أريد أن أهمس فى أذن الشعب كفانا صمتا و أريد أن أهمس فى أذن كل مسئول كفانا ظلما الشعب يعيش تحت و طأة الفقر والحرمان من الخدمات الأساسية وقرارات المسئولين بعيدة كل البعد عن الشعب بل على العكس من ذلك نجدها تخدم مصلحة المستثمرين الكبار سواء كانوا مصريين أو عرب فتجد الدولة تخصص ملايين الأفدنة برخص التراب لصالح رجال أعمال كبار وعندما يريد شاب فى مقتبل العمر أن يحصل على قطعة أرض ليزرعها فتوضع أمامه الكثير من العراقيل و العواقب التى لا تمكنه من أن يحصل عليها فيتبدد حلمه لتعسف السلطة التى تكيل بمكيالين و إزدواجية المعايير و نجد ناس غلابة إستقروا فى مساكنهم فى نزلة السمان فيطلب وزير الثقافة نقلهم إلى أول طريق مصر اسكندرية الصحراوى لأنهم مثل التحف و المنقولات الأثرية التى لابد أن يشاهدها السائح الأجنبى عند زيارته للمتحف الكبير فيجب أن يسكنوا إلى جواره لأنهم إحدى عجائب الدنيا الحديثة هل القرارات فى مصر قبل أن تتخذ تدرس جيدا أم أن أحلام سيادة الوزير أوامر ؟ هل تم أخذ رأى أهالى نزلة السمان فى عملية نقلهم أم أننا كما تعودنا أن القرار يتخذ بعيدا عن رضا الشعب أو سخطه ؟ هل لو لم يستجيب أهالى نزلة السمان لعملية النقل ستذعن الحكومة لرغبة الشعب أم أننا سوف نشاهد التدخل الأمنى لجبرهم قسرا على عملية النقل ؟ طبعا نحن نعلم جيدا إجابات الاسئلة مسبقا لأن الشعب فى مصر لا إرادة له عند المسئولين فهو آخر من يعلم لأن الشعب ما زال قاصرا لا يعلم أين مصلحته و المسئولين فقط هم الذين يعلمون وهم الذين أوصلونا الى هذا المستوى المتدنى فى التعليم و الخدمات الصحية وإلى رغيف عيش لا يطيق الواحد منا أكله ووصلنا بهم إلى أزمة البوتاجاز والبنزين وإلى ضيق العيش والحال وقلة الحيلة لدى المواطن و إنتعش وإزدهر رجال الأعمال وزادت ثرواتهم على حساب حقوق العمال الغلابة و الفقراء لأننا فى حكومة رجال الأعمال التى تهدف إلى الربح و تحقيق المصالح الخاصة على حساب المصالح العامة للغالبية العظمى من المواطنين وتعمل على تكريس أهدافها من خلال تشريع قوانين تخدم مصلحة رجال الأعمال الكبار بغض النظر عن المطحنة التى يعيش فيها المواطن الفقير من جراء تلك القوانين و التشريعات الظالمة ضاعت مكتسبات الشعب فى ظل تلك الحكومات الجائرة التى تزيد من وطأة الحياة وأعبائها عليهم الناس فى مصر أصبحوا يكلمون أنفسهم كالمجانين من كثرة الأعباء و الحياة الخشنة و المجدبة التى يعيشونها كل يوم وينتظرون كل يوم قوانين تعكر عليهم صفو حياتهم من وراء تلك الحكومة التى تدير عملها بطريقة عمل القطاع الخاص و تعطى ظهرها إلى المواطن والبعد الإجتماعى الذى فقده المواطن مع تلك الحكومة فالحكومة تسعى إلى إلغاء الدعم الذى يحمى الكثير من الناس من الإرتفاع الموحش للأسعار وستدخل الفكر الإستثمارى فى المستشفيات الحكومية و يفتقد المواطن إلى العدالة ويشعر بغيبها لأنه لا يستطيع أن يحصل على أدنى حقوقه من عمل ملائم لأن البطالة أصبحت وحش قابع فى منزل كل أسرة ولو إستطاع أن يحصل على عمل فالأجور زهيدة لا ترتقى ولا تلائم مستوى المعيشة و غلاء الأسعار وفى كل أسرة تجد شاب عازب يأكل منه الدهر زهرة شبابه ولا يستطيع أن يوفر مقومات الحياة الأساسية لكى يكون أسرة ويتزوج و تجد أيضا آنسة فى سن الأربعين لم يسبق لها الزواج وتبحث عن فرصة عمرها الأولى و لا تجدها لو فى دولة أخرى يوجد بها مشكلة واحدة من تلك المشاكل لتقدمت الحكومة بأكملها بالإستقالة ولتنحى الحاكم بشرف عن الحكم لعدم قدرته على حل تلك المشاكل وكان الشعب فى تلك الدولة لقدر الحكومة والحاكم لإعترافهم بعجزهم عن حل تلك المشاكل تلك هى همسات الصمت التى نعبر بها عن مدى تقدرينا للشعب المصرى الجلد الصبور المتحمل للظلم و القمع المتواصل عليه منذ قديم الأزل و لكن نهمس إليه التغيير لا يأتى بالصمت ولكن بقول الحق والصبر عليه لأن الصمت يفهم فى بعض الأحيان على أنه ضعفا أو سلبية نقولها بصوت عالى لا نريد حكومة تخدم مصالح رجال الأعمال ولا حاكما يظل قابعا على كرسى الحكم حتى الموت نريد العدل أن يتحقق على الأرض لأنها إرادة الله تحقيق العدل ورفع الظلم عن عباده لأن الظلم حرمه على نفسه فلا تظالموا ولأن الظلم ظلمات يوم القيامة وأن غدا لناظره قريب يوم يقف الشعب يوم القيامة ؟أمام الله ليطلب حقه ممن ظلمه.