الشرطة التونسية تفرق ب«القوة» وقفات احتجاجية لمحامين يتضامنون مع مواطني «سيدي بوزيد»

تعرض محامون تونسيون لإعتداءات من قبل رجال الأمن، في تونس العاصمة وفي مدن أخرى خلال وقفة احتجاجية، تضامناً مع أهالي منطقة سيدي بوزيد، التي تشهد منذ أيام احتجاجات عنيفة وغير مسبوقة، على خلفية ما وصفه المحتجون ب«تردي الظروف المعيشية وتفشي البطالة والفساد».
وقال مجلس الهيئة الوطنية للمحامين في تونس، في بيان، الجمعة، «إن عدداً من المحامين تعرضوا إلى الضرب والاهانة والملاحقة»، لا سيما في تونس العاصمة وقرمبالية وسوسة والمنستير والمهدية وقفصة وجندوبة.
كان المحامون يعتزمون القيام بوقفة احتجاجية ووضع الشارة الحمراء في كل محاكم البلاد، وذلك تضامناً مع حركة الاحتجاج الاجتماعي في سيدي بوزيد وسط غرب العاصمة.
وأشار البيان إلى أن «المحامين تعرضوا إلى تمزيق ثيابهم كما انتزعت الشارات الحمراء من صدور محامين ومحاميات» من طرف رجال الأمن الذين تواجدوا بكثافة حول المحاكم.
كما تم اخراج محامية عنوة من قاعة الجلسة في إحدى المحاكم في تونس واحتجازها لفترة داخل سيارة شرطة، في حين أصيب محام آخر في مدينة المهدية، بكسر في الأنف وأصيب آخر بضرر بالغ في العين في قرمبالية، كما أوضح البيان.
واستنكر البيان «الاعتداء على المحامين العزل ومنعهم عنوة وباستعمال العنف الشديد والحجز، من التعبير عن رأيهم بشكل سلمي»، فيما أعرب المحامون عن «تمسكهم بحقهم في الاحتجاج السلمي»، معتبرين أن ما حدث «تصعيد خطير الغرض منه لجم أفواه المحامين»، مؤكدين إصرارهم على «الدفاع عن حرية التعبير وحق أهالي سيدي بوزيد وبقية المناطق المحرومة في الشغل والكرامة».
وذكرت الهيئة أن المحامين دعوا مجلس الهيئة الوطنية للمحامين، إلى الانعقاد بشكل عاجل لاتخاذ الإجراءات اللازمة وتحديد أشكال الرد على ما حدث، وأكدوا «ضرورة تدوين كل الإعتداءات وتوثيقها في تقرير مفصل وإعلان الإضراب عن العمل للمدة والتاريخ الذي يقرره المجلس».
يأتي ذلك في الوقت الذي قال 6 صحفيين تونسيين فيه، إنهم توجهوا إلى مقر وزارة الداخلية التونسية للاحتجاج على «التجاوزات الحاصلة ضد الممارسة الحرة للعمل الصحفي»، موضحين أنهم لم يتمكنوا من مقابلة الوزير الذي كان «غائباً»، وأنه طُلب منهم إرسال الشكوى عبر البريد، غير أن مصدراً رسمياَ نفى حدوث هذه الزيارة، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.
جاء ذلك فيما شيع الآلاف من أهالي مدينة منزل بوزيان التابعة لمحافظة سيدي بوزيد، الجمعة، جنازة رجل توفي فجراً متأثراً بجراحه التي أصيب بها يوم 24 ديسمبر عندما فتحت الشرطة النارعلى متظاهرين هاجموا مركز الحرس الوطني في المدينة ضمن الاحتجاجات على البطالة.