أصدر المجلس الأعلى للآثار قرارا فى أواخر التسعينيات بنقل معبد الرأس السوداء من مكانه الأصلى إلى منطقة حى اللاتين، لتتحول أرض الرأس السوداء بعدها إلى «مقلب للقمامة»، وهو ما أثار غضب الأهالى قاطنى الوحدات السكنية المحيطة به، نظراً لتعرضهم لكثير من الأضرار بسبب تراكم هذه الأكوام يوما بعد الآخر. وقال نظمى عيد، أحد سكان المنطقة: «بعد نقل المعبد أصبحنا نعيش معاناة يومية تتكرر منذ أكثر من 15 سنة، فالأرض تحولت إلى مقلب قمامة ومأوى للخارجين عن القانون، وهو ما أصبحنا لا نحتمله، وأصبحنا حائرين بين الحى والآثار، ولا يوجد أى رد فعل إيجابى من الجانبين». وأضاف سيد حمدى، أحد الأهالى: «خاطبنا الحى أكثر من مرة ولكن دون أن نرى أى رد فعل حقيقى، لدرجة أننا أصبحنا نشعر بأن الآثار هى الأفضل لدى المسؤولين وليس أرواحنا التى إن لم تكن معرضة للخطر بسبب الروائح والأمراض، فهى معرضة للخطر بسبب الخارجين عن القانون». وعن استمرار تواجد القطع الأثرية بالأرض وسط أكوام القمامة بالرغم من نقل المعبد، قال علاء الشحات، مدير عام آثار المحافظة وغرب الدلتا: «وجود القطع الأثرية فى الأرض بالرغم من نقل المعبد يعتبر حماية لها، لأنه إذا تم نقلها ستصبح متاحة لأى فرد يقوم بالاستيلاء عليها بوضع اليد، ونحن نضع عليها حراسة الآن حتى لا يحدث ذلك». وأضاف «الشحات»: «نجرى كل شهرين حملات نظافة لها إلا أن وجودها فى منطقة سكنية هو السبب فى التراكم السريع لأكوام القمامة، وأرسلت العديد من المخاطبات لحى المنتزه لإزالة المخالفات لحماية المنطقة، خاصة أن ظروفها تؤهلها لأن تصبح مأوى للخارجين عن القانون». وأشار الشحات إلى أنه من الممكن الاستغلال الجيد للأرض بتحويلها إلى جراج، معتبراً أنه من الأفضل تحويلها إلى متحف مفتوح ليصبح من ضمن مزارات المحافظة، خاصة فى ظل تناقصها- على حد قوله. وأرجع الشحات تأخر المجلس فى البدء فى أعمال التطوير على الأرض ونقل الآثار الموجودة بها إلى الأماكن الأصلية لها إلى إعطائه الأولوية، على حد قوله، لبعض مشاريع التطوير الأخرى مثل مشروع خفض منسوب المياه الجوفية من مقابر الأنفوشى والشاطبى ومصطفى كامل. وقال أحمد عبدالفتاح، المستشار الثقافى للمجلس الأعلى للآثار، المشرف العام على متاحف المحافظة، إن سلوكيات المواطنين هى السبب وراء تحويل المكان القديم لمعبد الرأس السوداء إلى «مقلب قمامة»، على حد قوله. وأوضح «عبدالفتاح» أهمية المعبد قائلاً: «معبد الرأس السوداء هو الوحيد فى مصر الذى يحتوى على تماثيل رخامية، وتم اكتشافه منذ عام 1936، وهو معبد نادر لشخص يدعى إيزيدوروس، أى عطية الآلهة إيزيس، وتم نقله فى أواخر التسعينيات من الأرض التى تحولت إلى مقلب قمامة حالياً إلى مكانه الحالى أمام باب شرق، وسلوكيات المواطنون كانت سبباً رئيسياً فى نقله». وأضاف: «هناك ما يزيد على 11 قطعة أثرية داخل هذه الأرض ما بين أحواض رومانية وغيرها، وهذه القطع تتم دراسة إعادتها إلى الأماكن الأصلية لها، فوجودها فى أرض المعبد الحالية مؤقت، ومرهون بتطوير أماكنها». وأوضح «عبدالفتاح» ل «إسكندرية اليوم»: «القمامة أصبحت قدر المناطق الأثرية فى الثغر»، مشيراً إلى أن هناك مشروعاً يعده المجلس الأعلى للآثار لتحويل الأرض إلى مبنى إدارى تابع له يضم جميع المرافق الخاصة به. فى المقابل قال اللواء سعد عرفة، رئيس حى المنتزه، إن الحى سيتخذ جميع الإجراءات لرفع المخلفات الموجودة بالأرض الأثرية، خلال الفترة القليلة المقبلة.