أصيب العديد من أولياء الأمور وطلاب المدارس فى المحافظة بحالة من الذعر فور الإعلان عن وفاة أول حالة بين تلاميذ المدارس هذا العام بمرض أنفلونزا الخنازير، وأبدى الآباء تخوفهم مفضلين أن يتلقى أبناؤهم دروسهم فى المنازل بدلا من الذهاب الى المدارس التى تعانى من قلة الإمكانيات اللازمة لمواجهة احتمالات انتشار العدوى، منتقدين تكدس الفصول. قالت سعاد حسن، والدة تلميذ بالصف الخامس الابتدائى: «رغم انتظام ابنها فى الذهاب إلى المدرسة يوميا، فإنها مرعوبة لعدم توافر الاستعدادات والاهتمام الكافى بصحة التلاميذ داخل المدرسة، أسوة بالعام الماضى، فغالبية دورات المياه تفتقد النظافة، فيما اختفت المطهرات فضلا عن تكدس الطلاب داخل الفصول، التى تنعدم فيها التهوية، الأمر الذى يهدد بسرعة انتشار المرض». وقال محمد عادل، ولى أمر أحد التلاميذ، إنه انتابته حالة من الرعب والفزع، بعد الإعلان عن وفاة تلميذ ب«الأنفلونزا»، وقرر عدم ذهاب ابنه إلى الحضانة، وأنه يفكر جديا فى عدم السماح لشقيقه الأكبر بالذهاب إلى المدرسة الفترة المقبلة، قائلا: «فدى ابنى السنة خليه فى البيت أحسن وأضمن». وانتقد محمد كمال، ولى أمر أحد الطلاب بفصل الطالب المتوفى، ما وصفه بتعمد مديرية التربية والتعليم «التعتيم» حول عدد الحالات المصابة بالمرض فى مدرسة سموحة التجريبية، مطالبا بإغلاقها بعد فقدان الثقة فى تصريحات المسؤولين بعدم وجود خطورة على باقى التلاميذ، مشيراً إلى أن العام الماضى كان الاهتمام فيه أكثر بمكافحة المرض. وقلل عادل الكردى، ولى أمر تلميذ فى الصف الأول الثانوى، من خطورة المرض، الذى يمكن التغلب عليه ب«سهولة» مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة، والالتزام بتعليمات الصحة العامة والنظافة الشخصية. من جانبه أكد محمود أبوعميرة، وكيل وزارة التربية والتعليم فى المحافظة، اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة فى مثل هذه الحالات، إلى جانب إجراء الكشف ومتابعة الحالة الصحية لتلاميذ الفصل الدراسى الذى ظهرت به الإصابة، تحسبا لظهور أعراض مرضية عليهم. وقال إنه تقرر رفع حالة الرصد الوبائى بين تلاميذ الفصل، الذى ظهرت به حالات الإصابة، واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة نحو باقى تلاميذ مدرسة سموحة التجريبية، التى شهدت وفاة تلميذ بالمرض، الأسبوع الماضى، مؤكدا اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية لمواجهة الأمراض المعدية خصوصاً «الأنفلونزا»، مشيرا إلى أن الاستعدادات والخطة التى وضعتها الصحة والتربية والتعليم لمواجهة أنفلونزا الخنازير ما زالت مستمرة. وأضاف أنه قام بجولات تفقدية بالتنسيق مع اللجان المعنية لمتابعة استعدادات المدارس من حيث نظافة دورات المياه، وتوفير المطهرات وأدوات التعقيم ونظافة الأسطح، والتأكد من وجود غرفة وتجهيزها وتعقيمها، تمهيدا لاستقبال أى حالة مرضية واتخاذ الإجراءات الصحية. وشدد «أبوعميرة» على مراجعة نسب غياب الطلاب بمختلف المراحل التعليمية، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد من تجاوزوا مدة الغياب التى حددها القانون، لافتا إلى أن نسبة الحضور لم تتأثر فى مدرسة «سموحة»، أو أى مدرسة أخرى، ونسبتها وصلت إلى أكثر من 95%. كان أحمد محمد عبدالحفيظ، طالب بمدرسة سموحة التجريبية، قد توفى الأسبوع الماضى إثر إصابته بمرض أنفلونزا الخنازير، بعد دخوله مستشفى الحميات لتلقى العلاج.