فازت الأعمال الفنية المصرية بأهم وأغلب الجوائز فى مهرجان القاهرة الدولى للسينما، وفى مهرجان القاهرة العربى للتليفزيون، وفى بينالى القاهرة الدولى للفنون التشكيلية، وذلك خلال هذا الشهر، وكان الاستثناء الوحيد فوز الكاتب الروائى الليبى، إبراهيم الكونى، بجائزة ملتقى الرواية العربية، وهو من أعظم كتاب الرواية فى العالم. وبغض النظر عن مدى استحقاق من يفوزون من مبدعى البلد، الذى يستضيف أى مسابقة فى أى من مجالات الفنون والآداب، فى مصر، أو فى أى بلد من بلاد العالم، فإن فوز عمل من البلد المضيف للمهرجان، دائماً ما يثير التساؤل حول مدى مجاملة أعضاء لجان التحكيم لهذا البلد، مما يقلل من قيمة الجوائز، فضلاً عن أن الجوائز ليست المقياس الوحيد للتقدير كما أصبح شائعاً بين الناس. كل الأعمال الفنية فى مسابقة كبرى هى المسابقة مع الزمن، فمرور الزمن هو الذى يحدد الأعمال التى تبقى ويظل تأثيرها قائماً، والأعمال التى تنسى، أو يكون تأثيرها محدوداً: لم يفز شكسبير بجائزة نوبل ولا سوفوكل، ولم يفز مايكل أنجلو بجائزة بينالى فينسيا للفنون التشكيلية، ولا باخ بجائزة بينالى الموسيقى، لم تكن فى عصورهم جوائز، ولكن بقيت أعمالهم. من ناحية ثانية، فقد ثبت أن جوائز المسابقات الدولية تصبح أكثر مصداقية عندما لا تفوز بها الأعمال التى تنتمى إلى البلدان المضيفة لهذه المسابقات، ومن الأدلة الواضحة على ذلك جائزة السعفة الذهبية فى مهرجان «كان» السينمائى الدولى، الذى يقام فى فرنسا، والتى تعادل نوبل فى الأدب، فلم تفز بها الأفلام الفرنسية عبر أكثر من ستة عقود من تاريخ المهرجان غير مرات قليلة لا تزيد على عدد أصابع اليد الواحدة، وربما يقول البعض إن الأوسكار فى السينما هو ما يعادل نوبل فى الأدب، ولكن هذا غير صحيح، لأن المسابقة المعروفة باسم «الأوسكار» ليست دولية، وإنما تتضمن جائزة دولية واحدة. ومن ناحية ثالثة، فإن فوز فيلم فرنسى فى مهرجان «فينسيا» مثلاً، أو فوز فيلم مصرى فى مهرجان «قرطاج» فى تونس، يكون فوزاً دولياً بحق، وبعيداً تماماً عن شبهة المجاملة.. فلماذا لا تعرض أعمال البلد المضيف خارج المسابقات فى كل بلاد العالم، ولماذا لا تكون البداية فى مصر. [email protected]