اعتبرت وسائل الإعلام والصحف الأجنبية أن أحداث ونتائج جولة الإعادة تكشف أن النظام المصرى الحاكم يريد أن يشدد قبضته على جميع المؤسسات بالدولة، لافتة إلى أن تلك الانتخابات شابها كثير من التجاوزات والتصويت الجماعى و«الترهيب الأمنى» للناخبين. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية عُقدت وسط حالة عامة من اللامبالاة والاستسلام، بعد أن أصبح واضحاً من نتائج الجولة الأولى أن الحزب الوطنى الديمقراطى «مصمم» على القضاء على وجود أى أصوات معارضة فى البرلمان الجديد. وأوضحت الصحيفة، فى تقرير الاثنين أن الانتخابات البرلمانية أكدت بوضوح عزم الحزب الحاكم على تشديد قبضته على كل المؤسسات فى هذا الوقت الذى يشهد حالة من عدم اليقين المتزايد حول مستقبل القيادة فى مصر. ونقلت عن الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، قوله إنه: «يمكن اعتبار البرلمان الجديد، كهيئة معينة، وليست منتخبة»، مضيفاً أن: «النظام يريد أن يحكم قبضته على كل شىء، حتى إنه عندما يحين الوقت، يمكنه تنفيذ خطته للخلافة»، فى إشارة إلى أنه يجرى إعداد جمال مبارك، نجل الرئيس مبارك، لخلافة والده على حد قول الصحيفة. ومن جانبها، قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إن تقارير المراقبين المستقلين من منظمات المجتمع المدنى الأولية للجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية «المثيرة للجدل»، تؤكد الإقبال «الضعيف» على التصويت ووجود عدة مخالفات، بما فى ذلك التصويت الجماعى و«الترهيب» من قبل أفراد الأمن. وأضافت الصحيفة أنه كان واضحاً، حتى قبل إجراء الجولة الأولى، أن الحزب الوطنى يهدف إلى تشديد قبضته على البرلمان وإضعاف وجود أعضاء «الإخوان» به قبل الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل. وأوضحت الصحيفة أن الحزب الوطنى كان ينافس نفسه على 114 مقعداً، حيث إنه وضع العديد من المرشحين فى الدوائر الانتخابية ذاتها، معتبرة أن ذلك «تكتيك» يستخدمه الحزب للمرة الأولى فى هذه الدورة الانتخابية، ويهدف بذلك إلى دمج ناخبى المعارضة مع أنصار الحزب الوطنى. ومن جانبها، قالت إذاعة «صوت أمريكا» الأمريكية إنه بالرغم من استسلام الشعب المصرى، منذ فترة طويلة، لنتائج الانتخابات، إلا أن هذا الشعور اختلط الآن مع الإحباط حول إمكانية التغيير، مشيرة إلى قلة إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع. وتابعت الإذاعة أن الانتخابات أدت إلى انتشار بعض حالات الغضب والتى شملت أعمال عنف بين قوات الأمن وأنصار المعارضة، مؤكدة أن شعور المصريين بالمرارة جراء هذه الانتخابات هو الأكثر انتشاراً. ونقلت الإذاعة عن الدكتور سيد صادق، الأستاذ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، قوله إن «أسوأ شىء فعله النظام بالشعب المصرى، هو تدمير التنمية البشرية لديه، حيث إن النظام استخدم الشعب، وهو المعروف بالضيافة والكرم، ولكن كل هذه الخصائص تدمرت، فانتشرت الوقاحة والعدوانية، والعنف والغش والخداع، فيما بين المصريين»، مضيفاً «عقلية المصريين تغيرت، خصوصاً فيما يخص ثقافتهم السياسية».
