شدد رئيس حكومة الجنوب فى السودان سلفا كير على ضرورة إجراء استفتاء حق تقرير المصير فى الموعد المقرر له 9 من يناير المقبل، بحسب اتفاقية نيفاشا، مؤكدا رفضه أى مقترح من أى جهة بالتأجيل، سواء كانت مصر أو أمريكا. وأكد «كير» - فى حواره ل«المصرى اليوم» - أن حكومة الجنوب رفضت استئناف العمل فى قناة جونجلى لأن الجنوب يهتم بأمور أخرى كثيرة غير القناة، مشيرا إلى أنه إذا ما قرر الجنوب العودة للعمل فيها، فلن يكون فى هذه الآونة. كما وصف مصر بأنها حليفة للجنوب. وتحدث النائب الأول لرئيس الجمهورية عن تفاصيل مهمة وحساسة حول قضايا الجنوب إذا ما أسفر الاستفتاء عن انقسام السودان. ■ كيف سيكون شكل السياسة الخارجية للجنوب بعد الانفصال؟ - لو رفضت الدول العربية مساعدته بالتأكيد سيتجه للغرب. ■ وماذا تتوقع أن يكون موقف الدول العربية؟ - أتوقع من كل الدول العربية أن تقف إلى جانب الجنوب إذا انفصل، خاصة التى مصالح فى استمرار علاقتها معه، ومصر مثال على ذلك. ■ ما تقييمك للدور المصرى تجاه الجنوب؟ - مصر دولة حليفة وهى الدولة الأم بالنسبة للدول العربية، ولها دور فعال على المستوى الإقليمى وقدمت الكثير للجنوب من مساعدات إنسانية وبنى تحتية. ■ لكن السلطات المصرية قدمت مقترحا بتأجيل الاستفتاء؟ - لن نقبل به، سواء كان من الشمال أو مصر أو أمريكا نفسها، لأن هذا سيعد خرقاً لاتفاق السلام، والاستفتاء يجب أن يجرى فى الموعد المحدد له. ■ وماذا عن المقترح؟ - أى حديث عن الكونفدرالية قبل الانفصال غير منطقى. ■ هناك قلق مصرى من انفصال الجنوب خوفا على مياه النيل؟ - الجنوب غنى بالمياه وليس بحاجة لمياه النيل كما أننا لن نضر مصر فى هذا الجانب وقلنا لهم ذلك، والانفصال لن يكون له أى تأثير على حصة أى دولة من دول الحوض. ■ هناك تضارب بشأن قناة جونجلى.. وهناك تصريحات باستئناف العمل فيها بحسب مطالب مصرية فى حين تتردد أنباء أخرى عن رفض هذا المقترح؟ - ليس هناك تضارب، فقد رفضنا استئناف العمل فى قناة جونجلى رغم مطالب المصريين، لأنه ليس له أسبقية بالنسبة لنا فى الجنوب الآن، فالجنوب فى هذه الفترة بحاجة لأمور أكثر أهمية من القناة.. وإذا فكرنا فى استئناف العمل بها فلن يحدث ذلك الآن على الإطلاق. ■ ماذا سيكون وضع الشماليين فى الجنوب والجنوبيين فى الشمال؟ - أتعهد بحماية الشماليين هنا لكنى لا أثق فى ضمان حقوق الجنوبيين فى الشمال. ■ كثيرون يعتبرونك انفصاليا وضحيت بمشروع السودان الجديد الوحدوى.. فما ردك؟ - لست انفصاليا بل وحدويا لكن المؤتمر الوطنى هو الذى أوصلنا لهذه المرحلة، ولم يجعل للجنوبيين من الوحدة خيارا جاذبا لذا فإن الشارع الجنوبى الآن يميل نحو الانفصال. ■ أليست نسبة كبيرة تلك التى تخصصها حكومة الجنوب سنويا لتمويل الجيش الشعبى ب40% من ميزانيتها؟ - كل دولة لديها ميزانية للجيش، وحكومة الجنوب لديها أسبابها الخاصة بها لتمويل الجيش الشعبى بهذه الميزانية. ■ هناك معلومات عن صفقات سلاح كبيرة؟ - لم يحدث ولا يوجد سلاح فى شوارع جوبا.. لكن فى كل شارع من شوارع الخرطوم هناك دبابة واقفة وسيارة لاندكروزر بدوشكا، فالسلاح موجود ومنتشر هناك وليس لدينا. ■ ما تعليقك على أنباء تدريب قوات جنوبية فى إسرائيل؟ - غير صحيح فالجنوب ليست لديه أى علاقة بإسرائيل حتى الآن، وإن كانت له علاقة فما المشكلة، فلديها سفارات فى مصر والأردن وعدد من الدول الأفريقية أيضا. ■ ما عدد القوات التى سيتم نشرها فى الاستفتاء؟ - هناك حوالى 6 آلاف رجل شرطة سيتم نشرهم فى جوبا، لكن هذه مسؤولية وزير شؤون الداخلية بحكومة الجنوب. ■ البعض يعتبر أن الجنوب غير مؤهل لكى يكون دولة منفصلة.. فما ردك؟ - هؤلاء يسبقون الأحداث، فعليهم أن ينتظروا لكى ينفصل الجنوب أولا وبعد ذلك يتحدثون عما إذا كان مؤهلا أم لا. ونحن شرعنا فى تدريب كوادرنا منذ فترة الحرب وحتى بعد الاتفاقية، ولا أرى أن هناك سببا يمنع الجنوب من أن يكون دولة، بل من الممكن أن يصبح أنجح دولة أفريقية إذا انفصل. ■ وماذا عن الجنوبيين المقيمين فى الخارج، ألا تنادى حكومة الجنوب بعودتهم؟ - طبيعى أن يعود الجنوبيون المقيمون فى الخارج مرة أخرى بعد الاستفتاء، فلا معنى لوجودهم إذا ما انفصل الجنوب وحل السلام والأمن والاستقرار. وبالفعل عاد الآن حوالى 2 مليون جنوبى من 4 ملايين كانوا مقيمين فى الشمال، والجنوبيون خائفون لذا يقومون ببيع منازلهم فى الشمال. ■ وهل هناك مخاوف فى الشارع الجنوبى؟ - الجنوبيون خائفون من هجوم المؤتمر الوطنى ضدهم لذا فهم قلقون. ■ لماذا لا توجد فرص متساوية فى الجنوب للوحدويين مثل الانفصاليين؟ - الفرص متاحة للجميع. ■ هل ستزور الخرطوم إذا انفصل الجنوب؟ - ستكون لنا علاقات حميمة مع الخرطوم فى حال الانفصال، وسوف أتواصل معها وأزورها فى كل المناسبات الرسمية. ■ رغم أنك النائب الأول فإنك مقيم طوال الوقت فى جوبا فلماذا؟ - لأنى لدىّ مهام أكثر فى جوبا.
