انفض موسم الانتخابات البرلمانية الأحد الماضى، ليأخذ كل مرشح نصيبه من مجلس الشعب المكون من 444 مقعداً، مضافاً إليه طعم جديد، متمثلا فى 64 مقعداً لكوتة المرأة بدلاً من نكهة المعارضة، ينتهى الموسم نهايته المتوقعة.. ويقتسم الأعضاء «تورتة الحصانة»، لكن «تورتة» هند كانت بنهكة مختلفة، فمجلس الشعب الخاص بهند خبزته بيديها على أمل أن يكون المجلس الجديد أفضل، مستغلة فن اللحظات الحلوة والمناسبات السعيدة أو كما يطلق عليه البعض «فن السكر»، احتفلت بتلك التورتة مع عائلتها الصغيرة بانتهاء مولد «الانتخابات»، التى لم يبق منها سوى طعم الشوكولاتة والمكسرات. تستغل «هند غنام» 33سنة، ربة منزل، هوايتها فى صناعة الكيك وتزينه لتأسيس عملها الخاص من البيت، فهى ترفض أن تكون مجرد «واحدة قاعدة فى بيتها»، لذلك لابد أن تنتج، شجعها زوجها على تأسيس عملها الخاص منذ ثلاث سنوات، لتبدأ بين معارفها وأصدقائها، حتى أصبح لها زبائنها. لديها أدواتها الخاصة التى تستخدمها كأى فنان، فستجد أمامها وهى تعمل بالإضافة إلى الكيكة التى ستقوم بتزيينها فرشاة وألوان، وعجينة مصنوعة من السكر، وأدوات أخرى لتشكل بها العجينة وتقطعها، يستغرق صنع الكيكة الواحدة من هند يومين على الأقل، يوم للتحضير لها والخبز ويوم للتزيين، وتستخدم فى صنعها مكونات طبيعية قابلة للأكل جميعها. وتقول إنه للعمل فى مجال تزيين الكيك «لازم أكون بحب المطبخ، ومش صعب أى حد يتعلمه بس يحتاج يكون عنده حس فنى، خصوصا فى التفاصيل الصغيرة فى عمل الكيكة»، وتضيف أن «الطعم مهم زى الشكل»، وتقوم هند بوضع الفكرة التى ستقوم بتنفيذها، بناء على الشخص والمناسبة، فحين يطلب منها عمل كيكة تسأل عن شكل الشخص، وعن عمله أو دراسته وعن الأشياء التى يحبها، فتقول «مرة عملت تورتة لدكتورة فى عيادتها بتكشف على حامل بالسونار، ومرة عملت تورتة لافتتاح صيدلية ونفذتها على شكل الصيدلية، وعملت تورتة لواحدة كان فاضل على فرحها أسبوع فعملت عروسة بتشد العريس من هدومه وكتبت آخر أيام العذوبية»، وتضيف أن أسرع كيكة قامت بصنعها استغرقت ساعة واحدة منها، وكانت بمناسبة فوز مصر على الجزائر بأربعة أهداف مقابل واحد «التورتة كان عليها ثلاثة كروت حمرا وأربع اجوان تحت كل واحد: اسم اللاعب اللى دخله»، وأغلب زبائن «هند» من الأسر التى لديها أطفال. تصنف «هند» نفسها على أنها «مصممة أو مزينة كيك»، وترفض أن تعمل عند أحد فى مجالها: «أنا بدأت مشروعى من البيت، لكن مش هاروح اشتغل عند حد لأنى مش شيف، ولو اشتغلت هيبقى شغل عادى زى أى شغل فى مكتب»، وتضيف أنها من الممكن أن تعطى كورسات فى تزيين الكيك إذا توافر لديها المكان، خاصة أنه لايوجد فى مصر من يعطى كورسات فى تزيين الكيك، ولكن يهتموا بصناعته فقط. وتعلق «هند» على صنعها لكيكة على شكل «قبة مجلس الشعب» أنها «غريبة شوية» فعادة هى تصنعها لحفلات أعياد الميلاد والمناسبات السعيدة، وتضيف عن الانتخابات التى لم تشارك بها ولا تعرف شيئا عن مرشحى الدائرة التابعة لها ومن نجح بها «أنا ماليش فى السياسة، بس لازم نكون إيجابيين ولازم يكون فى نتيجة، الناس مش بتتحرك لإن مافيش مصداقية، والكلام الكتير اللى بنسمعه حوالين الانتخابات من غير نتيجة خلانا كلنا بقينا سلبيين» وتضيف بسخرية: «حتى المرشح الوحيد الذى أرسل لهم دعاية على البيت يتحدث فيها عن برنامجه الانتخابى عرفت إنه اختطف»، وبالرغم من أن «حاتم عبدالمنعم» زوج هند لديه بطاقة انتخابية، إلا أنه لم ينتخب أحداً لأنه لا يرى أن هناك مرشحاً مناسباً لانتخابه، وفى حالة قرر الانتخاب فى الدورة القادمة فلن يهتم بالتيار التابع له المرشح «المهم يكون إنسان كويس»، ويتوقع «حاتم» أن يطلب من «هند» صناعة تورتة على شكل المجلس بعد انتهاء الانتخابات «مثلا لواحد من اللى نجحوا فى الانتخابات وحد عايز يجامله»، ويضيف «التورتة بنعملها لمناسبة سعيدة وإحنا بتورتة المجلس بنحتفل بفكر جديد وأمل إن المجلس اللى جاى يعمل حاجة أحسن من اللى قبله».