كرة 2010: مزيج من الانكسارات والانتصارات والابتسامات والدموع

منذ اليوم الأول فى عام 2010 لم يخل عالم كرة القدم من الانتصارات والانكسارات والابتسامات والدموع، وكذلك الفضائح، لتسير كل هذه الأمور جنبًا إلى جنب مع المنافسة فى عالم الساحرة المستديرة.
وانتظر كثيرون عام 2010 من أجل متابعة الإثارة التى تفرزها بطولات كأس العالم دائمًا، ولكن هذه الإثارة لم تخل من الذكريات السيئة والأخطاء المخزية التى كادت تفسد البطولة، بل إن هذه الأخطاء ألقت بظلالها بالفعل على البطولة. ولم يكد عام 2010 يدخل أيامه الأولى حتى عرفت الساحرة المستديرة أول مآسيها هذا العام، حيث تعرض المنتخب التوجولى لاعتداء آثم بعد هجوم مسلح على حافلة الفريق، بعد دخولها الحدود الأنجولية، حيث كان الفريق فى طريقه للمشاركة فى بطولة كأس الأمم الأفريقية 2010 بأنجولا.
ولم يختتم العام إلا بعد اكتشاف فضيحة جديدة تمس أعضاء اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا)، حيث أشارت ادعاءات صحفية إلى تورط اثنين من أعضاء اللجنة فى الفساد، بعرض صوتيهما للبيع فى عملية التصويت على استضافة بطولتى كأس العالم 2018 و2022. ورغم إيقاف العضوين، لم يسلم اختيار اللجنة التنفيذية، وقرارها بشأن استضافة البطولتين فى روسيا وقطر من الانتقادات والاتهامات لأعضاء اللجنة، ومسؤولى فيفا. وما بين الاعتداء على المنتخب التوجولى، وفضيحة اللجنة التنفيذية فيفا، والانتقادات التى تعرضت لها الفيفا خلال شهر ديسمبر الحالى، كانت هناك العديد من الأحداث المثيرة. وكانت كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا على رأس هذه الأحداث المثيرة، حيث ردت جنوب أفريقيا على كل المخاوف والشكوك التى حاصرتها قبل بداية البطولة، ونظمت بطولة ناجحة للغاية بعيدًا عن مشاكل الجريمة. ورغم ذلك، شهدت البطولة بعض الأحداث المؤسفة، لعب فيها الحكام الدور الأكبر، بسبب الأخطاء الفادحة، كما كان للكرة الجديدة «جابولانى» التى استخدمت فى البطولة دور بارز أيضًا فى هذه الأمور. ويكفى أن المبارة النهائية التى حسمها المنتخب الإسبانى لصالحه بهدف يتيم فى شباك نظيره الهولندى شهدت إشهار 14 بطاقة صفراء وطرد المدافع الهولندى جونى هيتينجا بعد موجة من الخشونة من قبل الهولنديين فى مواجهة الأداء الراقى للماتادور الإسبانى. وفى الوقت الذى انتظر متابعو البطولة العديد من الأهداف، والمتعة عن طريق أبرز نجوم البطولة، كانت الكرة جابولانى هى النجم الأول فى معظم مباريات البطولة، حيث لعبت الكرة دورًا كبيرًا فى عدد كبير من الأهداف التى شهدتها البطولة، رغم عدم غزارة هذه الأهداف.
ووجهت جابولانى اللطمة تلو الأخرى، إلى حراس المرمى فى مختلف منتخبات البطولة، وكان أبرزهم حارس المرمى الإنجليزى، روبرت جرين، الذى تلقى صفعة قوية من جابولانى أهدر بها تقدم فريقه على المنتخب الأمريكى فى الدور الأول للبطولة. ولا يختلف اثنان على أن الحكام كانوا قضية مثيرة للجدل فى مونديال 2010 خاصة بعد الأخطاء التى شهدتها مباراتا إنجلترا أمام ألمانيا، والأرجنتين أمام المكسيك فى الدور الثانى «دور الستة عشر»، علمًا بأن المباراتين أقيمتا فى يوم واحد. ودفعت هذه الأخطاء السويسرى، جوزيف بلاتر، إلى الاعتذار لمنتخبى المكسيك وإنجلتراوغيرهما من المنتخبات لتهدئة ثورة الغضب التى سيطرت عليهم. كما شهدت البطولة فوز المنتخب الإسبانى باللقب للمرة الأولى، ولكنها شهدت أيضًا سقوط المنتخب الهولندى للمرة الثالثة فى نهائى المونديال بعد عامى 1974 و1978. كما كانت النتائج الهزيلة والسقوط المدوى للمنتخب الإيطالى من بين الأمور المثيرة للجدل، التى ألقت بظلالها السلبية على مستوى البطولة بشكل عام.
وينطبق ذلك أيضًا على المنتخب الفرنسى بعد الأزمة التى تفجرت بين مديره الفنى، ريمون دومينيك، ولاعبى الفريق، الذين أعلنوا التمرد والعصيان على المدرب، ورفضوا المشاركة فى التدريبات، ثم خرجوا بعدها صفر اليدين من الدور الأول للبطولة دون أن يحققوا أى فوز فى مبارياتهم الثلاث بالدور الأول للبطولة.
وعلى الرغم من النجاح الكبير الذى حققه المنتخب الغانى «النجوم السوداء» فى البطولة ببلوغ دور الثمانية، ليصبح ثالث منتخب من القارة السمراء يحقق ذلك الإنجاز بعد الكاميرون فى مونديال 1990، والسنغال فى مونديال 2002، لم يصادف باقى فرسان أفريقيا أى نجاح فى هذه البطولة التى استضافتها القارة السمراء للمرة الأولى فى التاريخ.
وخرجت منتخبات الجزائر، ونيجيريا، وكوت ديفوار، والكاميرون، وجنوب أفريقيا من الدور الأول. وأصبح المنتخب الجنوب أفريقى هو أول منتخب دولة مضيفة يخرج من الدور الأول فى بطولات كأس العالم.
وبعيدًا عن المونديال، كان إنترميلان هو فرس الرهان الرابح على مستوى أندية كرة القدم فى عام 2010 حيث أحرز ثلاثيته التاريخية فى الموسم الماضى بفوزه بألقاب دورى وكأس إيطاليا ودورى أبطال أوروبا، ثم فاز فى بداية هذا الموسم بكأس السوبر الإيطالى قبل أن يختتم العام بإحراز لقب كأس العالم للأندية.