فى ظل استحواذ الحزب الوطنى على غالبية مقاعد مجلسى الشعب والشورى، والمجالس المحلية، بات فى حكم المؤكد أن يوافق الأعضاء على ترشيح المرشح الذى سيدفع به الحزب الوطنى لخوض معركة الرئاسة المقرر لها العام المقبل، الأمر الذى دفع سياسيين ب»الثغر« إلى التأكيد على أن مجلس الشعب جاء للموافقة على مرشح الحزب الوطنى لانتخابات الرئاسة، والذى يتوقع البعض أنه سيكون جمال مبارك، أمين سياسات الحزب الوطنى. وطبقاً للدستور فإن شرط الترشح لرئاسة الجمهورية حصول المرشح على موافقة مائتين وخمسين عضواً على الأقل من الأعضاء المنتخبين لمجلسى الشعب والشورى والمجالس الشعبية المحلية للمحافظات، على ألا يقل عدد المؤيدين عن 65 من أعضاء مجلس الشعب و25 من أعضاء مجلس الشورى، و10 أعضاء من كل مجلس شعبى محلى للمحافظة من 14 محافظة على الأقل، الأمر الذى وصفه معارضون بأنه خطوة تعجيزية لمنع ترشح أى شخص غير الذى يدفع به الحزب الوطنى. وعلى الرغم من استحواذ »الوطنى« على غالبية مقاعد جميع المجالس فإن الحملات المطالبة لترشيح جمال مبارك لرئاسة الجمهورية كثفت تواجدها فى الشارع السكندرى، وبدلاً من المطالبة بترشح جمال مبارك بدأت فى تغيير سياستها لتطالب الأهالى بانتخاب مرشح الحزب الوطنى. فى البداية قال محمد كساب، منسق عام حملة »مصر تتطلع لبداية جديدة«، التى تهدف إلى جمع 5 ملايين توقيع لدعم ترشيح جمال مبارك: »حصول الحزب الوطنى على غالبية مقاعد البرلمان لا يعنى إلغاء دور الحملات الداعمة لترشيح جمال مبارك للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، لأنها حملات نابعة من نبض الشارع المصرى، وليس لمجلس الشعب دور فيها، فهى حملة شعبية تهدف فى الأساس لدعم ترشيح جمال مبارك ما لم يترشح الرئيس مبارك«. وأضاف كساب أن من أهداف الحملة تنمية الجوانب السياسية لدى الشباب لخلق كوادر تستطيع المشاركة السياسية الصحيحة حتى يكونوا قادرين على توعية المواطنين بالمشاركة، نافياً تأثر الحملات بعودة الدكتور محمد البرادعى، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذى قال إن له أنصاره ومؤيديه ويحق له التواجد والترشيح للرئاسة فى ظل اللوائح والقوانين والدستور المنظم لذلك الأمر، وهو الأمر الذى يؤكد أن مصر دولة ديمقراطية. ونفى أن تكون انتخابات الشعب الماضية شهدت عمليات تزوير مدللاً على ذلك بقوله: »جميع المرشحين خاضوا الانتخابات فى ظل وجود لجنة عليا مشرفة على الانتخابات ليس لها علاقة بالحزب الوطنى«، مضيفاً : »القول إن المجلس تم اختياره لاختيار جمال مبارك سابق لأوانه ويعتبر أمراً فى عالم الغيب حتى هذه اللحظة«. وأكد طلعت محمد على منسق حملة »التكتل الجماهيرى لترشيح جمال«: »دور الحملات فى الفترة الماضية اقتصر على المطالبة بترشيح جمال لرئاسة الجمهورية، وهو الأمر الذى ستطالب به الحملة فى الفترة القادمة إضافة إلى توعية الشعب بانتخابه من خلال تنشيط دور الحملات«، مشيراً إلى أن مسؤولى الحملة قاموا بإيقافها أثناء فترة الانتخابات حتى لا تؤثر على فرص أى مرشح ويتم استغلالها لمصلحة أى مرشح، نافياً علاقة الحملة بالحزب الوطنى. وانتقد الاتهامات التى وجهت لنزاهة العملية الانتخابية من قبل جماعة الإخوان المسلمين قائلاً: »كلام عار تماماً من الصحة، لأن هناك لجاناً مشرفة تابعت عملية الانتخابات لحظة بلحظة وأشرف عليها قضاة ومستشارون«، مضيفاً فشل جماعة الإخوان فى تحقيق مقاعد فى البرلمان هو تعليق لفشلهم على شماعة الآخرين. وقال على: »عودة البرادعى لن يؤثر على مسيرة حملته التى توغلت فى الشارع السكندرى بشكل كبير بعد انكشافه أمام العالم أجمع بأنه المتسبب فى الحرب على العراق«. ونفى محمد حسين مندور، منسق حملة »ثورة حب وانتفاضة شعب« تأثير عودة البرادعى، على الحملة، مؤكداً أن رجوعه لن يغير فى حملتهم شيئاً، وستستمر فى ظل عدم معرفة غالبية الشعب المصرى للبرادعى- حسب قوله. وأكد إبراهيم زكى منسق حملة »من أجل الاستقرار« التى تطالب بترشيح الرئيس مبارك أو »جمال« دعما للاستقرار الذى شهدته البلاد خلال فترة حكم الرئيس مبارك- حسب الحملة- أن الحملات أصبحت ضرورة ملحة فى الفترة القادمة قائلاً »مفيش مرشح بدون دعاية«، مشيراً إلى أن مجلس الشعب والمجالس المحلية، دورها الموافقة على ترشيح شخص بعينه، لكنه يحتاج إلى مؤيدين له فى المحافظات لعرض تاريخه السياسى، وبرنامجه الانتخابى وعمل الداعية له، مثل أى مرشح آخر طبقاً لشروط الترشيح. وأضاف زكى: »بالتأكيد الدعاية شىء مهم وضرورى فى سير العملية الانتخابية حتى إن الدعاية السيئة فى الانتخابات تسببت فى أن يقوم بالتصويت فى بعض صناديق الاقتراع 6 أصوات من بين 1800 صوت. ونفى تأثير رجوع »البرادعى« على الحملات الداعمة لجمال مبارك فى الشارع السكندرى قائلاً: »البرادعى وأيمن نور ظاهرتان واختفتا من الساحة السياسية«. وقال زكى: »ليس لدى علم بتزوير للانتخابات ولانستطيع أن نقول هذا الكلام، لأننا ما لم نر شيئا إحنا مش جهة متابعة«، لافتاً إلى توحد الحملات الداعمة لترشيح »جمال« فى ائتلاف واحد يرأسه على مستوى الجمهورية مجدى الكردى، فيما يشغل هو منصب منسق المحافظة ويندرج تحته جميع الحملات، ويتم حالياً اختيار منسقين لجميع أحياء المحافظة بالاتفاق مع مسؤولى باقى الحملات.