عندما لا يحترم المسؤولون الكبار فى هذا البلد شكاوى الناس، وعندما تتردى الخدمات الحياتية للمواطنين، وينشغل السيد المحافظ ومعالى الوزير بالمهرجانات والنفاق السياسى، لهذا المسؤول الكبير أو ذاك، فاعلم أنك بالتأكيد فى مصر، الأمر لم يعد يتصل بمدينة أو بقطاع وظيفى بعينه، الأمر فى مصرنا صار «حالة عامة»، من التردى والفساد وسوء الإدارة وفساد الذوق والضمير، الأمر تجاوز حدود المنطق والفساد، والإهمال وصل إلى العنق، وليس الركب فحسب، وبات يحتاج إلى ثورة فى الإدارة والمتابعة والإصلاح، وحتى لا يكون كلامنا محلقاً فى الهواء تعالوا نقدم نموذجاً حياً لما نقول، وهو نموذج معاش، ويعلمه كاتب المقال جيداً، وأمامه بشأنه مئات الشكاوى، والطريف أن النموذج لا يتصل- للأسف- بما يسميه البعض المناطق الشعبية، وهى أكثر أحياء مصر وغالبية قراها، ولكنه يتعلق بما كان يسمى الأحياء الراقية ، وهى فى الواقع لم تعد كذلك، فلقد حولتها الإدارة الفاسدة منعدمة الضمير، البعيدة عن هموم الناس وقضاياهم إلى مناطق أشد قبحاً وعشوائية من المناطق الشعبية، يعنى الكل الآن سواء، شعبى أو ارستقراطى، النموذج هو «حى المعادى»، هذا الذى تحول بعد القرار الخاطئ بتسمية «حلوان» محافظة، إلى مدينة المعادى، فازدادت حلوان والمعادى وبينهما «طرة» سوءاً وانهياراً، سواء فى عهد محافظها السابق أو الحالى «اللواء قدرى أبوحسين»، وبدلاً من أن ترقى «حلوان» تدهورت، وبدلاً من تثبت المعادى على جمالها ونظافتها القديمة «تحلونت» أى تحولت إلى نسخة أخرى من حلوان، لقد كان ولا يزال القرار خاطئاً بامتياز، ومبرراته فى تطوير الإدارة، والتنمية الشاملة المتوازنة لم تحقق نتائجها، وكل ذلك فى تقديرنا يعود إلى ما كان يسميه الصينيون «رأس السمكة» أى الإدارة العليا للمحافظة، بدءاً من قيادات المحافظة وصولاً إلى رؤساء الأحياء والموظفين الصغار. إن رأس السمكة فى حلوان يحتاج إلى تنظيف ورقابة ومتابعة جادة، فالإهمال فى الشوارع والإضاءة، والقمامة التى تنتشر منذ الصباح وحتى المساء، والباعة الجائلون الذين يملأون الشوارع ويعطلون حركة السير والحياة، والبلطجة، وسوء التخطيط الذى طال المرافق تقريباً باتت تحتاج إلى ثورة فى الإدارة التابعة، ولا تحتاج إلى هذه «الحنية» التى يتعامل بها المحافظ الجديد «السيد/ قدرى أبوحسين» مع مهندسين وموظفين أكلت منهم البيروقراطية والإهمال وشربت حتى ثملت. وعلى سبيل المثال أمامى شكاوى عديدة لآلاف المواطنين آثرت أن أسجلها لأدلل على الحال البائسة للمعادى اليوم منها: 1- هل يصح أن تظل المنطقة من 43-48 شارع «6» بالمعادى والمنطقة من 24/28 شارع رقم 100 وعشرات الشوارع المجاورة مطفأة الإضاءة لأكثر من 6 أشهر رغم تعدد البلاغات إلى المسؤولين المهملين فى الحى؟! وإذا كان هذا يحدث مع مناطق المفترض أنها راقية فما هو الحال مع شارع «7» أمام محطة المترو والانهيار الأرضى الرهيب مع الحفر المزروعة فيه ومافيا الميكروباصات سيئة التنظيم وخطيرة الدور منذ عدة سنوات ؟!. 2- هل يجوز أن تحفر أرقى الشوارع بطريقة عشوائية ولمسافات طويلة لتغيير كابلات كهرباء ولا تردم أو تبلط مثلما كانت كما هو الحال مع شارع «150» وشارع النهضة أمام مسجد فاروق وحتى العقار رقم 43 شارع «6» فى مشهد قبيح لا يليق بمحافظة تزعم الجمال وتنوى دعوة الرئيس لزيارتها فى عيدها القومى، ولماذا يأتى وهذا هو حالها المنهار، هل سيتم تزويرها أيضاً مثلما يزور كل شىء فى البلد. 3- ألم يشاهد السيد المحافظ الجديد أطنان القمامة التى تملأ شوارع «مصر حلوان الزراعى- شارع السوق- شارع 153- شارع 101- شارع 9- ش ارع 105- والشوارع الداخلية فى زهراء المعادى والثكنات وغيرها»؟! وألم يشاهد سيادته آلاف الكلاب الضالة التى تعرض حياة المواطنين للخطر، منذ ساعات الصباح الأولى وحتى ساعات الليل، وأين أجهزة البلدية التابعة للمحافظة وأين نواب الشعب المحترمون عن هذه الدائرة الذين لا يراهم الناس إلا أيام الانتخابات فقط، أو من خلال قطعة قماش يضعها النائبان «حسين مجاور» و«المرشدى» لتهنئة أهالى المعادى بالعيد أو لتهنئة الرئيس والسيدة حرمه بأى مناسبة وبلا مناسبة!! إن أمامى أطناناً من الشكاوى، التى تحتاج إلى إدارة جادة وقوية لمواجهتها ولا داعى لأن يقول المسؤول الصغير «رئيس حى مثلاً» للمسؤول الكبير الذى هو هنا المحافظ «كله تمام يا فندم»، لأن كله «ليس تمام يافندم» والناس تعيش فى المعادى كما فى غيرها من مدن مصر وقراها، على برميل بارود من المعاناة والمشكلات سهلة الحل ولكنها بسبب الفساد وسوء الإدارة أو ربما غيابها لا تحل مما يعجِّل بانفجار البرميل بمن فيه ومن عليه. المطلوب من محافظ حلوان المحترم «السيد/ قدرى أبوحسين» ومن غيره من محافظى مصر المحترمين أن ينزلوا بأنفسهم ليعرفوا ويتابعوا ويحلوا مشاكل الناس وهذا هو أضعف الإيمان!!. والله أعلم [email protected]