عندما كنت أشاهد أفلام و قصص الكاتب العالمى نجيب محفوظ كان يرسم لنا الحارة المصرية بكل ما فيها من مزايا وعيوب وكانت أهم شخصية فى الحارة هى البلطجى عذرا الفتوة الذى كان يأخذ إتاوات عنوة من الناس و على غير رضاهم و تلك الإتاوات يحدد مقدارها ويزيدها على حسب هواه الشخصى دون أدنى رأى فى ذلك للناس و طبعا كان مقابل حمايتهم من إعتداء أى بلطجى عذرا مرة أخرى فتوة آخر من حارة أخرى فكان يظهر نفسه على أنه البطل المنقذ حامى الحمى الذى لا يأخذ تلك الأموال إلا لحمايتهم من أى إعتداء وعندما يكون هناك أحد الشرفاء الذين يريدون تخفيف تلك الإتاوات عن الناس بحيث يتحدث إلى الفتوة ليراجع نفسه فى آخذه لتلك الإتاوات طبعا بدون وجه حق يرد عليه بكل بجاحة عندما نفكر فى مراجعة تلك الإتاوات حنزودها و هذا يكون فى حالة غياب القانون و لا يكون هناك قانون إلا قانون الفتوة وفقا للطابع المزاجى الخاص به فهو يهمه زيادة أمواله وتكنيزها على حساب دماء الناس لأن ذمته المنلية تسمح له بذلك و لا يتورع عن أخذأموال الناس بدون رضاهم لأنه فرض عليهم نفسه دون إختيار منهم له تلك الصورة رأيتها عندما سمعت التصريحات الأخيرة لوزير المالية عندما كان يملآ إستمارة عضوية مجلس الشعب فعندما طلب منه أحد الناس مراجعة أحكام الضريبة العقارية لتخفيف وطآتها عليهم رد عليه وزير المالية أنه يوم ما يراجعها حايزودها صورة طبق الأصل من فتوات الحارة المصرية لأن وزير المالية لا يدافع عن مصالح الشعب لأنه يعمل فى دولة جباية كلما جمع أموال أكثر لخزانة الدولة كلما كان الوزير المقرب للحاكم بغض النظر عن الآثار الإقتصادية و الإجتماعية و النفسية السلبية على المواطنين و آكاد أجزم أن الغالبية العظمى من الشعب رافضى لتلك الضريبة فهى آتاوة الفتوة رغم آنف المواطنين وكأنه يقول لهم إسكتوا أحسن لأنى لو فكرت فيها حازودها فهو فرض علينا قانونه لأنه غير منتخب من الشعب ولكنه مختار من قبل الحاكم والفارق شاسع بين الإثنين فهو لم يأتى عن طريق صناديق الإقتراع ولكن عن طريق صناديق القرع والكوسة فرق بين أهل الخبرة والإختصاص الذين يحافظون على الشعب و بين أهل الثقة الذين ولائهم الأول و الأخير للحاكم و طلب رضاه فالطريق الثانى طريق يكسب أى واحد أما الطريق الأول فهو طريق محفوف بالمخاطر والألغام فنحن يا سادة فى دولة لها صفتان الصفة الاولى هى جباية الأموال بغض النظر عن تأثير تلك الجباية على الناس فهى تشبه الإتاوة التى يأخذها الفتوة فى الزمن الغابر و لكنه عاد فى صورته الجديدة نسخة 2010 والصفة الثانية أنها دولة بوليسية لأن الأمن يتدخل فى كل شئ لحل كل المشاكل التى تواجه الحكم بغض النظر عن الحريات أو القانون والدليل على ذلك فانه يوجد 2 مليون شرطى فى مصر لماذا ذلك العدد الضخم وتلك الأعداد فى تزايد فتخيل حجم الإنفاق على جهاز الشرطة وياليت معدل الجريمة إنخفض لاننا نلاحظ غياب الأمن بصورة غير مسبوقة فى الكثير من مناطق الجمهورية لانه مشغول بأشياء أخرى غير حماية المواطنين فتصريحات المسئولين فى مصر تصريحات تقال على ناصية الشارع أو فى أى قهوة بلدى مثل تصريحات الفتوة الذى شاهدناه فى روايات نجيب محفوظ