائر فى جامعة بنغهامتون التابعة لولاية نيويورك، سكوت هانسون، إنه رغم قدرة حى فلاشينج على احتضان هذه الفئات الكثيرة المختلفة من الناس، فإن تعلم التعايش معاً احتاج إلى بعض الوقت لأن البشر بطبيعتهم يعتادون على التعددية بمرور الوقت. وأضاف «إن فترة السبعينيات كانت فترة التكيف المؤلم، وامتد ذلك إلى عقدى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى عندما ازدادت التعددية كثيراً»، مشيراً إلى وجود تاريخ طويل من عدم وجود أى نزاع حول الأديان فى ذلك الحى. وأوضح أن التعددية موجودة بدون معارك أو إراقة للدماء، مؤكداً عدم وجود أى نزاعات بسبب الدين فى الماضى، مما يفسح المجال أمام ظهور روح من التعايش كل حسب طريقته أو بالعيش وترك الآخرين يعيشون كما يشاؤون. وأوضح هانسون أنه رغم اتسام الحى بهذا القدر الكبير من التعددية، فإن التواصل بين المجموعات المختلفة لا يزال سطحياً أحياناً، مضيفاً أن سكان المدينة حريصون على خصوصيتهم، ويمارسون شعائر دينهم قرب بعضهم البعض، دون وجود تفاعل دائم بينهم. وتوقع هانسون استمرار حى فلاشينج فى الازدهار كمركز للتعددية الدينية، وقال أشعر بتفاؤل بشأن المستقبل.
