هل صحيح أنهم سوف يسمحون للنساء فى مصر برفع الأذان فى المساجد؟؟.. وهل صحيح أنها أجندة غربية لمحاصرة الإسلام فى بلد الأزهر وفى قاهرة المعز والأربعة آلاف مئذنة؟؟.. ولماذا تتفجر مثل هذه الأسئلة فى هذا التوقيت بالذات؟؟ ومن وراء هذه الموجة من الإشاعات؟؟.. واجهتنى آراء انفعالية عندما أعربت عن رأيى فى قضية الأذان الموحد.. إذ إننى فجأة استمعت إلى الأذان يتماهى فى فضاء القاهرة بأصوات رائعة كأنها أصوات الشيخ محمد رفعت أو عبدالباسط أو المنشاوى.. أذان موحد رائع لا نشاز فيه.. ولكن الفرحة لم تتم.. بعد لحظات قليلة انطلقت ميكروفونات أذان الإقامة بأصوات ليست ندية.. وندية هنا إشارة إلى حديث النبى صلى الله عليه وسلم عندما قال لأحد الصحابة أراد أن يؤذن وبداخله سؤال لماذا بلال يؤذن فى كل مرة.. قال له النبى إنه أندى منك صوتا.. أصر عليها وزير الأوقاف ونجح رغم الاعتراضات والاحتجاجات.. كان المعترضون يرون أن تنوع الأصوات المنطلقة بالأذان هو نوع من الثراء والتنوع.. وربما ظننت مثلهم فى يوم من الأيام ولكن الزعيق والأصوات المتشنجة أفسدت علينا روحانيات استقبال الأذان وانقلب الأمر إلى ابتهال لرب العالمين أن ينقذنا من بعض تلك الأصوات التى لاتدرى أنها تزعج الناس.. وأنت يمكنك أن تتفهم حرص الكثيرين على رفع الأذان فهم يريدون الثواب الرائع وأن يكونوا ممن ينطبق عليهم وصف الحديث الشريف.. المؤذنون هم أطول الناس أعناقا يوم القيامة.. ومن منا لايريد أن يكون من أطول الناس أعناقا يوم القيامة.. النبى فك الاشتباك ووجد لنا الحل البديع وهو.. من قال وراء المؤذن مثلما يقول فله مثل أجره.. يعنى الأجر مضمون إن شاء الله.. فلماذا المماحكة ونحن نعلم أنه من ترك المراء أى الجدل حتى وإن كان محقا.. بنى الله له بيتا فى ربض من الجنة.. فلماذا إذن هذه الخلافات؟؟ وهل فينا من لاتسعده الأصوات الملائكية ؟؟.. مؤخرا شاهدنا على التليفزيون وجوها جميلة واستمعنا إلى أصوات جميلة قدمتها مؤسسة باسم حفيد الرئيس.. ورأينا علاء وزوجته تمسح الفرحة أحزانهما ويملأ البشر وجهيهما وهما يتحدثان عن حفظة القرآن من الصغار والشباب أصحاب التلاوة الجميلة.. أولئك الذين يجعلوننا نخجل من أنفسنا لأننا لانحفظ مثلهم.. ولكن دائما العزاء فى الحديث الشهير.. الدال على الخير كفاعله.. أتمنى أن تساهم الجمعيات الخيرية فى إصلاح ما أفسده التعليم وما ساهم به فى تخريب اللغة العربية ولايزال.. وأن تتغير النغمة السائدة للتشنيع على الناس واعتبار أن التدين هو طريق قطار التطرف السريع.. وكل مهتم بالثقافة الدينية هو متخلف.. وكل من يصلى فهو إخوانى أو طالبانى أو وهابى.. وكل متحدث للغة العربية فهو «أولد فاشون».. كلام عجيب يروجه من لايرجون للناس خيرا.