الدكتور وحيد عبدالمجيد، بدأ يسارياً، ثم اتجه لليبرالية، وانتقل من «التجمع» إلى «الوفد»، واقترب من الحزب الوطنى، وكتب الكثير وقال الكثير، وحلم بالكثير، لكنه اكتشف فى النهاية أنه يبتعد عن أحلامه ويقترب من نموذج «الحالم اليائس»، ولم يعد يهتم بجدوى العمل السياسى فى مصر، وقال لنا بأسى «أنا من ضيع فى الأوهام عمره». وعلى الرغم من أن الدكتور عبدالمجيد لا يزال مستشاراً لرئيس الهيئة العامة للكتاب، ويترأس مركز «الأهرام للنشر والترجمة»، ويواصل مقالاته ودراساته، فإن روحه المنهكة، وطريقه المسدود كانا أبرز الاعترافات التى فاجأنا بها فى هذا الحوار.. ■ من أين تحب أن تبدأ اعترافاتك؟ - سأبدأ باعتراف مهم.. أعترف بأننى بعد 35 عاماً من العمل السياسى والعام، أشعر بأن عمرى ضاع، وأصبحت مثل الذى «ضيع فى الأوهام عمره» بعد أن ثبت لى أنه لا توجد سياسة فى مصر، وأن حلمى بالديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية أقرب إلى وهم. ■ ما الذى جعلك تصل إلى هذه النتيجة؟ - التجربة التى عشتها. ■ أى تجربة، فنحن لا نكاد نعرف شيئاً عن مشوارك الشخصى، وكل ما يتيسر عنك معلومات وظيفية؟ - أعترف بأننى مقصر فى حق نفسى، وأن هذه المعلومات الشخصية التى توضع على الإنترنت، لا يضعها إلا صاحبها، ولكننى مازلت أرى أنه لم يحن الوقت الذى أكتب فيه عن نفسى وأكتب مذكراتى وأوثق مشوار حياتى. ■ هل أنت يسارى أم وفدى، أم حزب وطنى؟ - أعترف بأننى اقتربت من كل تلك الاتجاهات السياسية، وكنت وثيق الصلة بقياداتها، وكنت عضواً فى حزبين، لأننى بدأت يسارياً منذ الجامعة، وكنت مثل الجميع لدىّ حلم العدالة والديمقراطية والحرية، وشاركت فى إحياء الحركة الطلابية عقب حرب أكتوبر، ولكن تم إجهاض الحركة، واعتقالى مع مجموعة من زملائى الذين واصلوا عملهم السياسى حتى الآن مثل أحمد بهاء الدين شعبان، وحمدين صباحى، رئيس حزب الكرامة، والكاتب يسرى الجندى، والصحفى المعروف هانى شكر الله، وبعدها انقسمت الحركات اليسارية إلى قسمين مع بداية تأسيس حزب التجمع، حيث رأت الأغلبية أن الأحزاب صنيعة الحكومة، وأنها أنشأتها من أجل لعبة احتواء الحركات السياسية، فى حين رأيت أن هذه الأحزاب فرصة يجب ألا نتركها لقلة يسيطرون عليها باسم اليسار وفقاً لرغباتهم، لهذا دخلت حزب التجمع، ولكننى خرجت بعد أسابيع قليلة، بعد أن وجدت انفصالاً تاماً بين القلة المسيطرة على الحزب، وجموع الأعضاء. ■ كيف انتقلت من أقصى اليسار الماركسى إلى صفوف اليمين الليبرالى فى «الوفد».. وهل تعتبر هذا تناقضاً؟ - رغم أنى استقلت من حزب التجمع فإن أفكارى اليسارية كانت مسيطرة علىّ بشدة، ورغم حصولى على درجة الدكتوراه عن الأحزاب المصرية، فإن قناعتى زادت بأنه لا أمل فى صيغة الأحزاب، وكنت قد اقتربت من الوفد أثناء تحضيرى لرسالة الدكتوراه، ووجدت هناك اختلافاً بين ما قرأت عنه كيسارى وما يحدث على أرض الواقع، ففى الوقت الذى كنت أعرف فيه أن الوفد حزب أصحاب المال والإقطاعيين، كانت هناك وفود من القرى والمحافظات تأتى لتأييد فؤاد سراج الدين، حتى إنه كان فى كثير من الأحيان لم تكن أرض فيلته ترى من كثرة أعداد الحضور، بالإضافة إلى أنه كان هناك توجه أوروبى لعمل مراجعات فكرية ماركسية، حيث تخلت بعض الدول عن بعض النقاط التى تعوق التقدم من الفكر الماركسى، لهذا أعدت قراءة الماركسية من جديد، وبالفعل وجدت فيها أشياء لا تستقيم مع منطق الأمور، لكننى لم تكن لدىّ الجرأة للالتحاق ب«الوفد» لأن قناعاتى الفكرية كانت تصطدم بأشياء لم تكن مقبولة عند بعض الوفديين، التى منها رفض بعضهم التام لثورة 52، لذا عشت على ضفاف الوفد، رغم علاقاتى الشديدة بفؤاد سراج الدين، الذى كان يطلب منى القيام بأبحاث ودراسات مهمة، عن الحزب والمشاركة فى قرارات مصيرية عنه.. لم يكن الأعضاء أنفسهم يشاركون فيها. ■ لكنك أصبحت عضواً فى «الوفد» عام 2000؟ - بعد 22 عاماً من الحياة على ضفاف حزب الوفد، قررت أن أحصل على عضوية الحزب، كاسراً الحاجز النفسى الذى فرضه على توجهاتى اليسارية التى طورتها، رغبة منى فى مساعدة الحزب الذى كنت أرى فيه أملاً لتطوير مصر، حيث إن الحزب تراجع عن دوره فى السنوات النهائية لفؤاد سراج الدين، وشعرت أن علىّ مسؤولية تجاه ذلك الحزب فى إعادته إلى الحياة السياسية ليستعيد دوره من جديد، خاصة بعد تولى نعمان جمعة الذى عاش معه «الوفد» أسوأ فترات تاريخه. ■ لماذا استقلت من «الوفد» بعد 3 سنوات فقط؟ - كان الوفديون يعتقدون أن نعمان جمعة سيعيد الحياة إلى الحزب، لكنه بمجرد توليه الرئاسة بدأ فى تصفية حساباته مع كل من خالفه فى الرأى، وساعدته على ذلك لائحة الحزب التى جعلت سلطاته تفوق سلطات رئيس الجمهورية فى أعتى البلاد ديكتاتورية، وهو الأمر الذى كان يتقبله الوفديون مع سراج الدين، لأنه الأب الروحى للحزب، لكنه أمر مرفوض مع جمعة، إلا أن الأمور وصلت إلى طريق مسدود، بعد أن شاع الخوف من أن إثارة المشكلات الداخلية قد تؤدى إلى تجميد نشاط الحزب، ولكننى اصطدمت بجمعة وقررت ترك الحزب لأنه يستحيل لرجل يحترم نفسه أن يستمر فى وضع عبثى. ■ بعد تقديم استقالتك من حزب الوفد اقتربت من الحزب الوطنى حتى إن الكثيرين اعتقدوا أنك أصبحت عضواً فى الحزب؟ - أعترف بأننى راهنت على شعار الإصلاح المطروح من الدولة عام 2004، بعد أن حدث حراك سياسى فى الشارع، وتحركت المظاهرات وصدر عدد من الجرائد الخاصة، وكانت لى صلة وثيقة بقيادات الإصلاح فى الحزب الوطنى لكنى لم أنضم إليه، وبالرغم من أن قناعاتى بأن إصلاح الحكومة لن يكون بنفس مقدار الإصلاح الذى أتمناه، فإننى قلت إن شيئاً أفضل من لا شىء، بعد أن تأكدت من أن الإصلاح من خلال المعارضة وصل إلى طريق مسدود، وأنها وصلت إلى مرحلة من الوهن والضعف الشديد جداً، وأنه إذا جاء الإصلاح من جانب الحكومة فإنها فرصة لابد أن نسعى لاستثمارها. ■ ماذا عن اشتراكك فى لجنة تعديل المادة 76 من الدستور التى عارضها كثيرون؟ - أعترف بأننى شاركت فى المداولات المتعلقة بتعديل الدستور فى المادة 76، كما حضرت اجتماعات اللجنة الرئيسية لوضعها، وقد بذلت أقصى جهد لى لتشتمل التعديلات على الحد الأدنى من توقعاتى الشخصية فى الوصول إلى مصر أفضل حالاً، لكن بعد فترة تبين أن الأمور بدأت تحاصر وأن التعديلات يتم تضييقها وتفريغها من مضمونها وأن التصور الذى وضع منذ البداية وحاول البعض أن يسعى إليه يتراجع، وأن نتيجة هذه التعديلات هزيلة، ففضلت أن أنسحب من هذه العملية فى منتصفها لما وجدت الاتجاه إلى تعديلات شكلية وبعضها أسوأ من الوضع الذى كان عليه، لذا لم أستطع الاستمرار وتركت اللجنة، وفى النهاية خرجت التعديلات بالشكل الذى تخوفت منه. ■ لماذا عدت إلى «الوفد» بعد تجربتك مع الحزب الوطنى؟ - أعترف بأننى عدت إلى الوفد فى لحظة عاطفية، بعد أن تأكدت من أنه لا جدوى من العمل السياسى لذا لم أشارك فى أى من فعاليات الحزب، ولم أحضر أيا من جلساته منذ عامين، وأن عودتى بعد الانتفاضة على نعمان جمعة التى كنت أنادى بها منذ عام 2002، جاءت من خلال دعوتى من جانب محمود أباظة، رئيس الحزب، الذى تربطنى به علاقة شخصية، وفى لحظة عاطفية قررت أن أعود، وقد حاولت أن أعمل حركة تنشيط بالحزب، لكن الوضع لم يعد قابلاً للإصلاح، رغم أنه من الناحية الإجرائية قد حدث نوع من الإصلاح بعد تغيير لائحة الحزب التى رممت بعضا من التصدعات، لكن الناس أصبحوا يائسين وفاقدين الشعور بإمكانية تحقيق أى شىء، وهناك شعور طاغٍ بالعجز. ■ هل لديك هذا الشعور باليأس؟ - أعترف بأننى شعرت باليأس وعندما يصل الإنسان إلى هذه المرحلة يكون من الصعب أن يقدم شيئاً فى العمل السياسى أو العام، وقد وصلت إلى قناعة بأنه لا فائدة من العمل السياسى أو العام. ■ ماذا عن تجربتك فى الهيئة العامة للكتاب كيف أصبحت نائباً لرئيس الهيئة؟ - أعترف بأننى لا أعلم كيف تم اختيارى، وقد يكون ذلك بصفتى خبيراً اقتصادياً فى وقت كان هناك توجه من الدولة بعمل صف ثان فى الهيئات والمصالح الحكومية، وكان لرغبتى فى عمل شىء جديد بعيداً عن «الأهرام»، التى أعمل بها منذ تخرجى السبب فى قبولى بالمنصب الجديد. ■ هل سعيت لهذا المنصب؟ - أنا لم أسع إلى أى مناصب. ■ من عام 2004 إلى 2009 كنت نائباً لرئيس هيئة الكتاب ما تقييمك للوضع هناك؟ - اكتشفت فى الهيئة العامة للكتاب أن النظام الإدارى فى مصر هو السبب فى عزوف الموظفين عن العمل، وأن نظام الأجور «نكتة» لأى خبير اقتصادى فى العالم، لأن الأجر الأساسى ضعيف جداً وأن الموظفين يعتمدون على مكملات الراتب كجزء رئيسى من حياتهم وباتت الحوافز ومكافأة التميز يأخذها كل الناس وأن الذى يعمل بجد لا يتم تمييزه عن الذى يعمل نهائياً، كما أن الاستمرار فى المناصب لفترة أكثر من 5 سنوات قضى على إدارة الهيئات الحكومية بعد أن أدى إلى تدهور حالاتها، وأن هذا النظام غير موجود فى أى دولة من دول العالم، لأنه وفقاً للدراسات فإن أى إنسان يستطيع تقديم أفضل ما لديه فى السنوات الخمس الأولى من حياته، بعدها سيتجمد حتى وإن كان عبقرياً، ولن تكون لديه القدرة على التطوير، وبعدها سيتحول إلى «ديناصور» يأكل ما حوله، ثم بعد فترة ينشغل عن المكان الذى يديره من أجل أمور أخرى. ■ لماذا لم تنجح فى إنهاء ظاهرة المجاملات فى إصدارات الهيئة؟ - أعترف بأن 25٪ من كتب مكتبة الأسرة كانت قبل عامين بها مساحة كبيرة من المجاملات، الأمر الذى كان يؤثر على فعاليات المشروع، وأن الدكتور فوزى فهمى، رئيس لجنة اختيار الكتب التى ينشرها المشروع، رغم الضغوط الكثيرة التى تمارس عليه حتى الآن من جانب شخصيات عامة- استطاع أن يحد من كتب المجاملات، وأن مكتبة الأسرة لن يوجد بها هذا العام كتب المسؤولين التى كانت مقررة سنوياً. ■ هل لهذا السبب تجنبت نشر أعمالك بالهيئة؟ - رغم وصول أعداد كتبى إلى 15 كتاباً فإنه لم يصدر لى سوى الطبعة الثانية من كتاب واحد الهيئة وهو «أزمة الديمقراطية فى الأحزاب المصرية»، خوفاً من أن يقول البعض إننى استخدمت سلطاتى فى نشر كتبى الخاصة. ■ كيف يتعامل وحيد عبدالمجيد مع من ينتقده؟ - الانتقادات نوعان: منها الانتقادات الخاصة بالخلافات السياسية والفكرية وهى أمر طبيعى، لأن أى إنسان مؤمن بالديمقراطية لابد عليه من أن يتقبل الخلاف الموضوعى، وهناك الانتقادات التى يختلط فيها الخلاف الشخصى مع الموضوعى، وهى تحزننى كثيراً، وكثيراً ما تعرضت لها. ■ ما آخر تلك الانتقادات التى اختلط فيها الخلاف الشخصى بالموضوعى؟ - كان آخر الانتقادات ضدى بخصوص مجلة إبداع، والتى شاركت فيها بصفتين الأولى لكونى مسؤولاً تنفيذياً بالهيئة والأخرى لكونى صاحب رأى ومؤمناً بحرية الإبداع، وكان البعض يخلط بين الصفتين لصالح مشاكل شخصية، الأمر الذى كان يضر بالموضوع المطروح. ■ ماذا تمثل لك تلك الكلمات.. الحكومة؟ - هى جهاز تنفيذى يعمل فى خدمة المجتمع. ■ الحكومة المصرية تحديداً؟ - هى: جهاز فوق المجتمع جزء منها يحاول خدمة المجتمع، لكن لا يعرف كيف يمكنه ذلك، والجزء الآخر لا يعرف دوره ولم يقل له أحد إن دوره هو خدمة المجتمع، وأن الحكومة تتكون من موظفين على رأسهم الوزراء يحصلون على أجورهم من المجتمع، وأنه فى دول كثيرة يتم اختيارهم من جانب الاقتراع العام، أى أن وجودهم مرتبط بالشعب، إلا أنه بسبب عدم وجود نظام اقتراع فى مصر للوزراء ولم يفوضهم الشعب، فإنهم قد فقدوا الإحساس بالناس، كما أنهم فقدوا الإحساس بالمسؤولية التضامنية الوزارية فيما بينهم، حتى إنه توجد ظاهرة لا توجد فى أى من دول العالم، وهى أن يقوم الوزراء بإلقاء اللوم على بعضهم وكأنهم يعملون فى وزارة أخرى، وباتت العلاقات التى تربطهم ببعض صراعات وخلافات تنعكس على العمل الحكومى ومصالح المواطنين. ■ السلطة؟ - هى: القوة التى يمتلكها أى شخص فى المكان الذى يوجد به، وهى متنوعة، فمنها السلطة الدينية والسياسية وسلطة رجال الأعمال. ■ هل مارست سلطاتك؟ - طبعاً. ■ ما القرار الذى كنت تتمنى أن تأخذه ولم تستطع استخدام سلطتك بتنفيذه؟ - قرارات كثيرة. ■ ما الأسباب التى منعتك من التنفيذ؟ - العمل فى الهيئات العامة يعانى من وجود فجوة بين ما تعتقدين أنه ينبغى أن يحدث والقيود التى تقيد الموقع الذى تعملين فيه، لأن العمل يتم فى ظل قوانين ولوائح، بالإضافة إلى الظروف التى تفرض على الفرد ضوابط معينة لا يستطيع التخلص منها. ■ ما أهم القرارات التى لم تستطع أن تتخذها؟ - أعترف بأننى كنت أتمنى تغيير نظام مكتبات بيع الكتب بالهيئة تغييراً جذرياً وتحويلها إلى مكتبة صديقة للقارئ، كما هو الحال فى مكتبات الديوان وبدرخان وحنين، لكن هذا الأمر كان يحتاج إلى تغيير كبير فى طريقة العمل بالمكتبات بما فى ذلك نظام الأجور وطريقة اختيار الموظفين، وكان سيترتب على هذا القرار تغيير طبيعة العمل، وهو الأمر الذى لا أستطيع ولا أى مسؤول غيرى تنفيذه، لأنه يتعارض مع اللوائح وقوانين العمل التى لابد من تغييرها. ■ ماذا يعنى لك الكتاب؟ هو: كل شىء وقد شغل الجزء الأكبر من حياتى وقد عشت معه أكثر من أى شىء آخر. ■ ماذا تقرأ الآن؟ - من واقع عملى لدى نوعان من القراءة أولهما القراءة الوظيفية والمتعلقة بكونى رئيس مركز الأهرام للنشر والترجمة، حيث أقرأ الآن 6 نصوص مرشحة للنشر كى أختار من بينها ما ينفع، أما عن النوع الثانى وهو القراءة الشخصية، فإنى أقرأ الأعمال الكاملة للشيخ محمد عبده، والتى جعلتنى أتأمل كيف أصبح الفكر الدينى فى حالة مأساوية وانشغلنا بمعارك دينية وهمية، بعد أن كنا على وشك إصلاح دينى فى القرن ال19 وبداية القرن العشرين. ■ وحيد عبدالمجيد.. ماذا يمثل لك؟ - إنسان.. حلمت فى وقت مبكر بصورة معينة لهذا البلد، وبذلت مجهوداً قد يكون أقصى ما أستطيع، أو أقل، من خلال عملى السياسى والأكاديمى والبحثى والإدارى، لكننى وصلت إلى طريق مسدود وربما ينتابنى بعض الندم على الوقت والجهد الذى بذلته، لكنه أصبح جزءاً من تكوينى وشخصيتى، وبقى لى أن أحاول على المستوى الشخصى من خلال الكتابة والبحث أو المساهمة فى عمل إدارى ما.