«مصر للطيران» تفتتح خطوطاً جديدة في إفريقيا وتستأنف رحلاتها للعراق في مارس

اعتمد الفريق أحمد شفيق، وزير الطيران المدني، الأحد، الجداول التشغيلية لعدد من الخطوط الجوية الجديدة التي ستنظمها شركة مصر للطيران لعدد من الدول الأفريقية، والعربية والغربية، والتي ستنطلق أولي رحلات الخط الأول منها إلى العاصمة الزامبية لوساكا في 16 يناير المقبل، بمعدل 4 رحلات أسبوعياً، فيما ستبدأ رحلات الخط الثاني إلى كيجالي العاصمة الرواندية، والثالث إلى العاصمة الإيفوارية «أبيدجان» في نهاية مارس 2011.
وأعلنت شركة مصر للطيران، أنها بدأت في الإعداد لاستئناف رحلاتها الجوية إلى العراق بعد توقف دام 20 عاماً، وأن الطيران سيكون على ثلاثة خطوط جوية بين القاهرة – وبغداد بمعدل رحلة يومياً، والقاهرة- السليمانية، والقاهرة- أربيل والعكس، وأن موعد التشغيل سيبدأ مع الموسم الصيفي الذي يبدأ في 27 مارس من كل عام، والذي سيشهد أيضاً تشغيل خطين إلى تورنتو وواشنطن.
وأكد عدد من الخبراء السياسيين وفي مجال الطيران المدني، أنه يلزم على الدولة دعم هذه الخطوط لأنها السلاح الأهم في دعم الجهود الدبلوماسية التي تبذلها مصر للعودة إلى أفريقيا، مشيرين إلى أن من أهم الأخطاء التي ارتكبتها مصر خلال العقد الماضي تجاه إفريقيا تعليق خطوط الطيران لبعض عواصم القارة.
وقال الخبراء ل«المصري اليوم» إن حجم الخسائر التي قد تحدث في بداية تشغيل هذه الخطوط، لا يمكن قياسها بالمكاسب التي ستحققها السياسة المصرية، التي أصبح الطيران واحداً من أهم أدواتها سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، منوهين إلى افتتاح خط (القاهرة – ألماآطي) بكازاخستان، وبخط (القاهرة- جوبا) في الجنوب السوداني، وطالبوا بضرورة دعم المباحثات التي أجراها مؤخراً أحمد شفيق، وزير الطيران المدني مع النائب الثاني لرئيس جمهورية بوروندي، جيرفيه روفكيري، والوفد المرافق له، والتي تناولت بحث إمكانية إنشاء خط طيران مباشر بين القاهرة و العاصمة البوروندية «بوجمبورا».
وأكد الطيار علي أمين، الخبير في شؤون الطيران، أن تدشين بعض الخطوط الجوية في الفترة الأخيرة بين القاهرة وبعض النقاط الإفريقية والإقليمية، كخط مصر للطيران إلى «جوبا» بجنوب السودان، وقبله خط القاهرة- ألما آطي بكازاخستان، بالإضافة إلى الخطوط التى يتم دراسة تنفيذها لبعض الدول الإفريقية، لا يمكن بأي حال من الأحوال تقييم جدواها بمعيار المكسب والخسارة، منوهاً إلى أنها تعتبر خطوطاً استراتيجية وأداة من أدوات السياسة المصرية الخارجية، مشيراً إلى أن الشركة الوطنية ليست شركة خاصة تهدف إلى الربح بل «شركة منوط بها المشاركة في دعم السياسة العامة للدولة والتخديم على مصالحها وأمنها»، لافتاً إلى أنه في المقابل يجب على الدولة عدم محاسبتها كبقية الشركات، مطالباً بدعمها خلال الفترة المقبلة لكي يكون لها خطوط للدول كافة.
وأشار إلى أن إسرائيل تفعل الشيء نفسه في منطقة حوض النيل، وتسيّر رحلات طيران لهذه الدول قد لا تكون تابعة لشركة «العال» الإسرائيلية، وإنما من خلال شركات أخرى وتتحمل الحكومة الإسرائيلية الخسارة التي تتكبدها نظير تشغيل هذه الخطوط، مؤكداً أن إسرائيل نجحت خلال الفترة الماضية في التواجد بهذه الدول «ليس لمساعدتها، ولكن فى إطار خطتها لمحاربة مصر وتضييق الخناق عليها في منابع النيل».
وقال حلمي شعراوي، الخبير في الشؤون الإفريقية، إن من أكبر الأخطاء التي ارتكبتها مصر خلال الفترة الماضية القيام بتعليق العمل على بعض الخطوط الجوية التي كانت تصل للعواصم الإفريقية، التي تربطنا بها مصالح مشتركة كخط (القاهرة - كمبالا) في أوغندا، الذي كان يصل إلى عاصمة بوروندي ثم إلى كيب تاون في جنوب إفريقيا، بسبب بعض الخسائر، موضحاً أن مواطني هذا الدول كانوا أكثر ارتباطاً بمصر بسبب هذا الخط،«لكننا فقدنا الأصوات المناصرة لنا خلال الفترة الماضية بسبب توقف هذا الخط».
وأضاف شعراوي أن من أكبر الخطايا المصرية عدم وصول مصر للطيران إلى العاصمة السنغالية «داكار»، التي تعتبر عاصمة الغرب الإفريقي، منوهاً إلى أن الزيارة التفقدية التي نظمتها وزارة الطيران ل 34 سفيراً إفريقيا معتمداً في مصر لمنشآتها ولمطار القاهرة والمباحثات التي عقدها وزيرها مع النائب الثاني لرئيس جمهورية بوروندي والتي تناولت بحث إمكانية إنشاء خط طيران مباشر بين القاهرة و«بوجمبورا» لابد من أن تدخل حيث التنفيذ، لا أن تكون مجرد «هيصة»، مشدداً على أنه بإمكان مصر تحقيق مكاسب كبيرة من وراء هذه الخطوط، عبر تنمية العلاقات التجارية مع دول القارة، وأيضاً نقل مواطنيها لمختلف النقاط حول العالم كما تفعل «مصر للطيران» في موسم الحج، حيث تنقل حجاج دولتي غينيا كوناكري وغانا.
من جانبه قال الدكتور هانئ رسلان، خبير الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هذه الخطوط الجوية خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تعزيز التواصل والترابط مع الدول الإفريقية، منوهاً إلى أن النتائج الإيجابية من تشغيل خط (القاهرة – جوبا) تجعل التفكير في إعادة تشغيل جميع الخطوط التي تم تعليق العمل عليها شيئاً حتمياً.