أعادة التسلح الأخلاقى هو الكفيل بإعادة التوازن فى منظومة القيم المقلوبة داخل المجتمع المصرى حيث أنه من الملاحظ أن الناس فى مصر غابت أخلاقهم و أصبحوا يتعاملون مع بعضهم البعض بهمجية و سوقية لان قيم السوق هى التى أصبحت القيم الاساسية التى يتعامل الناس بها فكل شئ أصبح للبيع و الشراء حتى البشر و أصبحنا نسمع عن ظاهرة الاتجار بالبشر فى مصر وكأننا عدنا الى زمان سوق الرقيق و العبيد مرة أخرى و لكن بصورة أخرى من خلال أستغلال فقر الناس و حاجتهم فعندما يقوم أب ببيع أبنه بالمال لصالح أجانب و يبيعه كأنه مثل الكرسى الذى يوجد فى البيت فأن هذا الاب أصبح لا يوجد لديه قاعدة اخلاقية و أنقلبت لديه منظومة القيم لان الفقر مهما كان لا يكون مبررا لبيع أبنائه حتى لو مات جوعا ولكن اصبحت العملية عملية تجارية صرفة فهذا الاب لديه فائض من الابناء و الاجنبى لديه فائض من الاموال فيحدث التبادل بين الاثنين فيعطى الاجنبى الاموال للاب ويأخذ منه أعز ما يملكه الانسان الذى لا يقدر بمال ألا وهو أبنه ليسافر به إلى الخارج و لا نعلم هل سيربيه حقا أم سوف يستخدمه فى الابحاث الطبية مثله مثل فئران التجارب ؟ و أيضا الأب الذى يزوج أبنته لرجل أعمال خليجى وهى فى سن صغيرة دون أخذ رأيها فى مقابل حفنة من الأموال ثم بعد فترة يطلقها عندما يمل منها الزوج والزواج فى تلك الحالة مدته قصيرة للغاية يمكن ألا تتعدى شهر أو شهرين وهو أيضا يدعو الانسان العاقل للتأمل أن منظومة القيم فى المجتمع تتجه نحو الانحدار نتيجة تلك النماذج السيئة التى ظهرت وأصبحت تتاجر بلحمها و عرضها دون أن يكون لها الحد الادنى من الشرف و الاخلاق بالأضافة الى قيم السوق فأن قيم الندالة و الخسة أصبحت حالة عامة تنذر بأنعدام الأخلاق فتجد أبناء لا يتحملون آبائهم فى شيبتهم و يتركوهم فى دور المسنين دون السؤال عنهم ألا من خلال التليفون على فترات زمنية متباعدة و لا يعلم هؤلاء الابناء بأن الايام دول سوف يؤول حالهم الى ما صار إليه آبائهم ولسوف يفعل أبنائهم بهم مثلما فعلوا مع آبائهم ثم تجد فى التعاملات قيم الخداع و الغش أنتشرت فيما يعرف بمفهوم الضحك على الدقون و كلما أتقنت فن الخداع كلما حصلت على مكاسب أعلى داخل المجتمع و يمكن أن يصل بك الحال للمناصب القيادية لان لديك مهارات النفاق والتزلف الاجتماعى و القدرة العالية على مدح فساد المسئولين و تزيين الباطل للناس على أنه حق وتلبسه ثوب التقوى مما يعرض البشر لخداع فى منتهى الخطورة عندما يكون المسئول فى موقع القيادة يتصف بتلك الصفات لانه يحقق أغراضه الدنيئة فى ثوب المصلحة العامة ثم حذرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من ضياع الامانة لانه أحد علامات الساعة الخطيرة عندما يسند الأمر إلى غير أهله فيكون أختيار المسئولين ليس على أساس الكفاءة وهى القيمة الحقيقة التى يبنى عليها الأختيار السليم للمعاونين فى منظومة الحكم ولكن الاختيار يتم بناءً على الولاء للحاكم و مدى خضوع هؤلاء المعاونين لخدمة آراء السلطان أو الحاكم بأمره بغض النظر عن أن هذه الآراء تخدم المصلحة العامة أم أنها تخدم مصالح السلطان الخاصة فالدرع الواقى للمجتمع ان يعاد توطين القاعدة الاخلاقية التى يبنى عليها منظومة القيم التى توجهنا و تفرز لنا مجتمعا متماسكا لا يخرج منهم جواسيس تعمل بقيم السوق و العرض و الطلب وتبيع تراب الوطن وأمنه بأرخص الاثمان ويجب أن يشعر المواطن أيضا بقيمة رد الجميل المفقودة مثلما حدث مع أحمد الهوان الشهير بجمعة الشوان فقد عمل جسوسا على أسرائيل لصالح مصر وعلى الرغم من ذلك تنكرت له الدولة عند حاجته للعلاج وتعيين أبنائه ولكن أستطاعت وزارة الدفاع أن تتدارك الموقف و أمرت بعلاجه على نفقتها الخاصة ولكننا لابد أن نشعر بأن من يقدم خدمة للوطن الغالى فأنه عند أحتياجه لوطنه لن يتنكر له الوطن ويرد له الجميل و كما قلت أن منظومة القيم لابد من اعادة النظر فيها مرة أخرى ونحاول أن نسلح أنفسنا بالاخلاق التى تحمينا و تحمى أبنائنا من التيارات الفكرية الغير متوازنة التى تقلب منظومة المبادئ الراسخة لدينا و تغير من مساراها فى أتجاه ينذر بفقدان المجتمع لبوصلته الحقيقية التى عاش عليها قرون طويلة فأستعادة القيم الاخلاقية التى نفقدها فى عالم اليوم تجتاج الى تضافر الجهود من كافة المؤسسات لبناء الدرع الاخلاقى الواقى لانه السلاح الذى يحمينا من الاعداء التى تحاول أختراق النسيج الوطنى لتمزيقه وتحقيق أهدافها الخاصة فعندما تجد قوى الشر هذا الدرع القوى من الاخلاق ترتد على أدبارها خائبة خالية الوفاض لم تكسب مغنما و لم تحقق تقدما